توقيت القاهرة المحلي 10:49:12 آخر تحديث
الاثنين 13 كانون الثاني / يناير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

النكتة واغتيال الإخوان

  مصر اليوم -

النكتة واغتيال الإخوان

مصر اليوم

  لا يدرك الإخوان وهم يلهثون وراء ما يظنونه «التمكين» الأخير أن العقل الجمعى المصرى يقتلهم ببطء وعلى مهل وفى روية تامة، لكن بثقة ودهاء وإصرار لا يلين. ولأن الإخوان لا يعطون للعلوم الإنسانية ما تستحقه من اهتمام وانشغال فإنهم يتعاملون بغفلة واضحة مع عملية القتل هذه، أو يستخفون بها، ويستسلمون حيالها إلى أوهامهم التقليدية فى نعت من يقومون بها بأنهم «أعداء الله» أو «كارهو المشروع الإسلامى» ويضاهون، بطريقة تثير الاستغراب والضحك معا، بين حالتهم تلك وبين ما جرى للمسلمين الأوائل فى مطلع الدعوة أو أول الرسالة من استهزاء على أيدى المشركين، لكن الرسول الكريم وأتباعه انتصروا فى النهاية. إن من ينصت إلى النكات التى بدأ المصريون يطلقونها على الإخوان يفهم كيف شرع بسطاء الناس فى نزع رداء «القداسة» المزعومة عنهم؟ وكيف يهبطون بهم من عليائهم ويحطون من المنزلة الأسمى والأرقى التى وضعوا الإخوان فيها بعد أن انطلت عليهم الدعاية الإخوانية عقودا من الزمن، وترجموا هذا الاحترام غير مرة فى التصويت لصالحهم فى الانتخابات المتتالية. والنكتة، بالقطع، هى طريقة للمقاومة بالحيلة سلكها المصريون مرات لا حصر لها، حين كرهوا السلطة وأرادوا الانتقام منها. بعض هذه النكات يخلط الصور والإيحاءات الجنسية بالمواقف السياسية، لو كان لدى الإخوان حصيلة علمية فى حقل «الإنثربولوجيا الاجتماعية» لفهم مغزاها ومعناها لاقشعرت أبدانهم، وانهمرت الدموع من عيونهم بلا توقف، وخاب أملهم فى مجتمع ظنوا أنه كان يصوّت لمشروعهم فى الانتخابات المتعاقبة، أو أنه الفضاء الأوسع الذى يطلقون فيه دعوتهم التى اعتقد مؤسسهم أن نجاحها رهن بتكوين الفرد المسلم، فالأسرة المسلمة، فالمجتمع المسلم، فالحكم ثم أستاذية العالم. فهذا المجتمع كشف بفطرته، وفى زمن قياسى، ما أخفاه الإخوان عقودا طويلة، وأدرك أنهم مجرد «كائنات انتخابية» أو مجموعة تعيش فى «جيتو» حيث الانغلاق والجمود والشعور بالاضطهاد والعيش فى أعطاف نظرية المؤامرة وكراهية «الأغيار». فها هى نكتة تبين أن «صندوق الانتخاب» أهم عند الإخوانى حتى من «الشرف»، وأخرى ترسم حدود العلاقة بين المرشد ومرسى بإيحاءات لم يكن ألد أعداء الإخوان ينتظرها فى يوم من الأيام. وها هى الإيحاءات الرمزية القاسية فى «إلقاء حزم البرسيم أمام منزل مرسى» أو رسم صور «الخراف» على الأرض أمام مقر مكتب الإرشاد. ومن السهل إدانة هذه الأفعال ورميها بالخروج عن اللياقة والأدب والأخلاق وحتى بالعنصرية أو الفسق والفجور، لكن الإدانة لا تغير من الأثر الذى تتركه هذه النكات وتلك الرموز فى نفوس الناس أو تنهى قدرتها على إعادة رسم «صورة نمطية» للإخوان مختلفة تماما عن تلك التى تمتعوا بها على مدار ثمانين سنة. وأى محاولة من قبل السلطة لاستعمال وسائل الإكراه المادى فى مواجهة «المخيال الشعبى» محكوم عليها بالفشل الذريع، بل ستؤدى إلى نتائج معاكسة تماما لما قصده من بيده الحكم، لا سيما أن السلطة هنا ستحارب شبحا يقتل عدوه بسكين بارد ويجلس ليستمتع بدمه وهو ينزف قطرة قطرة حتى يسقط مغشيا عليه. يكفى الإخوان هنا أن أذكر لهم هذه الواقعة التى كنت شاهدا عليها بين فتاة فى المرحلة الإعدادية وأختها التى لا يزيد سنها على عشر سنوات، حين صرخت الكبرى فى أختها: - إنت بتكدبى. فدمعت عينا الصغرى، وقالت فى حرقة: - أنا مش إخوانجية عشان أكدب. بالقطع لو سمع عاقل من الإخوان هذا الحوار القصير الدال، لصرخ فى جماعته: - نقطة ومن أول السطر. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النكتة واغتيال الإخوان النكتة واغتيال الإخوان



GMT 10:02 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

طريق الخسائر والكبائر

GMT 10:01 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

عون رئيساً لاسترداد لبنان

GMT 10:00 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

الدبلوماسية العربية ــ الدولية وجمهورية لبنان الثالثة

GMT 09:58 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

عجائب الزماني... لابن الأصفهاني

GMT 09:57 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

المشهد اللبناني... واليوم التالي للمنطقة

GMT 09:55 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

كرة القدم... نقطة تجمع وطني

GMT 09:54 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

التهديد بقطع الأرزاق

GMT 09:52 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

«مكرم هارون»... واحدٌ من النبلاء
  مصر اليوم - الصحف العالمية تتناول تحديات وآمال رئاسة جوزيف عون في لبنان
  مصر اليوم - أحمد سعد يتحدث عن تحقيق حلمه ويشوق جمهوره لألبومه الجديد

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 04:59 2018 الخميس ,01 آذار/ مارس

العثور على جثة طالب جامعي في رأس البر

GMT 06:55 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

بيانكا بالتي تبرز في فستان شفاف كشف عن مفاتنها

GMT 01:26 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

ظروف القيادة الشتوية تتطلب زيادة مسافة الأمان 3 أضعاف

GMT 02:32 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

خطوة واحدة ويحصل فضل شاكر على البراءة

GMT 08:36 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

إغلاق طريق الساحل الشمالي بسبب انعدام الرؤية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon