توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اعترافات ومراجعات (60) السياسة والثقافة.. حاكم الشارقة نموذجًا

  مصر اليوم -

اعترافات ومراجعات 60 السياسة والثقافة حاكم الشارقة نموذجًا

بقلم - مصطفي الفقي

تستهوينى منذ سنوات طويلة شخصية الشيخ الدكتور سلطان القاسمى حاكم الشارقة وعضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات وسليل بيت القواسم العريق، والذى درس فى مصر فى ستينيات القرن الماضى وارتبط بها وتذوق الشخصية المصرية بأبعادها الإيجابية والسلبية، وظل دائمًا على العهد وفيًا لها، فقد قالوا قديمًا إن البلد الذى يدرس فيه شخص ما قادمًا من خارجه هو وطنه الثانى، ولقد عاش الشيخ الدكتور فى مصر سنوات الحلم القومى والمد العروبى، وزامل عددًا كبيرًا من رفاق الجامعة وأصدقاء العمر كان منهم عادل إمام وصلاح السعدنى، وكنت أسمع عنه وأبدى إعجابى بوفائه وإخلاصه لأمته ووطنه، وكان لديه نهم دائم للمعرفة ورغبة مستمرة فى العلم حتى استكمل دراسته وحصل على الدكتوراة من إحدى الجامعات العريقة فى بريطانيا، إلى أن عاد لوطنه الأصيل وريثًا لحكم الإمارة التى تعتبر بحق واحة المعرفة وقلعة الثقافة، ولقد توثقت علاقتى بسمو الشيخ من زياراته للقاهرة خلال فترة عملى فى مؤسسة رئاسة الجمهورية إلى أن دعانى مع مجموعة من المثقفين لزيارة الإمارة الناهضة والتعرف على مشروعاته الفكرية والتنموية، وكنت ألاحظ عامًا بعد عام أن الدنيا تتغيّر وأن الإمارة تتطور على نحو يدعو للانبهار والإعجاب، ولم يقف الأمر عند ذلك الحد بل امتدت يده إلى مشروعات عديدة فى الدول العربية وفى مقدمتها البلد الذى درس فيه (مصر)، إذ يرجع إليه الفضل فى إقامة عدد من المنشآت التعليمية والثقافية والجمعيات التنويرية المتخصصة إسلاميًا وعربيًا ومصريًا، ولم يبخل بالعطاء على تلك المؤسسات التى يرعاها بنفسه ويواصل الاهتمام بها مهما كانت الظروف أو حتى الصعاب.

ولقد اتصل بى غداة تسلمى العمل مديرًا لمكتبة الإسكندرية عام 2017 مهنئًا ومعبرًا عن دعمه الكامل للمكتبة كما فعل مع غيرها من الصروح الحضارية المعاصرة، والشيخ القاسمى عالم متخصص يستمد من التاريخ الفكرى والتطور السياسى ملامح كل مرحلة، وقد ظل على عهده وفيًا لأمته مخلصًا لمبادئه فى تسامح ظاهر ومحبة خالصة، وعندما جرت الأحداث الهامة فى مصر فى الفترة من 2011 حتى 2013 ساند الشيخ البلد الذى تعلم فيه وتخرج من جامعته مساندة تلقائية مباشرة دون إعلان أو صخب، فهو الذى عوض مكتبة المجمع العلمى المصرى ببدائل كاملة عن الكتب التى احترقت فى أتون الاضطرابات التى شهدها الشارع المصرى فى تلك الفترة، فضلاً عن مبانى الجمعية التاريخية المصرية واتحاد المؤرخين ومبنى المجمع اللغوى وعشرات الإنشاءات التى يطول الحديث عنها، ولقد قامت أكاديمية الفنون المصرية بترشيح الشيخ لجائزة النيل العليا لعام 2024 وهى التى تمنح للمبدعين فى الآداب والفنون، وقد كان التصويت فى المجلس الأعلى للثقافة مدعاة للفخر إذ حاز اسم الشيخ معظم الأصوات فى مظاهرة حب لرجل سعى دائمًا لإسعاد الآخرين واتسم بالوفاء فى كل الأوقات.

لقد منحت مصر الشيخ الدكتور القاسمى الدكتوراة الفخرية منذ عدة سنوات من الجامعة التى تخرج منها وهى جامعة القاهرة، وها هى أعرق أكاديمية عربية للفنون ترشحه لجائزة المبدعين العرب فينالها بشبه إجماع من كبار مثقفى مصر اعترافًا بفضله وتكريمًا لاسمه وردًا لجمائله على الثقافة واللغة وفروع العلم والمعرفة، والشيخ لمن لا يعلم أديبٌ متألق ومؤرخٌ واسع المدارك، كأنما قد رصد حياته لمزيد من المعرفة وفتح أبواب التعلم من جانب، ومساعدة الآخرين فى جانب آخر دون انحياز لجنسية معينة أو دين بذاته، فلقد اختار الشيخ الدكتور سلطان القاسمى أن يكون خادم جميع الأديان تحت مظلة كل الأوطان.. أطال الله فى عمره وزاد من فضله ونفع به بلاده وأمته ليضيف المزيد من الإسهام الطيب على الطريق الطويل للإنسان المعاصر فى كل زمان ومكان

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات ومراجعات 60 السياسة والثقافة حاكم الشارقة نموذجًا اعترافات ومراجعات 60 السياسة والثقافة حاكم الشارقة نموذجًا



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon