توقيت القاهرة المحلي 08:32:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إخوان ينتقدون الإخوان

  مصر اليوم -

إخوان ينتقدون الإخوان

عمار علي حسن

التقيت بعض شباب الإخوان من محافظة المنوفية وقت أن كان مكتب الإرشاد قد أمرهم بالاحتشاد أمام دار القضاء العالى لتأييد قرار سيصدره الدكتور محمد مرسى، وسألتهم عن القرار، فأجابوا: لا نعلم. فقلت لهم: هل ستؤيدون أمرا لا تعلمونه؟ فقالوا: بالطبع لا. وضحك أحدهم وقال: نحن نبذل جهدا خارقا فى سبيل أن نوفر لأسرنا لقمة عيش، فماذا لو كان قرار الرئيس برفع الأسعار؟ فهل نؤيد شيئا أو أمرا ضد مصالحنا الشخصية؟ ولم ينفذوا أمر مكتب الإرشاد، وانصرفوا إلى بلادهم. وعقب أحداث الاتحادية خرج أكثر من مائتى شاب من الجماعة. وكنت على مدار السنة الفائتة أتلقى مكالمات رجل من أسيوط، يدافع عن الإخوان، ويقول لى: «كنا ننصت إليك قبل الثورة حين كنت تهاجم نظام مبارك، وتطالب بشرعية سياسية لنا، وترفض تحويل قادتنا إلى المحاكم العسكرية، فلماذا تغيرت؟» فأضحك وأقول له: «أنا لم أتغير. كنت أواجه سلطة فسدت سياسيا وإداريا وماليا، والآن أواجه سلطة فسدت سياسيا وإداريا، والتغيير بالنسبة لى هو أن أترك موقعى ككاتب من واجبه أن ينقد حتى يرتقى مجتمعه إلى الأفضل، وأسعى إلى إرضاء السلطة بحثا عن مغنم شخصى». بعد أحداث الاتحادية فوجئت به يقول لى: «أعتذر لك، سأجىء إلى القاهرة وأمزق بطاقة عضوية حزب الحرية والعدالة أمامك». صديقى على صفحتى بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» محمد الدويك، من منشية القناطر، كتب عبارة دالة لافتة يقول فيها نصا: «يجب أن ندرك نحن كإخوان أننا خلال الفترة الماضية ومع الاندفاع نحو المعترك السياسى بالآليات الجديدة العلنية والمفتوحة التى فرضتها الثورة اكتشفنا أننا بالممارسة خالفنا بعض القيم التى يفرضها علينا منهج الإخوان المسلمين وحدثت فجوة فى مناطق محددة بين ما كنا نتدارسه ونتربى عليه -وأننا افتراضيا إذا حدث كذا يجب أن نكون هكذا أو يجب أن نفعل كذا عندما يجىء الموقف كذا- وبين ما فعلناه عندما تعرضنا لهذه المواقف وتلك الظروف وأنه ربما تهاوت لدينا بعض الثوابت وأن مبدأ السياسة النظيفة هو مبدأ نسبى بمعنى أننا لم نستطع أن نطبقه بنسبة 100%، وخلاصة القول أننا فى حاجة إلى مقارنة بين ممارساتنا العامة «السياسية وغيرها» فى كل شىء تعرضنا له منذ الثورة وحتى الآن وبين ما كان من المفترض أن تتصف به وتكون عليه ممارساتنا وفقا لمنهجنا وثوابتنا وبعد ذلك نصيغ منهجا تربويا يتربى عليه الإخوان حتى نستفيد ونتعلم من أخطائنا». لقد سبق أن كتبت كثيرا قبل الثورة وبعدها عن «رهان على شباب الإخوان» وأقصد بالطبع، بعضهم وليس كلهم، علاوة على رجال منهم يعيشون صدمة أخلاقية الآن، لأنهم يجدون فجوة هائلة بين ما قيل لهم وحلموا به وظنوا أنهم سيفعلونه حين يحصلون على السلطة وبين ما يحدث الآن، وكثير من هؤلاء ضحايا اختطاف «جماعة الإخوان» نفسها من قادة «التنظيم الخاص» ورواسب «التفكير القطبى» الذى صرخ فى وجهه المرشد الأسبق المستشار حسن الهضيبى فى كتابه «دعاة لا قضاة» واضطر المرشد المؤسس الشيخ حسن البنا أن يصفهم بأنهم «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين». على مدار شهور كان الإخوان يحشدون أتباعهم من مختلف المحافظات إلى ميدان التحرير، وكنت أتحدث معهم، فأجد أن بعض هؤلاء يظن أن قادة التنظيم «أولياء الله الصالحين»، وكنت أبتسم لهم وأقول: لو تعرفون ما أعرف لعذرتمونى على نقدى لهم، وكان النقاش ينتهى بمحبة. إن ما يجرى فى الشارع يفرض على المسيطرين على الجماعة والراغبين، وهما وجهلا، فى السيطرة على مصر، أن يعيدوا النظر فى أفكارهم التى عفا عليها الزمن، وأساليبهم التى تجاوزتها الأيام، ويدركوا أن إدارة الدولة تختلف، جملة وتفصيلا، عن إدارة تنظيم سرى. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إخوان ينتقدون الإخوان إخوان ينتقدون الإخوان



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon