توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مظلومية جديدة للإخوان

  مصر اليوم -

مظلومية جديدة للإخوان

عمار علي حسن

ما يفعله الإخوان الآن لا يزيد على خلق «مظلومية جديدة» يسوقونها هذه المرة إلى العالم بأسره، بعد أن سوّقوها فى مصر عقوداً من الزمن، واستعطفوا بها الناس، فصمتوا عن سرقتهم لثورة يناير العظيمة، وصوتوا لهم فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية وأعطوهم السلطان كاملاً. ومن أسف، فإن هذه المظلومية تُصنع بسكب الدماء غزيرة على أسفلت شوارع ساخنة لمصريين من الإخوان وغيرهم، وفى ركاب ترويع الآمنين وقطع الطرق والتضييق على الناس، واستعداء الخارج على الداخل، والغرب على مصر. يدرك قادة الإخوان المعتصمين فى تقاطع «رابعة» بمدينة نصر أو أمام جامعة القاهرة أن عودة محمد مرسى إلى الحكم مستحيلة، لا سيما بعد أن خرج عشرات الملايين من المصريين يوم 26 يوليو ليفوضوا الجيش فى التصدى لكل من يرتكب فعلاً إرهابياً، لكنهم يحشدون أنصارهم، ويلحون على وجودهم الدائم، ليصنعوا بهم المظلومية، التى تنطوى على «بكاء على أطلال السلطة» و«استعادة الشعور بالاضطهاد» وممارسة «المازوخية السياسية» فى حدها الأقصى، والحديث عن «مؤامرة» عليهم، مع أن أول من تآمر على «مرسى» هو مكتب إرشاد الجماعة، الذى قيده وسيّره كيفما شاء وأبعده عن أن يكون رئيساً لكل المصريين ليبقيه مجرد «الأخ مرسى مسئول شعبة الرئاسة»، ومع أن الإخوان نسجوا خيوط المؤامرة على الكل منذ تنحى حسنى مبارك، وتصوروا أنهم سيخدعون الجميع إلى النهاية، ويحصلون على كل شىء، وكانوا أداة لمؤامرة أمريكية كاملة على بلادنا وبلاد العرب أجمعين، وهى مسألة تتكشف خيوطها الآن جيداً. وهذه المرة لا يخاطب الإخوان الداخل فقط، بل يصدرون المظلومية إلى الخارج لينقذوا تنظيمهم الدولى حتى لو جرى الدم أنهاراً، وهذا هو بيت القصيد من كل ما يفعلونه الآن ويستخدمون فيه كل الوسائل حتى لو تحالفوا مع الشيطان. فالتنظيم الذى سقط أصله وأساسه عن السلطة فى مصر ها هو يترنح فى ليبيا وتونس وينزعج بشدة فى تركيا وتتراجع فرصه فى الوصول إلى السلطة بسوريا الجريحة، بعد أن ظن أن هذه اللحظة التاريخية السانحة لينتقل من «الصبر» إلى «التمكن» وفق أدبياته الفكرية المعروفة، وعليه أن ينتهزها بأى طريق حتى لو تحول الإخوان إلى «جماعة وظيفية» فى يد مشروع هيمنة جديد للولايات المتحدة الأمريكية على وجه التحديد. إن صور الجثث المرصوصة فى مشهد يدعو للأسى والأسف، وصور الأطفال المرتدين أكفانهم، والنساء اللاتى يتقدمن صفوف المظاهرات، والإفراط فى الحديث عن الخديعة والمؤامرة والانقلاب، وسيلة مهمة لصناعة تلك المظلومية أو الكربلائية الإخوانية، بقدر ما هى وسيلة مهمة للحفاظ على تماسك تنظيم الإخوان، فلو صارح القادة أعضاء الجماعة وقواعدها بأن طوفاناً بشرياً قد فاض فى الشوارع ليسقطهم عن الحكم لتزعزعت ثقتهم فى أنفسهم، وساورتهم شكوك حول مصداقية وأخلاقية وقوة مسارهم الفكرى والتنظيمى، ولذا فالأفضل بالنسبة للتنظيم، البقرة المقدسة للإخوان، أن يتحدثوا عن اضطهاد جديد ومظلومية أخرى. نقلاً عن جريدة "الوطن "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مظلومية جديدة للإخوان مظلومية جديدة للإخوان



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon