توقيت القاهرة المحلي 20:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يحب «جماعتين» ويهجر الثالثة

  مصر اليوم -

يحب «جماعتين» ويهجر الثالثة

يحب الدكتور مرسى جماعتين ويهجر الثالثة. الأولى هى زوجته التى قال عنها أثناء الحملة الانتخابية: «أحمد الله أننى تزوجت الفتاة التى علق بها قلبى»، والثانية هى «جماعة الإخوان» التى يربطه بها ميثاق غليظ من الأفكار والتصورات والمصالح والمنافع والوقائع الموزعة على أفاريز الأيام، أما الثالثة التى يعطيها ظهره إلى الآن فهى «الجماعة الوطنية» بمختلف أطيافها واتجاهاتها، رغم أنها الأعرق والأكبر والأدوم، والأولى بالرعاية، لو صح الفهم والوعى والمقصد والعزم. لا مجال للحديث عن الحبيبة الأولى؛ فهذا أمر خاص يمارسه «مرسى» بوصفه إنساناً دق قلبه ذات يوم فهرول خلفه مدفوعاً بطاقة لا سبيل له عليها. والحديث عن الحبيبة الثانية لا يخلو من شجون وشئون وحواشٍ ومتون، ربما شغلته عمّن وعمّا سواها. إنها الهيئة التى صنعته، ومن دونها كان سيصبح مجرد أستاذ عادى جداً يُدرِّس مادة «الفلزات» فى جامعة إقليمية، يخط على «السبورة» حالكة السواد بالطباشير الأبيض، ويوزع الكلمات والمعادلات على الرؤوس المثقلة بمواد دراسية أهم بكثير، ثم يذهب آخر الشهر إلى الخزينة، يبتسم فى هدوء لموظفها، ويتقاضى راتبه، ثم يمضى صامتاً. «مرسى» يدرك أهمية الحب الثانى فى حياته؛ فلولاه ما جلس على «الكرسى الكبير»؛ لأن قدراته الذاتية البحتة ربما لم تكن تؤهله ليفكر أصلاً فى التقدم للترشح للرئاسة، وحتى لو غامر فإن نصيبه كان سيكون بين الثلاثة الأواخر فى قائمة الراسبين الطويلة، وحصاده بضع عشرات من الآلاف يحصيها من الصناديق المبعثرة على جسد الوطن من أقصاه إلى أدناه، ثم يتحول بعدها إلى معلق على الأحداث فى الفضائيات، أو ينزوى فى ركن قصى يروض الوقت، ويغالب النسيان، موصوماً بالندم والفجيعة. الحبيبة الثانية أنفقت على عاشقها ثلاثة أرباع المليار من الجنيهات، وثمانين سنة من التنظيم والتدبير، وجهد الوسطاء من الترتيب والتجهيز تحت لافتة «عرس الديمقراطية» وجنّدت لها كل شيوخ البلد تقريباً، ليلعبوا دور «المأذون» دون تردد. ومع أن الملايين التى حضرت الحفل كانت تظن أنها تزف «مرسى» إلى الجماعة الثالثة، لكنه راوغ وهرب بعد «عقد القران» وهرول لـ«يحضن» الثانية بشدة، فى شوق ووله وتتيم وغرام مقيم. الجماعة المهجورة تلملم بعض جراحها، وتتحدث عن «الخديعة» وتقص شعرها فى «ميدان التحرير»، وتضرب خيمة أمام قصر الاتحادية، وتصرخ فى وجهه وهو مدسوس فى سيارته الفارهة بين حراسه: «ارحل»، وتأتى صرختها زاعقة على قدر الأمانى والآمال التى علقتها عليه فى الأيام الخوالى. لا يدرك «مرسى» الذى يؤمن أن الشرع يحلل له «أربعة» أن الثالثة التى نبذها وأعطاها ظهره هى «أم الأولاد» الحقيقية، وليست تلك السيدة التى يطلب منها فى هزيع الليل أن تمنع أبناءها من أن يكتبوا على «مواقع التواصل الاجتماعى» ما يُخجل الأب ويسبب له حرجاً بالغاً، ويرسل معها الحراس حين تنوى القيام ببعض الواجبات الاجتماعية حيال «الأهل والعشيرة». تؤمن الثالثة أن الذين سيأتون لنصرتها ذات يوم أضعاف أضعاف عدد شعر رأسها الذى قصته غبناً وغضباً واحتجاجاً، وأن صرخاتهم هى حاصل ضرب صرختها المدوية فى عدة ملايين، وتدرك جيداً أنها «الأصل» وأنها هى التى تعطى القيمة والقامة لمن يقترب منها ويعشقها ويعطيها من فكره وجهده وولائه. فى اللحظة المناسبة، ولو بعد حين، قد ينهش المرض الحبيبة الثانية، فتقف على قارعة الطريق تستجدى الثالثة المنسية، التى تعلمت الدرس جيداً ولن تُخدع أو تُلدغ من الجحر مرتين، ووقتها لن يجد «مرسى» من سبيل سوى العودة إلى الحبيبة الأولى بخُفى حنين، هذا إن عاد إليها أصلاً. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يحب «جماعتين» ويهجر الثالثة يحب «جماعتين» ويهجر الثالثة



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon