عمار علي حسن
المحور الثالث: المستوى الدولى
لم يتغذَّ الإرهاب على العوامل الذاتية فقط، وإنما كان للسياق العالمى المحيط تأثير واضح فى انتشاره وتقديم دعم خفى له من خلال اتباع سياسات معينة منها اعتبار الإسلام العدو البديل وتعريفه بأنه الآخر غير الغربى وتهميش دور المسلمين فى المجتمعات الغربية، إضافة لما هو معروف عن السياسات الدولية أحادية القطبية وما تمارسه الولايات المتحدة من سياسات غير عادلة بمنطقة الشرق الأوسط.
ولكن الأمر المهم فى هذه الأثناء ليس البحث عن الأسباب السابقة، ولكن وضع الحملة الدولية التى تقودها الولايات المتحدة للحرب على الإرهاب فى إطار من التقييم الموضوعى.
وهنا يمكن اختبار ما يلى:
- إن اعتماد المجتمع الدولى على الحلول الأمنية والعسكرية والتعاون الاستخبارى لم يقلل من ظاهرة الإرهاب، بل على العكس قد يكون أسهم فى تصعيدها.
- بحث العلاقة بين أوضاع المسلمين فى الدول الغربية سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، وبين نزوع الجاليات الإسلامية إلى التقوقع والانغلاق على الذات وصعوبة الاندماج، ومن ثم تأثر بعضهم بآراء بعض المتشددين ونزوحهم إلى كره المجتمع والتطرف.
- العلاقة بين التقدم على مستوى حوار الحضارات وحوار الأديان والبحث عن فهم واع للآخر وبين انتشار التطرف والتطرف المضاد على الجانبين.
وهنا يمكن دراسة المحاور التالية:
1- ترشيد الحل الأمنى العسكرى وتهذيب دور المخابرات، واللجوء نحو مزيد من استخدام القوة الناعمة بما تتضمنه من وسائل مادية وفكرية وثقافية تقود للفهم المتبادل وتقضى على نزعات العنف الدينى فى العالم.
2- إعادة النظر فى طبيعة ونمط السياسات العالمية السائدة الآن خصوصاً ما يتعلق منها بقضايا العالمين العربى والإسلامى.
3- كيفية إدماج الجاليات الإسلامية فى مجتمعاتها الغربية بالقدر الذى يحافظ على هويتهم الإسلامية والقبول فى نفس الوقت بقيم المجتمع الذى يعيشون فيه.
4- ماذا يقدم الحوار بين الأديان؟ وهل يركز فقط على نقاط الاختلاف، أم أنه يبحث عن الجوانب المشتركة والقيم الإنسانية المطلقة؟ وهل يذكى هذا الحوار ثقافة التسامح لدى كافة الأديان، أم أنه حتى اليوم يقدم نموذجاً لمحاولة طغيان ثقافة بعينها على الآخرين؟
"نقلًا عن جريدة الوطن"