توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اسمع يا شاطر

  مصر اليوم -

اسمع يا شاطر

عمار علي حسن

إلى المهندس خيرت الشاطر.. أخاطبك أنت، وليس الساكن فى القصر، فهو ينتظر رأيك ويذهب إليك، ويعتبرك، بحكم إيمانه بأن «الجماعة» فوق «الوطن» و«الشرعية» بل و«الشريعة»، تقع فى مرتبة أعلى منه بكثير، وأنت لا تراه إلا «الأخ المسئول عن شعبة الرئاسة فى الجماعة» ويراه بعض من حولك مجرد «واحد من مسئولى العلاقات الدولية فى الإخوان»، وهذه خدعة كبيرة خدعتم بها الشعب المصرى الطيب، الذى صدقكم وعوّل عليكم وتصور أن لديكم شيئاً تقدمونه له، فإن لم يكن فأنتم على الأقل ستتواضعون أمامه وتخفضون له الجناح، فما وجد منكم إلا غطرسة، ولا عندكم إلا إفلاساً، ولا فيكم إلا تنطعاً وتشدداً وكذباً منظماً لم يسبق له مثيل فى تاريخ الإنسانية. لكن لماذا أخاطبك؟ لأنك أكثرهم فهماً ودراية، بعد أن تكونت معرفياً خارج جدران السمع والطاعة، وقت أن كنت شيوعياً تعرف «المادية الجدلية» و«الصراع الطبقى» و«فائض القيمة» و«التشيؤ» و«البنية التحتية والفوقية» وغيرها من المصطلحات والمفاهيم الفلسفية والاقتصادية والسياسية العميقة، ولهذا قد لا يدرك ما سأقوله لك المرشد الذى يتوهم أنه «الرجل الربانى» أو «ظل الله على الأرض» ولا مرسى الذى لا يعرف شيئاً أكثر من «الفلزات» ولا غيره من أعضاء مكتب الإرشاد الذين حفظوا كتباً قديمة عن ظهر قلب ويُسمّعونها بألسنة فصيحة لكن بينهم وبين ما نحن عليه الآن فى زماننا هذا مفازات وبحار وجبال لا يمكن لأقدامهم أن تعبرها ولا لعقولهم أن تتجاوزها. وبماذا أخاطبك؟ أنت تعلم أن هذه الجولة مختلفة، فأنتم لا تواجهون معارضة وصفها مرسى بأنها «كالتلميذ الذى يستيقظ نشطاً وينام عند العصر»، ولا كياناً تطلقون عليه ظلماً وعدواناً واعوجاجاً «جبهة الخراب» ولا «ائتلافات ثورية» تلاعبتم ببعضها واشتريتم بعضها ومزقتم أخرى ولم يبقَ منها فى وجهكم إلا أصحاب العزائم، بل تواجهون الشعب، وأعنى ما أقول، فما تبقّى معكم من الناس قليل، حتى البسطاء الطيبون الذين أخذتم أصواتهم بالزيت والسكر لن يذهب من تبقى منهم معكم أكثر من عتبة الانتخابات، وشباب فصائل وجماعات عديدة من التيار الإسلامى لن يحتشدوا من أجلكم بعد أن اكتشفوا خديعة الربط الزائف بين «الشريعة» و«الشرعية»، حتى لو أوهمكم بعض شيوخهم بعكس ذلك، فكثير منهم فقد مصداقيته، بعدما تناقضت أقواله وأفعاله بشكل واضح وفاضح. لكل هذا أدعوك أنت، إن كنت رجلاً تقياً، أن تدفع جماعتك البائسة بأن تعمل ما يحقن الدماء وينهى هذا المأزق، فأنتم من ذهبتم بنا جميعاً إلى «جحر ضب»، وإن لم تفتحوا باباً للخروج سيمر الناس على أعناقكم طالبين الحرية والبراح، وأنتم من صوّر لكم خيالكم البسيط أن مصر لقمة سائغة يمكن أن تبتلعوها، وأنا أعذركم قليلاً لأنكم لا تعرفون ما هى «الأمة المصرية العريقة» وتتكدس فى رؤوسكم معلومات عن عبس وذبيان وحزب الفضول وأصحاب الرايات الحمر أكثر بكثير مما هو عن إخناتون وحابى وأونى وأحمس. يا شاطر.. هذه المرة مصر أمامكم وخلفكم وعن يمينكم وشمالكم وفوقكم، أما تحتكم فلا توجد سوى هاوية ليس لها قرار، فافهم تسلم ويؤتك الله أجراً كثيراً، وأعلم أنه لا يوجد ذنب على هذه الأرض أكبر من القتل أو فتح الباب إليه أو السكوت عنه أو التواطؤ معه.. أرجو من الله أن يلهمك الصواب وأن تفعل ما يجنب بلادنا ما هى مقدمة عليه إن استمر العناد. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اسمع يا شاطر اسمع يا شاطر



GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... من سيكتب الدستور؟

GMT 10:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

اكتب أنت يا عندليب!

GMT 10:00 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أُهدى جائزتى.. إلى جريدتى

GMT 09:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الزمن الإسرائيلى

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon