توقيت القاهرة المحلي 12:34:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفخ الأمريكى للإخوان

  مصر اليوم -

الفخ الأمريكى للإخوان

عمار علي حسن

قد لا تجد الولايات المتحدة الأمريكية أحداً فى مصر يمكن أن ينفذ لها كل مطالبها، مهما كانت قاسية وفجة، ويسهر على رعاية مصالحها مثل جماعة الإخوان، لكنها لن تضحى بتلك المصالح من أجل الدفاع عنهم إن وجدتهم يتساقطون، ولا يوجد حاكم عاقل يتصرف على أن واشنطن قد منحته صكاً على بياض، يفعل ما يشاء، وهى توفر له الغطاء والحماية، ولا يوجد أحد رشيد يتوهم أن علاقته بالأمريكان غرام دائم، فحتى فى الغرام، يأتى أحياناً الانتقام، ويكون عاتياً. فأمريكا تعلمت الدرس جيداً من إيران، حين وقفت إلى جانب الشاه ضد الشعب، فانتصر الناس وسقط حليفها وخسرت الإيرانيين إلى لحظتنا تلك، ومن يومها ما إن ترى واشنطن شعباً غاضباً من حكومته حتى تنتبه إليه، وتتابعه، وتنصت إلى مطالبه، حتى لو لم تعلق، وقد تضغط فى السر على حليفها فى السلطة كى يعمل على ما يجنبه استفحال الغضب، حتى لو قالت فى العلن إنها تؤيده، وتبارك خطاه. ويكون الأمر سهلاً على واشنطن فى التنكر لحليف فى حكم يتساقط إن وجدت البديل مطروحاً، وكانت لها معه علاقة أو حوار، اطمأنت منها إلى أن مصالحها فى مأمن، فإن لم يكن هذا البديل موجوداً، ذهبت مباشرة للتحدث إلى القوة المتمكنة فى الدولة، وهى القوات المسلحة، ولذا تحرص واشنطن على أن تربطها بجيوش الدول التى تصنفها «أصدقاء لأمريكا» علاقة متينة، قائمة على مصالح واضحة كشمس ظهيرة صيف. لقد كان الإخوان يقولون قبل الثورة فى تندر على مبارك: «اللى متغطى بالأمريكان عريان»، وكان شبابهم يهتف فى مظاهرات داخل حرم الجامعة ليس غضباً من ارتفاع الأسعار ولا البطالة، إنما كلما وقعت أزمة خارجية: «يا مبارك يا جبان.. يا عميل الأمريكان»، فلما وصلوا إلى السلطة راحوا يتفوقون على جلادهم فى الرهان على الأمريكان والتدثر بغطائهم، وأخذوا يتوهمون أن رضاء آن باترسون عنهم أقوى طرف فى معادلة استمرارهم فى الحكم، حتى لو انعدمت كفاءتهم وفسدوا وسحلوا وقتلوا ووضعوا مصالح البلد فى مهب الريح. نسى الإخوان أن سفيرة أمريكية أيضاً هى التى نصبت فخاً لصدام حسين، حين أخذ برأيها فى غزو الكويت، فقالت له: «هذا أمر يخصكم»، فلما أطلق جيشه يبتلع بلداً كانت أمريكا فى مقدمة محاربيه وبعد سنوات غزت بلده واعتقلته ورعت محاكمته حتى تم إعدامه، ونسى الإخوان أيضاً أن أمريكا التى كانت تجند شباب العرب والمسلمين ليستنزفوا الاتحاد السوفيتى لها فى معركة أفغانستان هى التى أطلقت عليهم بعد أن أنهوا مهمتهم لقب إرهابيين، ثم راحت تتعقبهم وتتحدث عن استئصالهم، ثم غزت أفغانستان نفسها. أدعو الإخوان الذين يعميهم غرورهم إلى أن يقرأوا معى عنوان مقال كتبه ستيفن لى مايرز فى صحيفة «نيويورك تايمز» يوم 16 مارس 2011 تعليقاً على زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية لمصر بعد الإطاحة بمبارك: «كلينتون بميدان التحرير، تشجع الثورة بعد أن كانت قد استنكرتها»، وليراجعوا تدرج خطاب أوباما مع مبارك، وكيف كان يضبطه على إيقاع الشارع ورأى الناس، فيا أيها الإخوان: ليس فى هذا البلد أقوى من شعبه، فهو الطرف الأهم والأصيل والأقوى فى المعادلة، فإن حضر، تغير كل شىء، ورضخ لإرادته الجميع بمن فيهم أمريكا، فراجعوا أنفسكم قبل أن يجرفكم الطوفان، ويعلن الأمريكان أنفسهم أن تنظيمكم الدولى «منظمة إرهابية» ويصادرون أمواله ويطاردونكم فى مشارق الأرض ومغاربها. نقلاً عن جريدة " الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفخ الأمريكى للإخوان الفخ الأمريكى للإخوان



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon