توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سبل تعزيز «الوحدة الوطنية»

  مصر اليوم -

سبل تعزيز «الوحدة الوطنية»

عمار علي حسن

قبل ثورة يناير كان أغلب المسلمين، لا سيما من عوام الناس، يعتقدون أن المسيحيين فى مصر يستقوون بالغرب وخاصة أمريكا نتيجة بعض الأوهام التى كان يصدّرها الساذجون من بين أقباط المهجر، وكان المسيحيون يعتقدون أن أغلب المسلمين يميلون إلى الفكر الإخوانى والسلفى لكنهم يخشون أمن الدولة. وبعد الثورة وجد المسلمون أن أمريكا تدعم الإخوان، وليس المسيحيين، وآمن المسيحيون أن الأغلبية الكاسحة من المسلمين ترفض إزهاق أرواحهم وحرق كنائسهم ونهب ممتلكاتهم، وأن نيلهم لحقوقهم يكون بالنضال مع إخوانهم من المسلمين على أرضية وطنية. وبهذا ساهمت ثورة انطلقت عقب حادث كنيسة القديسين المروع، والذى كاد أن يفتح نار الفتنة الطائفية على مصراعيه، فى تعزيز «الوحدة الوطنية» مثلما سبق أن فعلت ثورة 19. وحتى لا تضيع هذه الفرصة التاريخية العظيمة فى تحقيق هذا الهدف المهم لا بد أن نجعلها عملاً دائماً وليس مجرد لحظة عاطفية سرعان ما تتبخر، مثلما تبخرت لحظة ثورة 19 وظللنا عقوداً من الزمن نتباكى عليها، ونستدعيها عند كل صدام طائفى ونحن نمصمص شفاهنا فى أسى. فى حقيقة الأمر فهناك أكثر من وسيلة يمكن استخدامها فى تعزيز التعايش بين المصريين جميعاً، يمكن ذكرها على النحو التالى: 1- التعليم: وذلك بتضمين المناهج التعليمية ما يحض على التعايش، ويحرص عليه، وتنقيتها مما قد يقود إلى كراهية طرف لآخر؛ فإذا كان التعليم فى مصر يتم على ركائز ثلاث هى «تعلم لتعرف» و«تعلم لتعمل» و«تعلم لتكون» فيجب أن نعزز من وجود الركيزة الرابعة وهى «تعلم لتتعايش». 2- الإعلام: وهو وسيلة مهمة، لو استُخدمت على الوجه الأكمل، ومن دون انفعال ولا افتعال، فإن بوسعها أن تقلل من أى احتقانات، وترسخ فى عقول الناس ونفوسهم قيم التسامح والاعتراف بالآخر واحترامه. 3- المنتج الثقافى، الذى يجب أن يحوى كل ثقافة الأمة المصرية، عبر التاريخ، فى جميع الأنواع الأدبية والفنون بمختلف ألوانها. 4- منظومة القوانين: أى وجود حزمة من التشريعات التى تقنن التعايش، وتحدد مرجعية عامة له، يلتزم بها الجميع. 5- المشروعات القومية، التى يجب أن تستوعب جميع المصريين، من دون تفرقة، وتوجه طاقاتهم إلى عمل وطنى مفيد، بدلاً من الفراغ الذى يزيد الشقة بين الناس، ويرفع درجة الطاقة الغضبية لديهم. 6- الجهاز البيروقراطى، الذى إن وجدت معايير سليمة للتعيين والترقى فيه، رُفع الظلم عن كثيرين سواء من المسيحيين أو حتى من فقراء المسلمين ومهمشيهم، وزال سبب مهم لاحتقان مسيحيى مصر. 7- المجتمع الأهلى، والذى يمكنه حال وجود جمعيات خيرية دينية مشتركة بين المسلمين والمسيحيين أن يزيد من أواصر التعايش بين الجانبين. 8- علماء الدين من الجانبين، والذين بوسعهم، إن خلصت النوايا وصحَّ الفهم، أن يحضوا المصريين على التعايش، ويبينوا لهم ضروراته، وأصوله فى الشرائع السماوية ذاتها. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سبل تعزيز «الوحدة الوطنية» سبل تعزيز «الوحدة الوطنية»



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon