مصر اليوم
1- قال لى جازماً مرسى سيكمل السنوات الأربع رغم أنف الجميع، فقلت له باسماً: حتى لو أخفقت المعارضة والناس فى خلعه، فهل أخذتم على الله عهداً بأن يعيش كل هذه المدة؟ أليس أجل الإنسان منا فى غامض علم الله اختص به نفسه سبحانه ولا يعرف أحد ساعة رحيله؟ يا أخى سأقولها لك وتدبرها: «من جاء بالصندوق فقد يذهب فى الصندوق». وهذا حدث عشرات المرات فى تاريخ الإنسانية، منذ أن عرفت الديمقراطية والانتخابات الحرة، فكثير من الساسة نجحوا بشعبية جارفة، وظنوا أنهم سيكملون مدتهم، بل بعضهم راح يداعب الجمهور منذ البداية طالباً مدة جديدة حتى يكمل مشروعه ويظهر إنجازه، لكن يد الله كانت فوق أيدى الأنصار والأتباع والخلان فامتدت إليه وأخذته إلى حيث يذهب الناس جميعاً فى النهاية. ومع هذا لا يتعظ أحد ويمضى الجميع فى غيهم وكأنهم مخلدون. وعلى رأى المثل «لو دامت لغيرك ما وصلت إليك» وعلى حد الآية القرآنية الكريمة: «أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة».
2- قلت كثيراً إن الإخوان يبنون على الرمل وها هو حكم المحكمة الدستورية يثبت هذا ولا يبقى خلفه سوى أنقاض نظام ليس أمامه سوى العنت والعناد والغطرسة الفارغة، وهذا لن يفيده أبداً، لأن عدم الامتثال للقانون قد يعرض رأس السلطة التنفيذية للعزل حين تأتى لحظة انقضاء وجود مجلس الشورى بعد انتخاب مجلس النواب ويصر «مرسى» على استمراره. وما جرى رغم أنه جاء متأخراً بعد أن حوصرت المحكمة الدستورية أيام أن كان قرارها يعالج الأمور بشكل جذرى، فإن حكمها الأخير، ولو أن تنفيذه مؤجل وفاعليته بسيطة، فإنه يفتح باباً وسيعاً أمام تحركات جماهيرية مضادة، تستظل هذه المرة بشرعية قانونية وأخلاقية، ولا شك أنه سيترجم إلى رقم مهم فى المعادلة قبل 30 يونيو المنتظر.
3- حتى وأنا خارج مصر، يصلنى دفء المصريين وحدبهم، لا حرمنى الله من تشجيعهم، فما إن فتحت هاتفى بعد إغلاق حتى وجدت رسالة من الأستاذ الدكتور على الغتيت تقول: «عزيزى عمار، أمتعتنى صحبة مؤلفك المهم «التغيير الآمن.. مسارات المقاومة السلمية من التذمر إلى الثورة»، فهو إضافة ناهضة، تاريخية وفكرية، جديرة بالإشادة، وهو عمل علمى رصين، وفكرى أصيل. يبارك الله لك فيما أنعم عليك، فقد حملت أمانة وأوفيت بها».. وأنا أقول له: أشكركم، أسعدتمونى وأثلجتم صدرى، وأدعو الله أن يقدرنى على أن أكون دوماً عند حسن ظن الناس الطيبين فى بلادى.
4- بعد ما حدث فى قصر الاتحادية من إذاعة «الحوار الوطنى» حول سد النهضة على الهواء مباشرة، أستعيد هنا ما كتبته قبل شهور: «راح زمن اللبط وجاء زمن العبط»، ويومها صححها لى أحد القراء قائلاً: «بل جاء زمن اللبط والعبط معاً»، وهذا من أعاجيب الزمن.. ألا تكبرون!!!!
نقلاً عن جريدة "الوطن"