عمار علي حسن
1 - كيف يمكن لمن لا يستطيعون صياغة مادة قانونية أن يؤتمنوا على إدارة دولة؟ إنه انعدام الكفاءة والعناد والرغبة الجامحة فى خطف أى شىء والاستهتار بمعنى الدولة وموجباتها وتضخيم وهم الاعتقاد بالتآمر عليهم مع أنهم هم يتآمرون على أنفسهم من دون دراية، وليست هناك مؤامرة أكبر من إصرارهم على البناء فوق رمال متحركة.
2 - طالما أن السلطة السياسية تتنكر لمطالب الثورة، ولا تلتفت إلى المشروع الوطنى الجامع، وتنشغل بمشروعها الخاص جداً، والضيق جدا، وما دامت الهوة الطبقية وصراعات الهوية والاستئثار بالسلطة مستمراً والغموض قائماً حول مستقبل تداول الحكم فالاستقطاب سيستمر من دون شك.
3 - تصر جماعة الإخوان على أن تبقى مصر تابعة للولايات المتحدة الأمريكية، أو وكيل سياساتها فى الشرق الأوسط. من أسف فإن هذا الوضع لم يتغير، وواشنطن استبدلت هى وإسرائيل كنزاً استراتيجياً بكنز بديل. لكن ما لا يمكن إنكاره هو أن الولايات المتحدة أصبحت، للأسف، تلعب دوراً كبيراً فى تحديد السياسات الداخلية المصرية.
4 - الذين يتخذون من الإسلام أيديولوجية لهم أو يرفعونه شعاراً سياسياً، ينحازون إلى النموذج الرأسمالى المتوحش فى الغالب الأعم، لا سيما أن نخبتهم من التجار، الساعين إلى تعظيم أرباحهم بأى طريقة. أما القوى المدنية ففيها اليمين الرأسمالى أيضاً، وفيها اليسارى المنحاز إلى العدل الاجتماعى ومحاربة الفقر، وعلاج الهوة الطبقية الرهيبة فى مصر.
5 - يمكن أن تسرى دعوة العصيان المدنى وتعلو وتعمم شرط أن تبذل القوى الداعية إلى العصيان المدنى جهداً كبيراً فى سبيل إقناع الناس بجدوى هذا المسار فى النضال السلمى.
6 - مصر بعد الثورة أصبحت ملعباً للقوى الإقليمية، فللأسف هناك قوى داخلية تحركها دول إقليمية فى سبيلين، الأول عدم اكتمال المشروع المدنى ونجاح الثورة المصرية فى تحقيق أهدافها، لأن هذا إن تم سيؤثر على مصالح ومستقبل حكام بعض الدول. والثانى هو محاربة مشروع الإخوان لأن نجاحه سيغرى بتصديره إلى هذه البلدان عبر استعمال أفرع التنظيم الدولى للجماعة، وهذا أيضاً ضد مصالح هذه القوى.
7 - قد يكون البديل الوحيد الجاهز فى نظر الأمريكان الآن هو الجيش. وجبهة الإنقاذ تحتاج إلى جهد إضافى ووقت حتى تقنع العالم بأنها البديل الحقيقى، وهذا ليس صعباً، إن حسنت النوايا، وتعمّق بذل الجهد، وفق خطة متماسكة.
8 - التيار السلفى يطمح أن يكون بديلاً للإخوان وهذا حقه، لكن التيار الدينى كله تأثرت صورته لدى الناس بإخفاق فصيل منه فى إدارة الدولة بكفاءة.
9 - الجيش ليس ضامناً للديمقراطية، إنما ضامن للوطنية وبقاء الدولة من دون انهيار تام ولا تفكُّك، وهذا أمر حيوى ولا تنازل عنه، لكن لا أحد بوسعه أن يرحب بعودة العسكر إلى الحكم، وإن كان الطلب على وجودهم على الساحة السياسية يتزايد، وعلى القوى المدنية أن تتماسك وتطرح نفسها بديلاً مقنعاً للشعب المصرى، الذى يتطلع دوماً إلى من يملأ الفراغ.
10 - رحل زمن اللّبط وجاء زمن العبط.
11 - واحد غشنا.. بالطبع مرسى.
نقلاً عن جريدة "الوطن"