توقيت القاهرة المحلي 04:18:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإخوان و"الرأسمالية المتوضئة" (3)

  مصر اليوم -

الإخوان والرأسمالية المتوضئة 3

عمار علي حسن

تُعد أموال الإخوان جزءا أصيلا وأساسيا من أدوات ربط الفرد بالجماعة، ومساعدة «الأسرة الإخوانية» فى امتلاك القدرة على المواجهة المستمرة، لا سيما فى سنوات التضييق. فمنها كان يتم دفع النفقات الشهرية للأسر التى تم اعتقال عائلها، ومنها تساعد الجماعة بعض المنتمين إليها فى رحلات تعليمهم أو مواجهة ظروف صحية صعبة، ومنها أيضاً تقوم الجماعة بدورها فى تطبيب عوز المجتمع، من خلال الاهتمام بمساعدة الأيتام والفقراء عبر الصدقات الدائمة أو الموسمية المتقطعة، وهى قوة اجتماعية طالما تمكن الإخوان من حشدها للتصويت لصالح مرشحيهم فى مختلف الانتخابات، التى خاضوها، وقد ظهر الأمر بجلاء عقب الثورة، حين قام الإخوان بتوزيع سلع تموينية على الفقراء فى بعض المدن مقابل الحصول على أصواتهم. ولم يقتصر الأمر على هذا الحد بل إن الإخوان استغلوا شبكة النفع العام التى قامت بها بعض الجمعيات السلفية الدعوية، وفى مقدمتها «الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة» فى التمدد والتوغل داخل أوردة المجتمع عبر تقديم الخدمات، لا سيما فى ظل انحسار قدرة الدولة تدريجيا على فعل هذا. وفضلا عن رغبة الإخوان فى الاستفادة من آلاف الفروع التى تمتلكها هذه الجمعية فإنهم كانوا مضطرين إلى أن يسلكوا هذا السبيل للتعمية على الأجهزة الأمنية التى تتعقب أنشطتهم، بوصفها وسائل للتجنيد والتعبئة والحشد. وما يستخدمه الإخوان من أموال فى هذه العملية هو النزر اليسير مما يملكون، لأن أغلب أموالهم فى الخارج، وهى تقدر بعشرات المليارات من الدولارات وفق حسابات تقريبية، ما يعنى أن الجزء الأكبر من طاقة الجماعة الاقتصادية منصرفة إلى «التجارة» وفق أحدث وأقسى الأساليب التى تنتهجها النظم الرأسمالية. وربما خلق هذا الوضع تصورا راسخا لدى الإخوان لا يستطيعون مفارقته حتى بعد أن وصلوا إلى قمة هرم السلطة. وهو تعزيز «الملكية الخاصة» والاقتصار على تقديم الصدقات للفقراء، وليس الإيمان بأن لهم حقوقا أصيلة وأساسية فى المال العام، يجب أن توفر لهم حد الكفاية. وقد حاولت الجماعة أن تعالج الآثار النفسية لهذه المعضلة داخل صفوفها، دون أن تكون معنية بالبحث عن علاج أو حل للمجتمع العريض، الذى يقع خارج الإخوان، وهو الأكبر عددا وعدة فى حقيقة الأمر. فالجماعة تحاول أن تفصل بين «الشُعَب» التى تقيمها فى الأحياء الفقيرة وبين نظيرتها المقامة فى الأحياء الثرية، حتى لا تخلق «حقدا طبقيا» بين أعضائها، من الممكن أن يعجل بتفجر صراع اجتماعى داخلى، سيؤثر من دون شك على استقرارها، وقدرتها على التماسك، أو يظهر لدى الإخوانى رقيق الحال مدى الهوة بين القول والفعل داخل الجماعة العجوز. (ونكمل غدا إن شاء الله تعالى) نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإخوان والرأسمالية المتوضئة 3 الإخوان والرأسمالية المتوضئة 3



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon