توقيت القاهرة المحلي 20:29:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هواة فى قصر الاتحادية

  مصر اليوم -

هواة فى قصر الاتحادية

مصر اليوم

كل يوم يثبتون أنهم مجموعة من الهواة، الذين تصدوا لأمر ليسوا أهلاً له، وحملوا أمانة يبرهنون دوماً على خيانتها سواء بقصد أو بحسن نية. عن خيبة أو جهل أو غفلة أو غباء، وقد يكون عن رعونة وتسرع ورغبة دفينة فى الاستحواذ. ما هذا العبط أيها الهواة!!! بالأمس كتبت هنا فى هذا المكان: «لا تبنى إثيوبيا سدها على رؤوس الإخوان إنما على رؤوس كل المصريين، ولذا فإن الدفاع عن النيل، الذى وهبنا مصر، ليس قضية هذه السلطة البليدة العنيدة فقيرة الخيال قليلة الحيلة، إنما هى قضيتنا جميعاً، الشعب قبل الأحزاب، والشباب قبل الشُيَّاب، والمعارضة قبل الحكومة، ولا يمكن هنا أن يختلف من ثاروا وملأوا الميادين ومن جلسوا على الكنب يتابعون ما يجرى ببال رخى، وقلب خلى». كتبت هذا وأنا أعتقد أن من يجلسون فى قصر الاتحادية منتظرين أوامر المقطم لديهم بعض حسن تقدير أو تصرف، وأن بوسعهم أن يعبّئوا ويجيّشوا كل الجهود الوطنية من أجل إنقاذ بلادنا من الضياع حين تتوالى السدود على فروع الأنهار التى تصب فى النيل وتمنحه الحياة. لكن كالعادة ها هم يخذلون أنصارهم ويقدمون لمعارضيهم برهاناً جديداً على أن التصدى لهم واجب وطنى لا محالة، ويثبتون إما سذاجتهم المفرطة أو خبثهم الدفين أمام الجميع. قبل شهور صدّق البعض دعوة إلى حوار وطنى من أجل مناقشة قانون الانتخابات، وجلسوا ساعات يتداولون الأمر بجدية تامة، وهم ممتلئون بأنهم فى حضرة «الكبير» ولم يعتقدوا أنه جالس إلى جوار الهاتف ينتظر أن يكتب ما يملَى عليه، فلما انتهوا أرسلوا ما كتبوه إلى من بيدهم الأمر فألقوه فى سلة المهملات وقالوا «هذا جاءنا من غير ذى صفة». وقبل يومين ذهبوا إلى قصر الاتحادية ليطلعوا على تقرير لجنة مختصة حول «سد النهضة» الإثيوبى، وكل منهم يقول فى نفسه: «هذا واجب وطنى، وعلينا جميعاً أن نتكاتف فى هذه اللحظة العصيبة وننسى خلافاتنا الداخلية»، ولهذا فتحوا الصدور والعقول وقالوا كل ما يجول بخواطرهم، ولما انتهوا فوجئوا أن كل شىء مذاع على الهواء مباشرة، وراحوا يفتحون أفواههم فى عجب وهم يسمعون إحدى الهاويات وهى تقول: «كان من المقرر أن يذاع الحوار الوطنى الذى دار مسجلاً كالعادة، ولكن لأهمية موضوع الأمن المائى تقرر قبل اللقاء مباشرة إذاعته على الهواء» ثم راحت تعتذر عن «أى حرج غير مقصود لأى من القيادات السياسية سببه عدم الإشارة إلى البث المباشر للاجتماع». إن البث المباشر ليس له إلا تفسيران، إما قلة خبرة وسذاجة، وإما رغبة فى توزيع العجز أمام أعين كل المصريين على طريقة «قسمة الغرماء» بحيث تشارك المعارضة السلطة خيبتها وقلة حيلتها، أو أنها لعبة لإظهار المعارضة بمظهر الطرف المتشدد الراغب فى استعمال العنف ضد إثيوبيا بينما السلطة هى الحكيمة الحليمة المتسامحة التى تجنح إلى السلم فترضى عنها أمريكا وإسرائيل، وتملى له فى الحكم. وفى الحالتين فإن السلطة مدانة وملومة. لقد ظن الحاضرون أنهم فى مكان أمين على كل ما يخرج منهم، فطلب أحدهم أن يقسم الجميع على حفظ أسرار الاجتماع، وطالب آخر بتدخل الجيش، وقال ثالث: إن المخابرات عليها أن تقوم بدورها فى إزكاء النعرات الانفصالية فى إثيوبيا حتى تركع، وقدح خامس فى موقف السودان. وثرثروا وصالوا وجالوا، حول تحديد من العدو؟ ومن الصديق؟ ثم فوجئوا أنهم فى فيلم «الكيت كات» وأن «الفضيحة» على الهواء مباشرة، هذه المرة ليست أمام سكان حى إمبابة العريق إنما أمام العالم بأسره.  نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هواة فى قصر الاتحادية هواة فى قصر الاتحادية



GMT 20:20 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 19:55 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

مصر واليونان وقبرص.. وتركيا

GMT 15:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 15:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 08:16 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 08:14 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 08:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 08:10 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:59 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تصريحات فيفي عبده تتصدر التريند
  مصر اليوم - تصريحات فيفي عبده تتصدر التريند

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 20:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

أنجلينا جولي تكشف عن شعورها تجاه عملها بعد رحيل والدتها

GMT 15:48 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ليونيل ميسي يختار نجمه المفضل لجائزة الكرة الذهبية 2024

GMT 13:55 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

اتفاق رباعي علي خارطة طريق لإيصال الغاز إلي بيروت

GMT 06:11 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الشكشوكة التونسية

GMT 19:44 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل العثور على "سوبرمان هوليوود" ميتاً في صندوق
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon