عمار علي حسن
أرسل لى صديق رسالة تنطوى على اقتراح مهم، فطلبت منه أن أنشره ليصل إلى من يهمهم الأمر، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، فوافق، بشرط ألا أذكر اسمه أبداً، وها هى الرسالة نصاً وبأسلوب صاحبها: «عزيزى د. عمار، أعرفك من قبل الثورة، ولذا فكرت فى أن أرسل لك هذه الرسالة، لأنك صوت مخلص سيفضح المهملين الذين لم يُقيموا مصر الجديدة على العلم، ولك حق استعمال الرسالة كما شئت. فافعل بها ما تراه يسدد بعضاً من دين الثمانمائة شهيد... لقد درستُ الإدارة الاستراتيجية بجامعة هارفارد الأمريكية، وقد أبدعت هذه الجامعة المرموقة برنامجاً إدارياً جديداً، صار هو المهيمن على أكبر 200 شركة فى العالم، كما تم تطبيقه على جهاز الحكم المحلى (ماخور الفساد فى مصر) بالولايات المتحدة وكندا وأستراليا وبالطبع إسرائيل.
لقد ترجمت بنفسى 1500 صفحة فى برنامج الإدارة الجديد بتجاربه الباهرة فى المنظمات الهادفة للربح (خاسر أكبر فى الصناعة تحول للرابح الأكبر فى الصناعة بفضل هذا البرنامج، ومن أمثلة ذلك شركة موبيل النفطية العالمية)، كما صادف نفس النجاحات الباهرة فى المنظمات غير الهادفة للربح (المؤسسات الخيرية والتنموية) وجهاز الإدارة التنفيذى (وزارات الدولة) وفى أربعة وعشرين شهراً فقط كما قلنا بالدول المذكورة. ثم أخيراً استدعى البنتاجون مهندسى ذلك البرنامج (عالما الإدارة من هارفارد ديفيد نورتون وروبرت كابلان) ليعيدا هيكلة الجيش الأمريكى بمفاهيمه وبنيته القتالية، ونجحت التجربة، ونزلت فى الجزء الثالث من كتب هذا البرنامج strategy maps وبها فصل كامل عن تجربة هذا البرنامج مع أقوى جيوش العالم وأترسها تسلحاً.. جيش الولايات المتحدة الأمريكية.
اسم هذا البرنامج هو balanced scorecard وهو خلاصة تجارب العديد من الدول المتقدمة على رأسها الولايات المتحدة، وهو عبارة عن بنية منطقية إدارية صالحة لإدارة كل شىء؛ إذ هى قالب إدارى (أما المحتوى فيختلف من مؤسسة لأخرى وهو شأنك أنت).
فيا سيدى الكريم، هذه خلاصة ورحيق دول العالم الأول فى إدارة جهازها الحكومى (حكم محلى ووزارات)، وسبق نجاحه الباهر فى المنظمات الهادفة للربح فنمت وتعملقت ونجح نجاحاً باهراً مع المنظمات غير الهادفة للربح والجيوش، والمطلوب:
1 - ترجمته وتدريسه فى كليات الإدارة، لنضع بين يدى أبنائنا سبيل النجاح بعد أن جربته شتى دول ومؤسسات العالم قبلنا، فهذا دور علم الإدارة: رصد وتوثيق الممارسات الناجحة، وتحويلها من حالة فردية لعلم يتعلمه الكافة، فلا ثم حاجة لإعادة اختراع العجلة.
2 - تطبيقه على جهاز الحكم المحلى وعلى الوزارات التنفيذية.
3 - إبلاغه لأولى الأمر لتطبيقه على الجيوش ورفع كفاءة القوات المسلحة.
رجاء، لا تتوانَ عن إبلاغ هذا البرنامج لأولى الأمر ولو فى وسائل الإعلام. رجاء، ابذل مجهوداً عسى أن تشرق شمس مصر الجديدة من كلمة تتفوه أنت بها على الناس وأنت مسموع الكلمة.. لقد سبق وقلت لسيادتك أنى ترجمت 1500 صفحة فى هذا البرنامج إن أردت مزيد معلومات، وأتمنى أن يصل البرنامج إلى كل من يهمهم أمر بلادنا».
(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى)
نقلاً عن جريدة "الوطن"