توقيت القاهرة المحلي 10:31:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسباب استعجال الإخوان

  مصر اليوم -

أسباب استعجال الإخوان

عمار علي حسن

    لماذا تفتح جماعة الإخوان النيران فى كل الجبهات فى الوقت نفسه؟ هذا سؤال مهم، يجيب عليه فى رسالة مطولة بعثها لى محمد عبدالحميد مرعى من حوش عيسى بالبحيرة، وهى رسالة كاشفة تنطوى على رؤية عميقة وفكرة جديرة بأن تطرح وتدرس فى إمعان حول استعجال الإخوان حسم كل شىء لصالحهم بسرعة خاطفة. وها هى الرسالة بنصها تجيب على هذا التساؤل: «يكشف استدعاء سلسلـة الأحداث القريبـة سريعـا وبلا عناء أن الجماعـة دخلت فى صراعـات عدة ومتنوعة كما وكيفا. ولعل أهم العوامل الدافعة لتبنى هذا الموقف الصراعى الحالى كخيار مرحلى وحيـد للجماعة من وجهة نظرى؛ نجد أن فرصة التمكين التاريخية والمرتبطة -حاليا- ببقاء مرسى على سدة الحكم تبدو فترة قصيرة جدا من وجهة نظر الجماعة، وهى فى الوقت نفسه بطل المحفزات ووقود التجييش لكافة أطراف الصراع، فمن وجهة نظر الجماعة أنه يجب استغلال -عمليا- كل لحظة ممكنه فى إحراز خطوات مؤثرة نحو إنجاز حاسم لمشروع التمكين، والذى يشتمل من وجهة نظرى أيضاً على ثلاثة عناصر رئيسية، الأول منها وهو الهدف العام أو ما يعرف بأخونة الدولة بمعنى وضع قيادات إخوانية على مفاصل الدولة ومراكز صناعة القرار فيها -ولاحظ هنا أنها لا تستهدف المواقع السياسية فقط بل تمتد لتشمل المواقع التنفيذية وحتى القضائية بعد إنجاز التشريعية- على أن تشمل بالطبع التوغل فى كافة المستويات بدءا من القرية وانتهاءً بالقطر كله، ثانى العناصر وهو من مظاهر عملية التمكين والخاص بدولنة الجماعة أو تقمص الأدوار الإدارية الرسمية للدولة من أفراد الجماعة وهم من خارج الجهاز الإدارى أساسا أو تكليف بعضهم بمتابعة أداء الجهاز الإدارى أو حتى دفاعهم عن الأجهزة الإدارية حتى المقصرة منها فى عملها أو أن تسمع من أحدهم فى معرض كلامه: «إحنا استلمنا الدولة وبها مشاكل كذا وكذا وسنقوم بكذا وكذا»، الأمر الثالث فى موضوع التمكين وهو الآلية التكتيكية والخاصة بتوحيد الرؤية والخطاب بين مؤسسات الدولة والجماعة وإخراج الوضع إخراجا متناغما من حيث الأهداف والمشاكل والحلول والوسائل المتبعة. ولعل هذا الهدف الرئيسى وهو التمكين والذى يتصف بالمتسرع جدا يضع الدولة أمام مشاكل عميقة منها الخلل فى ترتيب الأولويات، وسبل علاج القضايا الملحة والعاجلة والمزمنة، وكذلك زيادة حجم الاستقطاب وانفجار تأثيره، وتوسيع الفجوة الفاصلة بين فصيل الحكم وأى آخر دونه، رغم ذلك فإنى أعتقد وبقوة أن هذه التأثيرات الكارثية الناتجة عن ذلك ليست بالغائبة عن عقل الجماعة المفكر ولا عن القيادة المدبرة لشئونها، لكنها فى الوقت نفسه تعانى من ضغط الوقت وأزمة الفرصة، فتجد نفسها مضطرة لفتح النيران فى كل اتجاه رغم إدراكها التام للخسائر على الوطن أو حتى على الجماعة نفسها، لكن ما أهونها من خسائر فى سبيل التحقيق المتسارع للحلم. فى النهاية يبقى التساؤل المنطقى الذى يجب على كل عضو فى الإخوان أن يبحث فى إجابته: «أى من هذه المعارك حسمته فعلا هذه السياسة؟». وسأجيب أنا على سؤال صاحب الرسالة وأقول: حسموا بعض المعارك ظاهريا، لكنهم فى المضمون يبنون كل شىء على الرمال، فإن أتت أى ريح سينهار ما بنوه على رؤوسهم وذلك لأنهم انقلبوا على فكرتهم التى تُعنى ببناء الفرد والأسرة والمجتمع الذى يحتضن رؤيتهم قبل إيصالهم إلى سدة الحكم، وراحوا يحاولون أن يفرضوا كل شىء من أعلى، عنوة وبلا روية ولا ورع، فانكشفوا أمام الناس، وسقطوا من عرش القلوب، وسيحصدون الهشيم قريبا، ولن ينفعهم الندم. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسباب استعجال الإخوان أسباب استعجال الإخوان



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon