توقيت القاهرة المحلي 06:52:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يحب «جماعتين» ويهجر الثالثة

  مصر اليوم -

يحب «جماعتين» ويهجر الثالثة

يحب الدكتور مرسى جماعتين ويهجر الثالثة. الأولى هى زوجته التى قال عنها أثناء الحملة الانتخابية: «أحمد الله أننى تزوجت الفتاة التى علق بها قلبى»، والثانية هى «جماعة الإخوان» التى يربطه بها ميثاق غليظ من الأفكار والتصورات والمصالح والمنافع والوقائع الموزعة على أفاريز الأيام، أما الثالثة التى يعطيها ظهره إلى الآن فهى «الجماعة الوطنية» بمختلف أطيافها واتجاهاتها، رغم أنها الأعرق والأكبر والأدوم، والأولى بالرعاية، لو صح الفهم والوعى والمقصد والعزم. لا مجال للحديث عن الحبيبة الأولى؛ فهذا أمر خاص يمارسه «مرسى» بوصفه إنساناً دق قلبه ذات يوم فهرول خلفه مدفوعاً بطاقة لا سبيل له عليها. والحديث عن الحبيبة الثانية لا يخلو من شجون وشئون وحواشٍ ومتون، ربما شغلته عمّن وعمّا سواها. إنها الهيئة التى صنعته، ومن دونها كان سيصبح مجرد أستاذ عادى جداً يُدرِّس مادة «الفلزات» فى جامعة إقليمية، يخط على «السبورة» حالكة السواد بالطباشير الأبيض، ويوزع الكلمات والمعادلات على الرؤوس المثقلة بمواد دراسية أهم بكثير، ثم يذهب آخر الشهر إلى الخزينة، يبتسم فى هدوء لموظفها، ويتقاضى راتبه، ثم يمضى صامتاً. «مرسى» يدرك أهمية الحب الثانى فى حياته؛ فلولاه ما جلس على «الكرسى الكبير»؛ لأن قدراته الذاتية البحتة ربما لم تكن تؤهله ليفكر أصلاً فى التقدم للترشح للرئاسة، وحتى لو غامر فإن نصيبه كان سيكون بين الثلاثة الأواخر فى قائمة الراسبين الطويلة، وحصاده بضع عشرات من الآلاف يحصيها من الصناديق المبعثرة على جسد الوطن من أقصاه إلى أدناه، ثم يتحول بعدها إلى معلق على الأحداث فى الفضائيات، أو ينزوى فى ركن قصى يروض الوقت، ويغالب النسيان، موصوماً بالندم والفجيعة. الحبيبة الثانية أنفقت على عاشقها ثلاثة أرباع المليار من الجنيهات، وثمانين سنة من التنظيم والتدبير، وجهد الوسطاء من الترتيب والتجهيز تحت لافتة «عرس الديمقراطية» وجنّدت لها كل شيوخ البلد تقريباً، ليلعبوا دور «المأذون» دون تردد. ومع أن الملايين التى حضرت الحفل كانت تظن أنها تزف «مرسى» إلى الجماعة الثالثة، لكنه راوغ وهرب بعد «عقد القران» وهرول لـ«يحضن» الثانية بشدة، فى شوق ووله وتتيم وغرام مقيم. الجماعة المهجورة تلملم بعض جراحها، وتتحدث عن «الخديعة» وتقص شعرها فى «ميدان التحرير»، وتضرب خيمة أمام قصر الاتحادية، وتصرخ فى وجهه وهو مدسوس فى سيارته الفارهة بين حراسه: «ارحل»، وتأتى صرختها زاعقة على قدر الأمانى والآمال التى علقتها عليه فى الأيام الخوالى. لا يدرك «مرسى» الذى يؤمن أن الشرع يحلل له «أربعة» أن الثالثة التى نبذها وأعطاها ظهره هى «أم الأولاد» الحقيقية، وليست تلك السيدة التى يطلب منها فى هزيع الليل أن تمنع أبناءها من أن يكتبوا على «مواقع التواصل الاجتماعى» ما يُخجل الأب ويسبب له حرجاً بالغاً، ويرسل معها الحراس حين تنوى القيام ببعض الواجبات الاجتماعية حيال «الأهل والعشيرة». تؤمن الثالثة أن الذين سيأتون لنصرتها ذات يوم أضعاف أضعاف عدد شعر رأسها الذى قصته غبناً وغضباً واحتجاجاً، وأن صرخاتهم هى حاصل ضرب صرختها المدوية فى عدة ملايين، وتدرك جيداً أنها «الأصل» وأنها هى التى تعطى القيمة والقامة لمن يقترب منها ويعشقها ويعطيها من فكره وجهده وولائه. فى اللحظة المناسبة، ولو بعد حين، قد ينهش المرض الحبيبة الثانية، فتقف على قارعة الطريق تستجدى الثالثة المنسية، التى تعلمت الدرس جيداً ولن تُخدع أو تُلدغ من الجحر مرتين، ووقتها لن يجد «مرسى» من سبيل سوى العودة إلى الحبيبة الأولى بخُفى حنين، هذا إن عاد إليها أصلاً. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يحب «جماعتين» ويهجر الثالثة يحب «جماعتين» ويهجر الثالثة



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon