توقيت القاهرة المحلي 03:48:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مرسي ومسلمو بورما

  مصر اليوم -

مرسي ومسلمو بورما

عمار علي حسن

الغرب اهتم بمسلمى البوسنة وكوسوفا، ليس حباً فى الإسلام، إنما لتصفية آخر جيب للاشتراكية فى أوروبا، فاهتم المسلمون، مدفوعين بدعاية سياسية رهيبة وتعبئة صارخة، وجمعنا النقود وأرسلنا قوافل الإغاثة، ورفعنا لافتات لعفة الأخوات اللاتى اغتصبهن ذئاب الصرب. هكذا حدث فى أفغانستان حين اهتم بها الغرب لنصب فخ للقوات السوفيتية المحتلة. الغرب لا يهتم الآن بمشكلة مسلمى ميانمار (بورما)، مع أنهم يتعرضون لتطهير عرقى ودينى يترجم فى مذابح وحشية وتهجير قسرى وسجن، علاوة على فرض الإفقار والأمية، ومع إهمال الغرب لا نسمع صوتاً مدوياً للمسلمين فى العالم العربى. أما فى مصر فتلتزم السلطة السكوت، رغم أن الرئيس من «الإخوان المسلمين»، ربما ينتظر تعليقاً أمريكياً أو أوروبياً ليتحرك أو ينطق.. يا للعار. هكذا كتبتُ على صفحتى بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» وانهمرت التعليقات والتمليحات والتحميلات والتلميحات، لكنى وجدت فى بعضها نموذجاً لحوار جاد، فالتقطت الصالح والجاد والعلمى منها لنوسع النقاش حول هذه القضية. فها هو الأستاذ محمد السيد يقول لى: «هذا حق أريد به باطل» قاصداً أننى استشهدت بقضية عادلة كفرصة للقدح فى الرئيس مرسى، ورددت عليه: «بل حق أريد به حق؛ لأنه ليس كل حق يراد به باطل، إلا فى أذهان من يدورون فى فلك البطلان، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً». أما الأستاذ محمود حمدى عثمان فيقول فى إحاطة ظاهرة: كلامك صحيح يا دكتور، وإن كنت أراه دوماً نقداً مبطناً للرئاسة على طول الخط، ولكن ماذا لو فعلها مرسى، واتخذ إجراءات فى هذا الصدد، هل كان سيجد الزخم الشعبى والمعارضين خلفه؟ سيقال: مغامر، يريد أن يدخل مصر فى معترك وعر، ومراهق سياسى وليس لديه قراءة للواقع الدولى، ويريد أن يكون خليفة للمسلمين، وما دخله ببورما هذه، وقد سبق أن قالها أحدهم فى أحداث السفارة الأمريكية: لماذا يتظاهر المصريون والرسول غير مصرى؟ وعندما يساعد مرسى غزة المحاصرة، بمرور البضائع وفتح المعبر، انظر إلى معارضى مرسى ماذا يقولون؟ أستحلفك بالله -ودع قلبك يجيبك- ماذا كنت ستقول حينها؟ مصر الجريحة وضعف التنسيق العربى والإسلامى يجعل حركة مرسى مغلولة، وما مشكلة سوريا (القريبة منا) ببعيد، ولا أحد يزايد على (عروبة وإسلامية) مرسى وجماعته، فهم المتهمون دوماً بالعالمية والتنظيم الدولى». وأقول له بصريح العبارة: إن أحداً لم يطالب مرسى بأن يرسل قوات عسكرية أو يسمح بذهاب «مجاهدين» إلى هناك، بل مجرد تصريح، بيان، استدعاء سفير للتباحث، طرح الموضوع عاجلاً على منظمة المؤتمر الإسلامى وهذا دورها، التحرك مع السفراء العرب فى الأمم المتحدة.. موقف بسيط، لن يكلفنا شيئاً مادياً ولا عواقب مغامرات غير محسوبة، لكنه واجب، ويكسبنا احترام كل من يدافع عن حقوق المظلومين والمهضومين فى العالم. وحرى بثورة طالبت بالحرية والكرامة الإنسانية أن تتفاعل، ولو شفاهة، مع كل القضايا العادلة، بدبلوماسية ناجعة وناجحة، وبرأى ورؤية ثاقبة، وليس بغطرسة ولا عنتريات فارغة، ولا إجراء يؤثر سلباً على المصلحة الوطنية، أو يزيد أثقالاً على بلدنا المحمل بتركة تنوء بها الجبال. وهنا يقول الأستاذ محسن عوض الله: «من الظلم للإخوان أن نتعامل معهم كجماعة دينية أو حزب دينى، فهم جماعة سياسية يتعاملون بمنطق المصلحة، وفى السياسة الميكافيلية دائماً هى الحل، ولا عجب فى ذلك». أما الأستاذ موسى عتمان فيقول: «أنت محق، للغرب أهداف ليس من بينها نصرة مظلوم أو ردع ظالم، والعرب وسائل فى أيديهم تحقق لهم مآربهم». وهنا يتدخل الأستاذ عصام مجاهد ليضع ختاماً بليغا ودالاً: «نحن مفعول بنا دائماً ويجب ألا ننتظر تغييراً من حاكم ينتظر الأوامر الأمريكية». نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرسي ومسلمو بورما مرسي ومسلمو بورما



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon