عمار علي حسن
أرسل لى الصديق الصحفى الأستاذ محمد رشدى فكرة تحمل مبادرة يرى أنها من الممكن أن تساهم فى حقن دماء المصريين، وفتح ثغرة فى الجدار السياسى المسدود، وطلب منى أن أنشرها، وهنا رسالته نصاً كما وردتنى:
«نظراً للظروف العصيبة والمرحلة الحرجة التى يمر بها الوطن فى الوقت الحالى، والتى تنبئ بمواجهات دامية بين أبناء الوطن الواحد فى المظاهرات المقررة يوم 30 يونيو الجارى، والتى قد يذهب ضحيتها عدد آخر من خيرة أبناء مصر. فإننا نتقدم بمبادرة لحقن دماء المصريين، نتمنى أن تلقى قبولاً بين الأطراف السياسية الفاعلة حالياً فى الساحة المصرية (سلطة ومعارضة وجماهير).
هذه المبادرة تتطلب من كل الأطراف النظر بعين الرحمة إلى الوطن الذى يئن، وإعلاء مصلحة البلاد، والسمو فوق الذات، والقفز فوق المصالح الضيقة، والتحلى بروح الفداء، والتخلى عن المطامح والمطامع الشخصية الصغيرة التى ستورد الوطن موارد التهلكة، وعلى ذلك، فإننا نهيب بكل أطراف المعادلة السياسية الاستجابة لصوت الضمير، وتجنيب الوطن أى ويلات.
وتُطرح هذه المبادرة من أجل الحفاظ على أرواح المصريين الغالية وهى بعنوان «لوجه مصر.. قبل أن يسيل الدم» آملين فى أن تلقى الاستجابة السريعة، وأن ينصت الجميع لصوت الضمير الحى، ومن يتلكأ عليه أن يتحمل عبء الدم الذى سوف يُهدر.
المبادرة تتلخص فى النقاط التالية
أولاً: تنازل الرئيس محمد مرسى عن منصبه والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة.
ثانياً: تشكيل مجلس رئاسى مدنى (ثلاثة أعضاء) يقود البلاد فى فترة انتقالية لمدة عام، يتم خلالها وضع دستور جديد للبلاد يلقى توافقاً من كل طوائف الشعب المصرى، يتبعه إجراء الانتخابات البرلمانية وانتخابات الرئاسة.
ثالثاً: عدم ترشح الرئيس محمد مرسى، أو أى فرد ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين إلا بعد توفيق أوضاعها -فعلاً- كجمعية خيرية، وكذلك أى فرد ينتمى للأحزاب ذات الخلفية الدينية بالمخالفة للدستور، وكذلك عدم ترشح السيد حمدين صباحى، والسيد عمرو موسى، والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، والفريق أحمد شفيق للانتخابات المبكرة (يحق لهم الترشح بعد ذلك)، وذلك درءاً للفتنة، ووقف الاتهامات المتبادلة بينهم والتى تأتى على حساب مصلحة الوطن، وفوق جثث أبناء مصر، وتفويت الفرصة على من يتربص بالبلاد، وكذلك لارتباط هذه الشخصيات -بشكل أو بآخر- بماض سياسى يرى البعض أنه صار عبئاً على الحاضر، ويسهم كثيراً فى تعقيدات المشهد السياسى الحالى، وإعطاء الفرصة لأصحاب الثورة الحقيقيين فى ممارسة العمل السياسى الذى حُرموا منه، والحق فى تقلد وتبوء المناصب القيادية فى البلاد.
رابعاً: على السادة السابق ذكرهم، فى ثالثاً، أن يثبتوا عملياً أن مصر وسلامتها وسلامة أبنائها فوق كل اعتبار وأعلى من كل منصب، وأغلى من أى روح، وبذلك فعليهم التعهد كتابياً أمام الشعب المصرى كله بموافقتهم -من خلال مؤتمر صحفى أمام الشعب كله- على عدم ترشحهم فى الانتخابات الرئاسية المبكرة القادمة.
خامساً: إذا رفض أحد الأشخاص التوقيع كتابياً، يصبح توقيع الآخرين ملغى ويحق لهم الترشح. حفظ الله مصر».
ها هى الرسالة كما وردتنى، من صاحبها، وهو ممن شاركوا فى ثورة يناير من أول يوم لها، وليس له قصد سوى ما يراه مصلحة هذا البلد، ناساً وأرضاً.
نقلاً عن "الوطن"