عمار علي حسن
- الحكاية الأولى: اتصل بى شاب من الزقازيق ليقول فى حُرقة: أعرف جيداً صديقاً لابن الدكتور مرسى يتحدث بثقة عن سيارة الرئاسة التى تذهب لتحضره من بيته وتجول على بقية أصدقاء هذا الابن المدلل ليذهبوا إليه، ويسامروه، وأنهم يحلون ضيوفاً على «استراحات الرئاسة وبعض قصورها»، وموظفوها يسهرون على راحتهم وخدمتهم، ويأتون إليهم بما يريدون من طعام وشراب. إنه كلام يحتاج بالطبع إلى دليل دامغ، وهذه مسئولية الأجهزة الرقابية فى الدولة، لكنه ينتشر ويتم تداوله، وهذه مسألة تدعو إلى الأسى، إن كان مرسى يعلم بها، وتدعو إلى الاستغراب إن كان لا يعلم، وتدعو إلى التساؤل إن كانت مجرد شائعة، لكن المثل الشعبى يقول: «لا يوجد دخان بلا نار».
2- الحكاية الثانية: هاتفتنى سيدة تبدأ العقد التاسع من عمرها، وهى طبيبة مثقفة ثقافة رفيعة، وقالت لى إن موظفاً فى «دار نشر حكومية» أرسل إليها عدة نسخ من كتاب لأبى الأعلى المودودى، وهو من أعاد سيد قطب إنتاج أفكاره فأسس للفكر الدينى المتشدد فى بلادنا، لتوزعها مجاناً على من تريد. والسؤال: هل تستعمل جماعة الإخوان، وفى سرية تامة، المال العام فى نشر تصورات المجموعة القطبية التى تتحكم حالياً فى مكتب الإرشاد؟ وهل هذا مجرد مثل لما يتم فى مؤسسات أخرى بطريقة خفية مريبة، لا سيما أن الأمر يتكرر مع كثير من الكتب التى تصدر عن «وزارة الأوقاف» و«المجلس الأعلى للشئون الإسلامية» بعد أن أمسك الإخوان برقبتى هاتين المؤسستين؟
3- الحكاية الثالثة: اتصل بى رجل من الأقصر يدعى شمس الدين عبدالعظيم محمد عبدالجليل يشكو من أن نائب الإخوان فى مجلس الشورى لا ينصت إلى مشكلته، وأنه بعد أن استمع إليه مرة أغلق الهاتف فى وجهه مرات، وقال لى إنه لجأ إلى النائب بعد أن أخفق فى أن يجد حلاً من خلال جهاز الشرطة. المشكلة ببساطة، وهى متكررة عشرات الآلاف من المرات فى أنحاء مصر كلها، هى أن شاباً أقام «كشك» أمام محل الرجل بشارع أحمد عرابى، فأغلق الطريق أمام زبائنه، لأنه يحول دون رؤية العابرين له. عم شمس بدا محبطاً إلى أقصى حد، لأن رزقه ضاق وفى رقبته عيال كثر، ولذا وجب على الشرطة أن تتصرف وتنصفه قبل أن تقع جريمة، وعلى نائب الإخوان أن يحترم أهل دائرته، ويتعامل معهم بطريقة إنسانية، حتى لو عجز عن مساعدتهم على حل مشكلاتهم.
4- الحكاية الرابعة: لا يمر يوم إلا ويتصل بى موظفون فى مؤسسات تنتمى إلى مجالات وقطاعات مختلفة يتفقون جميعاً على جملة واحدة، تتكرر بطرق متنوعة، لكن معناها وفحواها واحد، ألا وهى: الفساد على حاله، وكل ما جرى هو أننا استبدلنا شخصاً بشخص آخر، لكن الأوضاع لم تتغير إلى الأفضل، فلا أجد لدىّ سوى أن أقول لهم: أنتم الذين تغيرتم، وبسواعدكم سنغير هذا البلد، ولن ننفكّ حتى نراه كما نحلم به، مهما كلفنا هذا من تضحيات.
نقلاً عن جريدة "الوطن"