توقيت القاهرة المحلي 12:34:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المحنة الطائفية والمذهبية

  مصر اليوم -

المحنة الطائفية والمذهبية

مصر اليوم

أرسل لى الأستاذ رفعت عبدالرحمن إمام، وهو مدرس لغة عربية وإمام وخطيب مسجد الفاروق بأسوان، مبادرة باسم «الوسطيون الحضاريون»، لمواجهة المحنة والفتنة الطائفية والمذهبية التى نعيشها فى الوقت الراهن، وها هى نصاً كما وصلت إلىّ: «كنا نود أن يكون التقاء المذاهب الإسلامية الكبرى (السنة والشيعة والتصوف) التقاءً فكرياً يثرى حياتنا الفكرية والدينية والسياسية والاقتصادية ويساعد فى نهضة الأمة الإسلامية، وذلك فى ظل الحرية التى انتزعتها شعوب المنطقة العربية والثورة المعلوماتية وسهولة الوصول والتواصل المباشر بين أبناء المذاهب الإسلامية فى شتى دول العالم.. إلا أنه أخذ شكل الصدام والصراع الطائفى المذموم.. وأصبح من أخطر الأمور التى تعيق تطور الأمة ونهضتها، فما زال فكر التعصب للمذهب الواحد وفكر الإقصاء والثأر هو المسيطر والسائد بين كافة أبناء المذاهب الإسلامية، ولا نستثنى منه أحداً. لذا فإننا نطرح هذه المبادرة أمام الشباب المسلم الواعى الذى أتيحت له سبل المعرفة والوصول إلى المعلومات ما لم يتحْ للأجيال السابقة. أولاً: أن يرتقى أبناء جيلنا فوق المذاهب بما حبانا الله من رقى فكرى وعقلى لم يكن لأبناء الأجيال التى سبقتنا، ونتخلى عن التعصب والانتصار للمذهب إلى الانتصار والتعصب للدين.. فإننا نقول مطمئنين إنه لا سبيل إلى الوصول إلى الحقائق الكاملة والحلول الصحيحة المبتكرة.. إلا بالاطلاع والاستماع إلى كافة أطراف ومذاهب الأمة (سنة وشيعة وتصوفاً) واعتبارهم تراثاً إسلامياً واحداً يؤخذ منه ويرد. ثانياً: نأخذ جميعاً ما كان متوافقاً مع كتاب الله والصحيح الثابت من كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومتماشياً مع الحقائق التاريخية الثابتة المسلم بها عند كافة الأطراف. فإن الطامة الكبرى أن كل مذهب يعالج قضاياه الدينية والسياسية والاقتصادية بمعزل عن المذهب الآخر، ونسيت الأمة أن الأمر شورى بين مذاهبها. ثالثاً: يجمعنا حب الله (عز وجل) وحب رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحب آل بيته الطيبين الطاهرين محبةً واتباعاً، وليس هذا مبادرة توفيقية أو توافقية تتجاهل الأخطاء أو الخلافات، لكنها مفتاح الحل وليس كل الحل.. فنحن نريد نبذ التعصب الذى يعمى صاحبه عن أخطائه، ويجعله مغروراً بما عنده. وقد توصلنا بفضل الله، وبفضل هذه الرؤية الشاملة الكاملة التى هدانا الله إليها، إلى حلول لكثير من القضايا الخلافية التى تفصل بين أبناء المذاهب. رابعاً: هذه الرؤية وهذا المبدأ العام فى تناول قضايا الأمة يختلف بل وينقض ما استقرت عليه المذاهب من ضرورة وحتمية التمسك بالمذهب الواحد، وكادوا أن يقولوا للناس: «إن الله سيسألكم يوم القيامة: ما مذهبكم؟»، وليس ما دينكم! وكأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: من أخذ من غير مذهبه فاقتلوه! خامساً: نريد مِن كل مَن قرأ هذه الرسالة ووعاها وناقشها أن يساهم فى نشرها والدعوة إليها.. فنحن فى هذا الدرب سائرون وبطريق الحق قائمون». انتهت الرسالة. ولا شك أن هذه الرسالة تصادف وقتها، حيث نواجه التعصب الأعمى الذى يجعل أتباع «جماعة» أو «تنظيم» أو «فصيل» أو «فرقة» يعتقدون أنهم على الحق ومن دونهم على الباطل، وأنهم يجسدون «الطريق المستقيم» أو «صحيح الإسلام» وأن غيرهم على الضلال المبين، مع أن الحضارة الإسلامية عاشت سبعة قرون سيدة على الدنيا بفضل سماحتها وإيمانها بالتعددية المذهبية والفكرية، وكانت قادرة على تطويق واحتواء أصحاب الأفكار الشاذة والغريبة التى تتسم بالتشدد والتنطع ويدعى أصحابها أن الله قد أوكلهم للحديث باسمه ورفع راية دينه فى الأرض. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحنة الطائفية والمذهبية المحنة الطائفية والمذهبية



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon