توقيت القاهرة المحلي 20:12:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شهادة حول مشروع الدستور (2)

  مصر اليوم -

شهادة حول مشروع الدستور 2

عمار علي حسن

أرسل لى الصديق محمد أبوالمجد، الشاعر المعروف، شهادته عن أعمال الجمعية التأسيسية التى وضعت «مشروع الدستور»، وأجد من المناسب والمفيد جداً أن أنشرها كاملة حتى يعرف الناس طرفاً مما جرى، وقد نشرت النصف الأول من هذه الشهادة بالأمس، وهنا بقيتها نصا كما وردتنى: «قبيل بداية الاجتماع تعرّفت على السيد عبدالفتاح خطاب، أحد ممثلى القوى العمالية فى اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور، الذى تحدث معى فى حوار مشابه لولا أنه استشعر ما لدىَّ من رفض لطريقة عرض الدستور على الشعب، فوافقنى على النتيجة، وإن تمسّك بأن ما بُذل من جهد كان كبيرا. أنا أتحدث إذن عن يوم 16 أغسطس 2012، أى عن عمل كان جاهزا قبل أربعة أشهر من الآن، وأتخيل أن الدستور وقتها كان شبهَ معدّ، وأن كثيرا من نصوصه كانت تحتاج إلى مجرد وضع كلمة أو تغيير صيغة فى مكان أو آخر حتى تتشح الصورة بالديمقراطية، ويبدو أن اللجنة أنجزت عملا غير اعتيادى. عندما بدأ الاجتماع (الذى أداره كل من السيد عبدالفتاح خطاب والدكتورة أميمة كامل، دون تنسيق) وشاركتْ فيه جهات متعددة منها اتحاد الإذاعة والتليفزيون والشباب والرياضة وهيئة الاستعلامات وقطاع تنشيط السياحة، كنتُ أول المتحدثين. عرضت تاريخ الهيئة ودورها، وتصوراتى حول ما يمكن عمله، ثم أعلنت لهم عدة نقاط: - أن الهيئة مستعدة لاستقبال لقاء جماهيرى فى كل محافظة (27 لقاءً)، سواء بمفردها أو بالتنسيق مع بعض الجهات التى حضرت الاجتماع، وأن الهيئة سوف تستضيف المشاركين فى اللقاء فى المحافظات البعيدة، وتستطيع طباعة نصوص الدستور المقترحة وتوزيعها على الشعب ليعرفها مبكرا، وأعلنت أن شرط تحقيق ذلك هو: - عدم توجيه الشعب أو الجماهير التى ستحضر اللقاءات إلى رأى بعينه، سواء بقول نعم أو بقول لا. - ضرورة الاستعانة بالخبراء والمتخصصين فى الدستور والقانون من الأكاديميين حتى تتضح للجمهور حقيقة النصوص الجديدة فى الدستور، ومدى توافقها مع إرادة الشعب ومع ما يليق بمصر بعد الثورة. - عدم الاستعانة بغير المتخصصين حتى لو كانوا أعضاء فى الجمعية التأسيسية للدستور. - ضرورة اشتراك الهيئة فى وضع البرنامج واختيار المتحدثين فى اللقاءات. - ضرورة الحياد التام فى عرض المواد، وفى اختيار المتحدثين، بحيث يمثل المتحدثون فى اللقاءات جميعَ التيارات السياسية الموجودة فى مصر فى كل ندوة. قوبلتْ آرائى وشروطى، بالطبع، باعتراض واضح وشبه موحَّد، لكننى عندما أصررتُ عليها كشرط لاشتراك الهيئة فى استقبال هذه اللقاءات، تراجع الهجوم ووافقنى على هذه الشروط من الحاضرين كل من: السيد إسماعيل الششتاوى، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الحالى، ورئيس هيئة الاستعلامات وقتها (السفير إسماعيل خيرت)، ولقاء اللجنة موثق فى محاضر اللجنة التأسيسية. هذه شهادة لم أسعَ إليها، وإنما وضعنى فيها عملى، وأعتقد أننا يمكن أن نلحظ من خلالها ما يلى: - حجم الخلل الإدارى الذى يُدار به عدد كبير من مؤسسات الدولة فى مصر، ومنها مؤسسة يُفترض فيها الصدق والموضوعية والحيدة وتوخى المصلحة العامة، حتى لو كانت تؤهّل نفسه وقتها للسيطرة الكاملة على السلطة. - أن الدستور فى صيغته الأولى كان جاهزاً ومعداً للعرض على الناس حتى لو لم تنعقد الجمعية التأسيسية بشكل متواصل على مدار ثلاثة شهور بعد رمضان الماضى، وأن إرادة الشعب فيما لمسته من أغلب أعضاء «لجنة الحوار المجتمعى» كانت غير ذات شأن كبير. - أن غلبة تيار التوجه الإسلامى نحو «أسلمة السياسة» أتت بنتائج سيئة لا يمكن حصرها بدقة على المستويين الإدارى أو السياسى أو حتى على مستوى إعلاء أهمية قيمة عقل كل مصرىّ، والاعتبار لوجود فئات ذات مستوى رفيع من الوعى فى المجتمع، والإحساس بوجود «حالة ثورة». - أن انسحاب عدد كبير من النخب ومن الشخصيات العامة ذات الثقل كان نتيجة حتمية لما كان يدور فى هذه اللجنة التى لم تكن قد أمضت أكثر من شهر ونصف الشهر من عمرها فى تشكيلها الثانى. - لقد سُلق الدستور حقا.. وهو يدعونى إلى القول مجدّداً إن الدستور المقبل دستور مؤقت، وهو ما لا يليق بشعب عريق.. ولكن.. هيهات هيهات».. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهادة حول مشروع الدستور 2 شهادة حول مشروع الدستور 2



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon