توقيت القاهرة المحلي 09:17:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النكتة واغتيال الإخوان

  مصر اليوم -

النكتة واغتيال الإخوان

مصر اليوم

  لا يدرك الإخوان وهم يلهثون وراء ما يظنونه «التمكين» الأخير أن العقل الجمعى المصرى يقتلهم ببطء وعلى مهل وفى روية تامة، لكن بثقة ودهاء وإصرار لا يلين. ولأن الإخوان لا يعطون للعلوم الإنسانية ما تستحقه من اهتمام وانشغال فإنهم يتعاملون بغفلة واضحة مع عملية القتل هذه، أو يستخفون بها، ويستسلمون حيالها إلى أوهامهم التقليدية فى نعت من يقومون بها بأنهم «أعداء الله» أو «كارهو المشروع الإسلامى» ويضاهون، بطريقة تثير الاستغراب والضحك معا، بين حالتهم تلك وبين ما جرى للمسلمين الأوائل فى مطلع الدعوة أو أول الرسالة من استهزاء على أيدى المشركين، لكن الرسول الكريم وأتباعه انتصروا فى النهاية. إن من ينصت إلى النكات التى بدأ المصريون يطلقونها على الإخوان يفهم كيف شرع بسطاء الناس فى نزع رداء «القداسة» المزعومة عنهم؟ وكيف يهبطون بهم من عليائهم ويحطون من المنزلة الأسمى والأرقى التى وضعوا الإخوان فيها بعد أن انطلت عليهم الدعاية الإخوانية عقودا من الزمن، وترجموا هذا الاحترام غير مرة فى التصويت لصالحهم فى الانتخابات المتتالية. والنكتة، بالقطع، هى طريقة للمقاومة بالحيلة سلكها المصريون مرات لا حصر لها، حين كرهوا السلطة وأرادوا الانتقام منها. بعض هذه النكات يخلط الصور والإيحاءات الجنسية بالمواقف السياسية، لو كان لدى الإخوان حصيلة علمية فى حقل «الإنثربولوجيا الاجتماعية» لفهم مغزاها ومعناها لاقشعرت أبدانهم، وانهمرت الدموع من عيونهم بلا توقف، وخاب أملهم فى مجتمع ظنوا أنه كان يصوّت لمشروعهم فى الانتخابات المتعاقبة، أو أنه الفضاء الأوسع الذى يطلقون فيه دعوتهم التى اعتقد مؤسسهم أن نجاحها رهن بتكوين الفرد المسلم، فالأسرة المسلمة، فالمجتمع المسلم، فالحكم ثم أستاذية العالم. فهذا المجتمع كشف بفطرته، وفى زمن قياسى، ما أخفاه الإخوان عقودا طويلة، وأدرك أنهم مجرد «كائنات انتخابية» أو مجموعة تعيش فى «جيتو» حيث الانغلاق والجمود والشعور بالاضطهاد والعيش فى أعطاف نظرية المؤامرة وكراهية «الأغيار». فها هى نكتة تبين أن «صندوق الانتخاب» أهم عند الإخوانى حتى من «الشرف»، وأخرى ترسم حدود العلاقة بين المرشد ومرسى بإيحاءات لم يكن ألد أعداء الإخوان ينتظرها فى يوم من الأيام. وها هى الإيحاءات الرمزية القاسية فى «إلقاء حزم البرسيم أمام منزل مرسى» أو رسم صور «الخراف» على الأرض أمام مقر مكتب الإرشاد. ومن السهل إدانة هذه الأفعال ورميها بالخروج عن اللياقة والأدب والأخلاق وحتى بالعنصرية أو الفسق والفجور، لكن الإدانة لا تغير من الأثر الذى تتركه هذه النكات وتلك الرموز فى نفوس الناس أو تنهى قدرتها على إعادة رسم «صورة نمطية» للإخوان مختلفة تماما عن تلك التى تمتعوا بها على مدار ثمانين سنة. وأى محاولة من قبل السلطة لاستعمال وسائل الإكراه المادى فى مواجهة «المخيال الشعبى» محكوم عليها بالفشل الذريع، بل ستؤدى إلى نتائج معاكسة تماما لما قصده من بيده الحكم، لا سيما أن السلطة هنا ستحارب شبحا يقتل عدوه بسكين بارد ويجلس ليستمتع بدمه وهو ينزف قطرة قطرة حتى يسقط مغشيا عليه. يكفى الإخوان هنا أن أذكر لهم هذه الواقعة التى كنت شاهدا عليها بين فتاة فى المرحلة الإعدادية وأختها التى لا يزيد سنها على عشر سنوات، حين صرخت الكبرى فى أختها: - إنت بتكدبى. فدمعت عينا الصغرى، وقالت فى حرقة: - أنا مش إخوانجية عشان أكدب. بالقطع لو سمع عاقل من الإخوان هذا الحوار القصير الدال، لصرخ فى جماعته: - نقطة ومن أول السطر. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النكتة واغتيال الإخوان النكتة واغتيال الإخوان



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon