عمار علي حسن
- ملعون الكرسى الذى يجعل لسانك يلهج بالتسابيح دون أن تصل إلى قلبك، بينما يدك تمتد لتفتح بابا للقتل، وتحدب على حملة البنادق والقنابل من أجل أن يبقوك عليه ولو ساعة من نهار أو ليل. ملعون الكرسى الذى يجعل الناس تنتقل فى زمن وجيز من الاحتفال بك إلى الرغبة العارمة فى تشييعك إلى أى نهاية، والنهايات مفتوحة على كل احتمال، والاحتمالات عديدة، لكنها تصب كلها فى طريق واحد لا يبقى فيه إلا رجل وحيد يحمل الكرسى فوق رأسه ثم يمضى منكسرا، قدماه فوق دموعه، حتى يسقط إلى الهاوية.
2- ذهبت يوم الجمعة الماضى إلى مدينة «سمنود» بالغربية، حيث شاركت، بدعوة من شباب حزب الدستور، فى حفل لتأبين ضابط الجيش النقيب وائل المر، الذى استشهد وهو يرفع علم مصر فوق قمة الهرم الأكبر، بعدها عقدت مع شباب الحزب فى مدينة المحلة، بحضور وكيل مؤسسيه الدكتور أحمد دراج، جلسة نقاش حول الأوضاع السياسية الراهنة. وجدت حماسا منقطع النظير فى عيون الشباب، تنطق به ألسنتهم، وسمعت أسئلة عن «البديل» أو «ترتيب مرحلة ما بعد مرسى»، هذه الأسئلة تظهر ثقة عند طارحيها بأنهم لا محالة منتصرون، لكنها فى الوقت نفسه تضع على عاتق المعارضة المنظمة أن تتفق على خيار واحد، نابت من قلب ما يطلبه الشباب وليس بعيدا عنه أبدا. وهذا أيضاً كان محور النقاش مع القيادى بحزب الجبهة الديمقراطية، ومحارب الفساد المهندس حمدى الفخرانى، الذى صحبنا إلى سمنود، واتفقنا جميعا على أنه من الأفضل أن تكون المعارضة، وجبهة الإنقاد الوطنى فى مطلعها، إلى جانب الناس، أو خلفهم، دون أن تحول يوم 30 يونيو من يوم لاسترداد الوطن السليب إلى حلقة من حلقات الصراع على السلطة.
3- كل الذين حاولوا خيانة الثورة يدفعون الثمن، ومرسى وجماعته ليسوا استثناء من ذلك، فالمجلس العسكرى أراد فى البداية احتواء مطالب الشعب، والحفاظ على نظام مبارك بقدر المستطاع، وغض الطرف عن هتاف «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية» فكان نصيبه الخسران المبين. وجاء الإخوان إلى الحكم وهم يرفعون شعار «قوتنا فى وحدتنا» وغازل مرسيهم الشباب وزعم لهم أنه «مرشح الثورة» فلما فاز تنكر لهم، ونسى الثورة ومطالبها وراح ينفذ رؤية باهتة لجماعته البائسة، وأخذ يفتح بابا وسيعا لقتل الشباب الذين ناصروه، وها هى دماؤهم تجمع الشعب من جديد، ويوم 30 يونيو سيعرف مرسى أنه سار فى طريق موحش مظلم ضيق، إنه باختصار طريق الندامة.
4- كما لعب د. أحمد دراج دورا مهما فى وضع اللبنات الأساسية لحزب الدستور، لعبت السيدة جميلة إسماعيل باقتدار، دورا هائلا فى إنقاذ الحزب من التفسخ والتشتت والانهيار، بإشرافها على الانتخابات الداخلية من أجل ترتيب القواعد ورسم الهياكل ووضع كل الأقدام على أول الطريق السليم. وقد دعتنى غير مرة أن أكون من بين الحاضرين، أو ربما المشرفين أو المراقبين على هذه الانتخابات، رغم أننى لست عضوا بالحزب، لكن لسوء حظى لم أتمكن، لأسباب قاهرة، من تلبية دعوتها، إلا أننى تابعت ما فعلته بامتنان شديد.
نقلاً عن جريدة الوطن.