توقيت القاهرة المحلي 05:50:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشهداء يقولون «لا»

  مصر اليوم -

الشهداء يقولون «لا»

عمار علي حسن

أمام لجنة الاستفتاء على الدستور، وقع بصرى عليهم، فهتفت من أعماقى: يا الله، وسألتهم: ــ هل عدتم من السماء؟ ابتسم الشيخ عماد عفت وقال: ــ أرواحنا ترفرف فوق رؤوسكم، وترعى خطاكم، وتبارك لكم إصراركم على استكمال طريق الكفاح. اقتربت منه، وكان يقف فى أول الطابور وخلفه ألف شاب وفتاة. عرفت صور بعضهم، فابتسمت وسألته: ــ أتقود الشهداء فى الطابور. نظر نحو مينا دانيال وقال: ــ جئنا لنساندكم. فسألته على الفور: ــ وبمَ ستصوت يا شيخنا؟ ابتسم من جديد بينما عيناه تضيقان وتطلقان شعاعا نحو لافتة صغيرة يرفعها «جيكا» وقال: ـــ هذا هو رأينا. وكانت كلمة «لا» ترفرف فى نسائم الشتاء الطرية التى هبت على المكان، وتهز شجرة عجوزا تقف أمام اللجنة مولية أغصانها شطر الوجوه المتأهبة للدخول إلى اللجنة. ضحكت وقلت له: ــ الشهداء فى الجنة، فكيف دخلتموها دون «نعم»؟ بادلنى الضحك وقال: ـ طريق الجنة مفروش بـ«لا»، لأنها هى التى تغير التاريخ، هى الزاوية الحادة التى تخنق السجان والسلطان والقرصان، هى شهادة تقدمها لـ«رضوان» على أنك لم تكن فى الدنيا إمعة منقادا كخروف ضال، وأنك قلت الحق فى وجه حاكم جائر. ثم تنحنح، ومد يده وعانق الصبى إسلام مصطفى صاحب القامة المديدة، وقال: ـ أقصد «لا»، التى ترفع فى وجه الظلم والفساد والاستبداد والسرقة والخطف، وليست بالقطع «لا» التى تنطقها عنادا وجحودا وفجورا. هززت رأسى وقلت: ـ طبعا، هذا مفهوم يا شيخنا. نظرت إلى الطابور الطويل وقلت له: ــ لكن هذا الدستور يتحدث عن حقوق لكم. أشاح بيده واكتسى وجهه بالغضب وقال: ـ وهل ضحينا بأرواحنا من أجل حفنة مال بائسة؟! وساد صمت طويل، قطعته جلبة الخارجين من اللجنة المجاورة، ثم عاد السكون من جديد، فجاء صوت الشيخ جهورا جليا طليقا كريح: ـ دفعنا أعز ما نملك من أجل دولة حرة مكتفية يحيا أهلها فى رحاب العدل والكرامة، يأكلون مما يزرعون، ويلبسون مما يصنعون، ويسكنون ما شيدته سواعدهم، ويمشون فى الطرقات مرفوعى الهامات، لا أحد يذلهم، ولا أحد يجرحهم، ولا صوت يعلو فوق صوتهم، لأنهم الشعب. تنهدت بحرقة وسألته: ـ ألا تجد كل هذا فى الدستور؟ فقهقه وقال: ـ فى الدستور أشياء توحى بهذا، لكن هناك ما يقيدها ويفرغها من مضمونها أو يضربها فى مقتل. لقد أعطوكم الحصرم وأخذوا العنب، ولا حدود للتدليس والمراوغة، لهذا سنقول «لا» و«لا» بلا تردد. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشهداء يقولون «لا» الشهداء يقولون «لا»



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - ترامب يوافق على خطة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon