توقيت القاهرة المحلي 07:27:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مرسى وله حوار

  مصر اليوم -

مرسى وله حوار

عمار علي حسن

حال السيد الدكتور المهندس محمد مرسى كحال من يدعو البعض إلى مائدة طعام، وحين يسألونه عن الأصناف التى سيأكلونها، يلتهم المائدة كلها، ثم يدعوهم ليتناقشوا حول أفضل أنواع «الفوار» لهضم ما ابتلع وملأ به بطنه حتى التخمة، وحين يبدون اعتراضاً على تجويعهم يتهمهم بالخيانة أو يرميهم بأنهم راغبون فى الانتحار. فى الحقيقة، من يستأثر بالمائدة هو الذى ينتحر، وإن طال احتضاره، فحجم ما يبلعه أكبر من قدرته على الاستيعاب والتحمل، لاسيما أن معدته ومعدة أهله وعشيرته، مهترئة، سواء بفعل حداثة عهدها بطعام السلطة الدسم، أو بفعل الحالة النفسية المريضة التى تنعكس على الحالة العضوية، والتى يطلق عليها الأطباء «الأمراض النفسجسمية» أو «السيكوماتية»، والتى تأخذ عند البعض صورة اضطراب معدى ومعوى حاد. مثل هذا الاضطراب يؤدى، بلا شك، إلى خروج روائح كريهة، يشمها المصريون الآن، مشبعة بخيانة الثورة والنصب على الثوار، وعدم الإيمان بالوطن وأولوياته لحساب الجماعة وحساباتها الضيقة الصغيرة التافهة، ومحاولة العودة مرة أخرى إلى عهود الاستبداد والقهر والظلام، ورغم أن الجماعة معدومة الذمة والكفاءة، ماضية فى عصر الليمون على أفعالها، فإن الرائحة تزكم الأنوف، والفشل يطاردها كالقدر المطبق. حاولت أن أبحث عن عناوين لهذه المائدة المسمومة التى يسمونها حواراً، والتى ذهب إليها المتأخونون والمؤلفة جيوبهم وبعض حسنى النية ممن يُستدعون للدغة الخامسة على الأقل من جُحر الإخوان، فوجدت أنه من الممكن أن تكون العناوين على النحو التالى: «- مرسى يحاور نفسه.. - مرسى يجالس مرسى.. - مرسى يحاور حوارييه.. - مرسى يحاور أتباعه.. - مرسى يحاور أذنابه.. - مرسى يحاور ذيوله.. - مرسى يلعب بالوقت.. - مرسى يشغل الفراغ.. - مرسى يتسلى.. - مرسى يقود السيرك السياسى.. - مرسى يأكل الخروف ويدعو ضيوفه إلى العظام والأظلاف والفروة.. - السلطة تدلك مرسى وتدلله.. - عنتر ولبلب فى قصر الاتحادية..». كل هذه عناوين تصلح للعبث الذى يقوم به مرسى، وتؤكد ما قاله ذات يوم لإرهابى متقاعد من أمراء الجماعة الإسلامية حين طلب منه أن يعطيه إشارة ليأمر أتباعه بقتل رموز المعارضة: لا تشغل بالك بهم، قتلهم سيجر علينا متاعب دولية لا قبَل لنا بها، دعهم، فهم كالتلاميذ الذين يستيقظون صباحاً فى نشاط وحين يأتى العصر يكونون قد خملوا وناموا. المخلوع مبارك وصل إلى هذا التغطرس بعد ثلاثين عاماً من الحكم، حين أطلق صيحته الشهيرة «خليهم يتسلوا»، لكن مرسى، الذى يتماهى مع جلاده، وصل إلى هذا بعد شهور، فما يعشش فى رأسه من أفكار، وما لاقاه وما يحمله من مهمة لا علاقة لمصر بها، جعله يصل إلى هذه النقطة فى سرعة خاطفة، ويمضى فى طريقه مدعياً القوة، مع أن كل حركاته وسكناته وإيماءاته وتفوهاته تُظهر أنه خائف، لكنه قليل حيلة، تأتيه الأوامر فيعتمدها، وتأتيه الخواطر المضحكة فيدعو منافسيه إلى حوار. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرسى وله حوار مرسى وله حوار



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon