عمار علي حسن
(1)
نازل غداً لتطلع بلدى التى يحاولون أن يُخبّئوها تحت عباءتهم السوداء السميكة، ولألملم بعض قطرات دم الشهداء التى سبحوا فيها إلى الكراسى، ثم ألقوا إليها كل ما يملكونه من طاقة غدر وخسة وخذلان حتى يلوثوها، أو يجعلونا ننساها، رغم أنهم زادوها دماءً جديدة، وفتحوا الباب، من أسف، لدماء أكثر، إن لم يغلقوه ستفيض لتطمرهم، ويكونون من الغارقين، هم وكل الفاسدين المستبدين الذين قتلوا شبابنا بدم بارد.
(2)
قوتنا فى وحدتنا، وسلميتنا فى كثرتنا، فودّعوا الفُرقة والشقاق، ولتئن الشوارع تحت أقدام الملايين، ولتدقوا الهواء بقبضات أياديكم وتصرخوا من جديد: سلمية.. سلمية، ولتعلموا أن الحنجرة أقوى من القنبلة، وأن الدم حتماً سينتصر على السيف.
(3)
أنت الأقوى أيها الشعب، إرادتك من إرادة الله، وأنت الصاحب الأصيل للشرعية، وأنت من نزلت الشريعة من أجلك، لأنك لا تجتمع على ضلالة، فاجتمع مرة أخرى على خلع الطغاة المتجبّرين، الذين نسوا أنك أنت الذى أخرجتهم من غياهب الزنازين إلى براح القصور.
(4)
أضافوا مداميك أخرى على مبناهم المعلق فوق الهضبة الكبيرة، ومثلها فوق أسوار قصور وبنايات لا يملكها سوى الشعب، إنهم يرفعون بأياديهم الجدران التى يختبئون خلفها، لتصير أسواراً تسجنهم، بينما الشعب الذى ظنوا أنهم سيعيدونه إلى القمقم، طليق يزأر أمام أسوارهم فتنخلع قلوبهم رعباً، وينخلع سلطانهم الزائف إلى غير رجعة.
(5)
إن لم تقدر على المسيرات فلتجمع أهل بيتك وتجلسوا أمام العمارة التى تسكنونها، وتقولوا جميعاً: «لن نطلع حتى يطلع هو من القصر»، هكذا فعل أهل السودان، فأطاحوا بالنميرى. وإن لم تستطيعوا أن تجلسوا أمام البيوت، فلتطلعوا إلى أسطح العمارات وتصرخوا ليلاً: «الشعب يريد إسقاط النظام» أو «ارحل»، فهكذا فعل الإيرانيون فأسقطوا الشاه المتغطرس.
(6)
أرى عروشاً قد اهتزت وحان سقوطها..
نقلاً عن "الوطن"