توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تجربة مهمة لأدباء البحيرة

  مصر اليوم -

تجربة مهمة لأدباء البحيرة

عمار علي حسن

فى وسط الظلام الدامس الذى يغمرنا حالياً، بفعل الاستبداد السياسى والرغبة الجامحة فى سرقة الثورة أو حرفها عن مسارها، هناك من يصر على أن يشعل «شمعة»، غير مكتفٍ باللوم والصراخ الذى لم يلبث أن يتطاير فى الهواء، بل يذهب مباشرة إلى صناعة «البديل»، كل فى مجاله وحسب جهده وطاقته. من بين هؤلاء بعض أدباء البحيرة الذين التقيتهم مؤخراً فى رحاب صالون الدكتور عبدالوهاب المسيرى بالمكتبة العامة فى دمنهور، فوجدتهم قد وضعوا أقدامهم على طريق محاولة لتعزيز الوعى، مؤمنين بأن الثقافة بشتى ألوانها هى درع قوية، رغم نعومتها، بوسعها أن تقوض من الزمن أركان التطرف الدينى والتعصب الفكرى وكل الأفعال المادية الخشنة التى تريد أن تعيدنا إلى الوراء. ولما طرح الأديب الأستاذ رضا إمام رؤيته تلك، طلبت منه أن يكتب شيئاً مجملاً عنها حتى يقف الأدباء الآخرون فى شتى المدن المصرية عليها، ويستفيدوا منها. وأرسل لى ما أردته منه تحت عنوان: «الجمعيات الأدبية ومحاولة خلق الفعل المعرفى المنتج»، وها هو نصاً كما وصلنى، دون زيادة ولا نقصان: «يقولون إن المرء ليقتفى أثر الأبيض فى الأسود. ونحن فى دمنهور قد انتوينا ألا نقف هكذا مكتوفى الأيدى، بينما تنشغل عيوننا بالكرة الرائحة الغادية بين أقدام لاعبى السياسة وخبراء تأزمات الكلام، ولأننا آثرنا أن نكون فعلاً مؤثراً ومفيداً مستنكفين دور القائم برد الفعل، فقد أقمنا ومنذ فترة تجمعات أدبية روادها من محبى الأدب وأجناسه المختلفة (قصة.. رواية.. شعر.. مسرح.. إلخ) من الشباب الذين لم يتحققوا فى أى شىء لكى يثبتوا أن هناك مصطلحاً اسمه المواطنة، فلا سكن ولا وظيفة ولا زواج ولا علاج يليق ببنى آدم، فقط هو الحرمان والاغتراب داخل وطن هو وطنهم وليس وطن أية عصابة من العصابات، فما المانع إذن أن يتحقق فى الأدب؟! هذا التحقق لن يثنيه بأى حال من الأحوال عن تكملة تحققات أخرى، فلنفرد داخل الشباب مساحة الوعى المبتسر، نزرع داخل المساحات الخضراء دواخلهم زهور الوعى كمدخل أولى للولوج لعالم المعرفة الوسيع، فالثقافة فى رأينا وعى حاضر ثلاثى الأبعاد للشاب: أن يعى الشاب بإمكاناته وطموحه، وأن يعى ماهية المجتمع وظواهره دائمة التغير، وأن يعى بعد ذلك ماذا يحدث فى هذا العالم الكبير الذى يعيشون فيه. نعتمد فى ذلك الدور على إيماننا العميق بالله وبالوطن وبإمكانات الشباب الكبيرة، الذين يمثلون المستقبل الآتى..المضىء رغم أنف كل الغيوم، متسلحين فى ذلك بأدباء وفنانين لهم إسهاماتهم المميزة وتحققاتهم القوية فى مجال المعرفة، كمراجع أولية لهؤلاء الشباب، وبإمكانات مادية ذاتية، وتبرع بعض المخلصين.. المؤمنين بالدور بتوفير أماكن يمكننا التجمع فيها بها بعض الكراسى وطاولة وكوب شاى. وقد تمخض بالفعل من خلال هذه الصالونات الصغيرة تطور حالة التعبير عن الرؤى لدى معظم الشباب حتى إن بعضهم أصبحت له إسهاماته الأدبية على مستوى المحافظة، وكنا دائماً نرصد مدى التغير ليس فى استيعاب الشاب لأدوات المعرفة فحسب، ولكننا كنا نرصد أيضاً مدى استقامة العوامل النفسية المُثبتة لذواتهم داخل منظومة الحياة العامة، ونحاول دائماً أن تكون هناك أبجدية للأمور، وأن تتطور كتابات الشباب من المرحلة الشفاهية إلى المرحلة التحريرية، فبدأنا فى إصدار نشرات غير دورية تضم إبداعاتهم، ثم عقد حلقات نقدية لمناقشة هذه الأعمال ولا مانع من استقدام بعض الأدباء الكبار لمناقشة هذه الأعمال، حتى تأخذ هذه الأعمال مشروعية، بالتأكيد لها انعكاساتها التنموية فى كل الاتجاهات على هؤلاء الشباب الذين يلهثون وراء أية فرجة ضوء كى ما يتسنى للآخرين أن يروا ملامحهم التائهة وسط ضباب الواقع وأزماته». نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربة مهمة لأدباء البحيرة تجربة مهمة لأدباء البحيرة



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon