توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطة لمواجهة التطرف (1-2)

  مصر اليوم -

خطة لمواجهة التطرف 12

عمار علي حسن

يمكن أن ينشأ حوار دينى مستنير ومدنى، وفى الوقت ذاته يمكن مواجهة المتطرف والجامد والمتشدد من التنظيمات والجماعات والتجمعات السياسية التى تتخذ من الإسلام أيديولوجية لها أو ترفع منه شعارا سياسيا تدغدغ به مشاعر البسطاء. وهنا سبعة محاور أساسية تشكل فى مجموعها خطة أو برنامج عمل متكاملا فى هذا الخصوص. وهذه المحاور ليست مجرد أفكار نظرية بل تنطوى على أمور تم تجريبها وفق دراسات ميدانية، وثبتت فائدتها ونجاعتها فى تحقيق الهدف المرجو منها. ولا يقصد من طرح هذا التصور إقصاء أى فصيل إسلامى، إنما الهدف هو ترشيد أفكار الجميع عبر تعزيز الحوار بين القوى الدينية والمدنية من جهة، وحث القوى السياسية المتخذة من الإسلام أيديولوجية لها على الإيمان بالوطنية، فكرا ومسلكا؛ إذ إنها ليست واضحة فى بعض تصوراتها وتصرفاتها، ونشعر أحيانا أن هناك من يقدم مصلحة الفصيل على مصلحة الوطن، وصالح الجماعة على صالح المجتمع. ويمكن ذكر هذه المحاور السبعة على النحو التالى: أولاً: مؤسسات ثقافية بديلة: ثبت بالبرهان القاطع من التجربتين المصرية والتونسية أن الأفكار لا تواجَه إلا بالأفكار، وأن سياسة التضييق والقمع والمعاملة الأمنية المباشرة لا تجدى؛ فالأمن له روافد ومظاهر وأساليب عديدة آخرها الاعتقال والإقصاء. والأفكار مهما كانت متهافتة أو مزيفة ومغلوطة لها أجنحة ولا يستطيع أحد أن يسيطر عليها، لا سيما فى ظل «ثورة الاتصالات الحديثة» و«الإعلام الجديد» الذى جعل كل مواطن يلعب دور الإعلامى الذى ينقل الخبر والصورة والفكرة من أى مكان وأى زمان وإلى أى مكان وفى اللحظة ذاتها. وتحتاج الأفكار حتى ترسخ وتمشى على الأرض ويعتنقها الناس إلى مؤسسات أو هيئات أو تنظيمات تحملها. وهذا هو سر بقاء جماعة الإخوان المسلمين واستمرارها وتمددها؛ فالقمع الذى مورس ضد الإخوان جعلهم يظهرون فى نظر الناس فى ثلاث صور إيجابية استفادوا منها، فهم إما «ضحايا» أو «مناضلون» أو «شهداء» وكلها حالات إيجابية جلبت لهم التعاطف، للأسف الشديد. وهنا أقترح الآتى: 1- بناء مجمعات صغيرة للثقافة، أو تعزيز نشاط الموجود منها، وتكون هذه المجمعات وسط الأماكن السكنية، حتى يجد الشباب سهولة ويسراً فى الوصول إليها والتعامل معها واعتياد الذهاب إليها، على أن تقوم المدارس والجامعات بلفت انتباه التلاميذ والطلاب إليها، ووضع برنامج للتعاون معها. 2- يمكن تطبيق تجربة «مسرح الجرن»؛ فقد تم تجريبها لمواجهة الفكر المتطرف، وهى عبارة عن مشروع يهدف إلى تنشيط الفنون والآداب والفلكلور فى المدارس الابتدائية والإعدادية، ويتم من خلال التعاون بين وزارتى الثقافة والتعليم؛ فحين طُبق المشروع على مدارس قرى معروفة بتركز وجود الجماعات الإسلامية المتطرفة فيها لاقت نجاحا مبهرا، رغم أنه وجد مقاومة فى البداية من قِبل التلاميذ والطلاب، بدعوى أن كل الفنون حرام، ومع الوقت بات هؤلاء يرسمون ويعزفون موسيقى ويكتبون شعرا وقصصا ومقالات ويمثلون مسرحيات ويرقصون رقصا شعبيا فى إقبال شديد. 3- يجب أيضا الاهتمام بالمنتج الثقافى للأطفال؛ فبعض أعضاء الجماعات الدينية المتطرفة اعتمدوا على هذا الأسلوب فى جذب الأطفال إليهم وتمهيدهم للدخول فى الجماعة، أو قبول أفكارها والتعاطف معها، ولهم دُور نشر معروفة. ومواجهتهم يجب أن تتم فى هذا الإطار وعند هذه السن المبكرة. ولا تكفى فى هذا المضمار المجلات الثقافية كـ«ماجد» بل يجب تشجيع الأدباء الذين يكتبون للأطفال وإقامة دور النشر التى تنشر أعمالهم بأسعار مناسبة. 4- يجب تشجيع منتجى الفنون والآداب فى المجتمع وتقديمهم باعتبارهم أشخاصاً جديرين بالاحتفاء وأن ما يكتبونه هو عمود أساسى ليس فى مواجهة التطرف والغلو والتشدد الدينى بل فى تعزيز «القوة الناعمة» للدولة. فى كل الأحوال لا يجب التعامل مع الثقافة كقلائد للزينة، إنما هى وسيلة لبناء الإنسان وتشكيل معارفه وقيمه واتجاهاته، ومن ثم النهضة بالمجتمع. (نكمل غداً إن شاء الله تعالى). نقلاً عن جريدة "الوطن "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطة لمواجهة التطرف 12 خطة لمواجهة التطرف 12



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon