توقيت القاهرة المحلي 08:43:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسرار أخرى عن الإخوان

  مصر اليوم -

أسرار أخرى عن الإخوان

عمار علي حسن

«دولة الخلاقة الإخوانية: أسرار ووثائق تكشف الجماعة من الداخل» هذا عنوان كتاب مهم للأستاذ عمرو فاروق، الصحفى والكاتب، والذى قضى شطرا من حياته العملية ساعيا بجد واجتهاد وصبر ومثابرة على الأرض وفى الميدان وراء الحقائق المخفية والمعلومات المطمورة فى بطن تنظيم الإخوان وملحقاته، ولم يكتف بمتابعة أفكاره وحركاته من مكتبه أو من على المقهى كما يفعل البعض، لتبقى كتاباتهم عن الإخوان وغيرهم من فصائل الحركات والجماعات والتنظيمات التى تتخذ من الإسلام أيديولوجية لها مجرد انطباعات أو تعليقات خفيفة على حواشى الأحداث الجارية والوقائع السارية بلا هوادة. فالمؤلف يجمع معلوماته عبر «الملاحظة بالمشاركة» و«المقابلة» وسؤال «الإخباريين»، وهو ما يعبر عنه قائلا: «شاء لى القدر أن أعرف الإخوان معرفة حقيقية عن قرب نتيجة الاحتكاك المباشر بهم فى فترة الجامعة، كما أتيحت لى الفرصة أن ألتقى ببعض القيادات المؤثرة داخل الجماعة والتى أخذت قرارا بالانفصال عنها لكنها لم ترغب فى أن تعلن عن موقفها عبر صفحات الجرائد، وشرفت بصداقة معها استفدت منها فى كشف العديد من أوضاع هذه الجماعة من الداخل.. بل لا أبالغ إذا قلت إننى على علاقة قوية ببعض قيادات الإخوان الذين منحونى الكثير من أسرار التنظيم». لكن الكتاب لا يكتفى بهذه المصادر الأولية بل يسند ويحيل أيضاً إلى 31 مرجعا سردها الكاتب، وكان فى حاجة ماسة إليها كضابط لما يكتب أو شارح له أو معمق لبعض جوانبه، وهذا ما يحمد له، ويعطى كتابه مذاقا بحثيا إلى جانب كونه أعمالا صحفية متلاحقة. ويقلب فاروق أمام أعيننا وأفهامنا كثيرا من الملفات والوثائق التى أنتجها الإخوان فى رحلتهم الممتدة قبل ثورة يناير، فنعرف أشياء عن التشكيلات الرياضية والتدريبات شبه العسكرية، ولجان الدعوة العامة والتربية، وسبل تجنيد الصغار واليافعين فى الجماعة، والمناهج التى تدرس للأشبال والزهرات، حسب المصطلح الإخوانى، ومساعى الجماعة العجوز لتوسيع قاعدتها، بجذب الأنصار وتعزيز حلقات المتعاطفين والمنتسبين. ونعرف أيضاً بعض المعلومات عن «الرؤى الفنية» للإخوان ومسرحهم المؤدلج الوعظى وممثليهم الخطابيين، وأناشيدهم الرامية إلى كسب الولاء وتجنيد الأتباع، ونقف كذلك على الهيكل الإدارى والتنظيمى سواء ما يتعلق بالتنظيم داخل مصر أو فروعه فى شتى أنحاء العالم. وكذلك «الكيان التنظيمى للأخوات» وكيف يدار، وموقع المرأة داخل الجماعة، ونظرة الإخوان فى أدبياتهم أو حركاتهم للنساء. وحول علاقة الفرد بالجماعة يقول الكاتب فى مقدمة الكتاب: «الوقوع فى براثن جماعة الإخوان ليس بالأمر السهل والهين، حيت تنقلب فيه حياة الفرد من الشرق إلى الغرب، وتتغير معالم شخصيته التى وهبها الله له، وتنجرف نحو تبعية أناس لا هم لهم سوى إخضاع غيرهم وفق لوائح منظومة إدارية داخلية تتغلف بسرية مطلقة ليس من السهل كشفها وتجريدها من النقاب الذى ترتديه، والوشاح الذى يحتويها من أعلاها إلى أسفلها». ويفاجئنا الكاتب بجزء أعطاه عنوان «جهاز مخابرات الإخوان» يتحدث فيه عن وسائل جمع المعلومات عند الجماعة والإمكانات التى تمتلكها بهذا الخصوص، والذى يوظفه فى تأمين التنظيم ومصالحه، ومراقبة الأعضاء ووضعهم فى قبضة مكتب الإرشاد، ومحاولة اختراق مختلف مؤسسات الدولة، ومعرفة أحوال الناس وموقفهم من الإخوان. كما يفاجئنا بحديث آخر عما يسميه «الاختراق الشيعى للإخوان» عارضا شخصيات عديدة كانوا أعضاء فاعلين فى جماعة الإخوان ثم خرجوا عليها وتشيعوا وصاروا رموزا لـ«الإثنى عشرية» فى مصر. وبعدها يعرج على عرض لحالات من الخارجين على الجماعة والمتمردين على تنظيمها والرافضين لفكرها بعد طول خضوع وامتثال له. إن هذا الكتاب فيه من المعلومات الكثير بما يفيد الباحثين والكتاب والنشطاء السياسيين وكذلك المواطنين الراغبين فى تعميق معرفتهم بجماعة الإخوان لاسيما بعد وصولها إلى السلطة فى مصر، وهو فى النهاية من الكتب القلائل التى تكشف، ولو بعض الأسرار أو الجوانب الخفية، عن الإخوان من الداخل، وهذا مكمن أهميته، وموضع الاحتفاء به، وسبب إقبال القراء عليه. نقلاً عن جريدة الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسرار أخرى عن الإخوان أسرار أخرى عن الإخوان



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon