توقيت القاهرة المحلي 21:31:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هاجس «الانتخابات النزيهة»

  مصر اليوم -

هاجس «الانتخابات النزيهة»

عمار علي حسن

من إيجابيات الثورة أنها أحيت السياسة فى النفوس والعقول والضمائر بعد ثلاثين عاماً من التمويت المقصود والمنظم. وبينما يشحذ الكثير من بسطاء الناس هممهم استعداداً للاحتجاج المباشر يوم 25 يناير فى الشوارع والميادين، هناك آخرون يفكرون فى المسار الاعتيادى أو التقليدى الذى ذهبت فيه الثورة منذ استفتاء 19 مارس 2011. وهذا التفكير يحاول أصحابه أن يجيبوا عن سؤال جوهرى ومحورى هو: كيف نصنع انتخابات نزيهة؟ وهو سؤال كنا نظن أنه قد رحل مع رحيل مبارك عن السلطة. واحدة من هؤلاء المهمومين بمصر ومصيرها والانتخابات كأحد الدروب التى يمكن أن تحدد ولو جزءاً من هذا المصير، هى السيدة خديجة متولى إسماعيل خليل، التى قضت سنوات خدمتها فى أشرف مهنة وهى التعليم وأُحيلت إلى المعاش، أرسلت لى رسالة عبرت فيها عن انشغالها بقضية «نزاهة الانتخابات»، ولم تكتف بهذا بل طرحت إجراءات وآليات، تشبه فى جزء بسيط منها المعمول به فى بعض الدول الغربية، مع اختلاف فى التفاصيل والإمكانيات بيننا وبينهم، ومع أيضاً الاختلاف بين عفوية وبساطة طرح صاحبة الرسالة وتلك الطرق المعقدة والمنضبطة والمجربة التى يُعمل بها فى الغرب. وصاحبة الرسالة، التى تقطن ميت غمر بالدقهلية، ترى، فى رسالتها هذه، أنه يجب فى المرحلة الثانية من انتخابات الرئاسة القادمة أن يكون هناك صندوقان فى كل لجنة، واحد لكل مرشح، مكتوب عليه اسمه وصورته، وتُلقى فيه بطاقات التصويت التى اختاره أصحابها، وذلك فى ظل وجود مندوب عن كل مرشح ومراقب أو أكثر من مؤسسات المجتمع المدنى تحت إشراف قاضٍ جالس، ويكون لقوات الشرطة أو الجيش أو هما معاً حق حماية العملية الانتخابية من خارج مقر اللجنة. وهكذا يمكننا فى نهاية اليوم الانتخابى أن نعرف بسرعة ودون إبطاء ولا تلاعب الفائز فى كل لجنة على حدة، ومن مجموع اللجان تعلن النتيجة النهائية. وهذه العملية يمكن تطبيقها أيضاً على أى استفتاءات تجرى فى المستقبل بحيث يكون لدينا صندوق لـ«نعم» وآخر لـ«لا». بل تبالغ السيدة خديجة فى اقتراحها وتتحدث عن دفترين فى كل لجنة واحد لـ«نعم» وآخر لــ«لا»، أو واحد للمرشح الرئاسى (أ) والثانى للمرشح الرئاسى (ب) وهكذا، على أن يسجل فى كل منهما البيانات الكاملة لمن صوت له؛ الاسم، والرقم القومى، والعنوان، والمهنة، والتوقيع. وتقترح صاحبة الرسالة أن يسلم كل ناخب بطاقة الرقم القومى إلى القاضى، حتى لا يقوم أى فرد بالتصويت مرتين كما تم من قبل عبر الكشوف التى تكررت فيها أسماء ناخبين عشرات المرات فى لجان مختلفة، وبعد إعلان النتيجة يتوجه الناخب إلى مقر اللجنة لتسلم بطاقته من القاضى نفسه. بالطبع هذه أفكار بسيطة وأولية، قياساً إلى النقاش السائد حالياً بتجويد الآليات الانتخابية الراهنة أو مضاهاة بالمشروعات والتصورات التى قدمها كثيرون من أجل إدخال «التصويت الإلكترونى» إلى مصر، والجهد الذى بذله بعض الخبراء فى سبيل أن يكون هذا النوع من التصويت المحوسب دقيقاً ونزيهاً، بقدر ما هو منجز وسريع وشفاف. لكننى نشرت رسالة السيدة خديجة، حتى أبين للقارئ مدى انشغال قطاع من المواطنين المصريين بالانتخابات المقبلة، وخوفهم من العودة مرة أخرى إلى التزوير الممنهج أو الاعتباطى، أو أى طريقة أو حيلة للافتئات على الإرادة الشعبية، واختراع الألاعيب والخدع الماكرة التى تخل بنزاهة العملية الانتخابية، التى يعول عليها كثيرون فى أنها الطريق إلى تحقيق ما يريده الشعب وما تطلبه الثورة، ولو بعد حين. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هاجس «الانتخابات النزيهة» هاجس «الانتخابات النزيهة»



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon