توقيت القاهرة المحلي 10:31:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«النهضة» طلعت «باسم عودة»!

  مصر اليوم -

«النهضة» طلعت «باسم عودة»

عمار علي حسن

غاية ما نتمناه أن ينجح أى مسئول فى هذا البلد لصالح الدولة والشعب، بل كنا نتمنى أن يكون لدى الإخوان كوادر وطنية كفؤة قادرة على إدارة البلاد باقتدار وتحقيق تقدم ورفعة للأمة المصرية، والاستجابة الكاملة لمطالب ثورة يناير. وكنت من بين الذين يطلبون لهم الحكومة كاملة عقب فوزهم فى الانتخابات التشريعية أيام حكم المجلس العسكرى، وهذا مكتوب ومسجل. وأتذكر جيدا أن شابا مسيحيا من أسيوط هاتفنى عقب فوز الدكتور مرسى وقال لى: «لو أنهم أحرزوا تقدما اقتصاديا مثل ما يفعله (العدالة والتنمية) فى تركيا سنهلل ونبارك خطاهم ونصوت لهم فى الانتخابات المقبلة من دون تردد». وصدقت بعض القوى الثورية أن مرسى «مرشح الثوار» وقاتلت إلى جانبه، وصدقت قوى سياسية أن الرجل سيقود مشروع «شراكة وطنية» متكئين على أن الإخوان يرفعون منذ سنوات طويلة شعار «مشاركة لا مغالبة». لكن كل هذا تبخر وتبدد بعد أن ثبت للجميع أنه لا توجد كوادر ولا مشروع ولا شراكة ولا أى شىء سوى الادعاءات والتكبر والتجبر والإنكار. فها نحن نجد بعد حديث طويل عن مشروع «نهضة» ووعد المصريين بــ«الخير» وإطلاق أحلامهم صوب الرفاه والعدل، انتهى المسار فى هذه الأيام إلى مباهاة مبالغ فيها بوزير التموين باسم عودة، باعتباره «الإنجاز الوحيد»، وهو أمر يدعو للأسى والأسف فى آن، لعدة أسباب هى: 1- الجزء الأكبر من الحديث عن إنجاز «عودة» هو «دعاية سياسية» مكثفة تقوم على مبالغات ومغالطات لا علاقة لها بالواقع البائس؛ فزيارة ميدانية لحقول ومخابز والوقوف وسط مواطنين فرحين برغيف خبز مصنوع لهذه المناسبة لا يحل المشكلة، ولا ينطلى إلا على السذج. وقد سمعت على المقهى مواطنا يقول: الرغيف الذى ظهر فى يد السيدة العجوز وهى تزغرد لـ«عودة» وتقول إنه بخمسة قروش فقط أشتريه بنصف جنيه. وأنا أصدقه تماما لأننى ببساطة أشتريه بالسعر نفسه من باعة فى الشوارع. ولا يمنع هذا أن «عودة» شخص نشيط وواعد، لكنه يتحول تدريجيا نتيجة رغبة الإخوان المحمومة لكسب أى نقاط فى الصراع السياسى إلى ظاهرة دعائية تليفزيونية. 2- حتى لو كان «عودة» منجزا إلى أقصى حد فهو فى النهاية «وزير توزيع» وليس «وزير إنتاج» ورغم أن التوزيع مهم من دون شك لكن الإنتاج هو الأكثر أهمية. فيمكن للوزير أن ينشط فى توزيع سلع نستورد أغلبها من الخارج بالعملة الصعبة، التى تنضب بمرور الأيام، ولو كانت المباهاة بوزير الزراعة لأنه تمكن من إطلاق مشروع كبير لاستصلاح مليون فدان حتى لو تم هذا بعد سنين، كنا سنقول «هذه خطوة عظيمة» ولو كانت بوزير الصناعة لأنه قرر أن يضع كل أسبوع حجر أساس لمصنع جديد لصرخنا من أعماقنا: «خطوة هائلة».. ولو كان وزير الإسكان قدم لنا مخططا من أضابير الجماعة وصفحات مشروع نهضتها المزعوم لإقامة مدن جديدة فى الصحراء لهتفنا: «تحيا النهضة» لكن للأسف كل الهتاف يذهب إلى رجل ينشط فى توزيع سلع نستورد أغلبها. 3- ليس «عودة» وحده فى الميدان؛ فضبط عملية التوزيع يحتاج إلى تعاون جهات ومؤسسات أخرى داخل الدولة معه، منها جهاز الشرطة وغيره؛ لذا لا ينسب الأمر إليه فقط، لكن نتيجة أنه «الولد المدلل للإخوان» فيذهب كل شىء إليه، وتسرق جهود الآخرين، وهذا ليس غريبا على جماعة سعت بكل قوة إلى سرقة ثورة الشعب المصرى كله، وسيستردها منهم قريبا إن شاء الله تعالى. 4- لأن التموين مسألة غاية فى الأهمية للإخوان فى الانتخابات فإنهم يقاتلون جميعا مع «عودة» فى هذه المعركة إلى حين، فكل إمكانات الجماعة مسخرة له؛ لأن الأصوات تأتى بالزيت والسكر والمكرونة والبوتاجاز، ورغم أن هذه حقوق للمواطنين من دون جدال وتوفيرها واجب على السلطة فإن استعمالها ورقة انتخابية هو انتهازية مفضوحة ورخيصة ومخيفة فى الوقت نفسه؛ لأن الإخوان قد لا ينشغلون بإنجاح «عودة» بعد الانتخابات البرلمانية وتعود الأزمة إلى سابق عهدها، بل تتفاقم مع تراجع الاحتياطى النقدى وتطبيق شروط صندوق النقد الدولى، ومنها رفع الدعم عن بعض السلع التموينية ووقتها ماذا سيفعل «عودة»؟ فيا حسرة المصريين الذين وعدهم الإخوان بالنهضة، التى تعنى تنمية شاملة كاملة فى الجوانب المادية والروحية، فاستيقظوا على جماعة كل ما تتباهى به بعد عشرة أشهر من انتخاب أحد قادتها رئيسا للدولة أن وزير التموين يعمل بجد ونشاط، وعجوز تزغرد له أمام مخبز وفلاح يصافحه وسط المروج الخضراء. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«النهضة» طلعت «باسم عودة» «النهضة» طلعت «باسم عودة»



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon