توقيت القاهرة المحلي 12:59:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى معنى القيادة

  مصر اليوم -

فى معنى القيادة

عمار علي حسن

  توزعت أغلب الدراسات التى اهتمت بتناول موضوع «القيادة» على أربعة منظورات رصدها بشير الخضرا فى كتابه المهم «النمط النبوى الخليفى: فى القيادة السياسية العربية والديمقراطية»، أولها: المنظور النفسى الذى اعتمد على تجارب معملية، ونظر إلى القيادة بوصفها «وظيفة اجتماعية» أو «تخصصاً» يؤديه فرد داخل الجماعة. ومع إيمان الكثير من علماء النفس بأهمية الموقف فى تحديد «القيادة» رأوا أن يستبدل اصطلاح «قائد» بـ «الشخص المحورى» فى الجماعة، الذى لا يتكئ نجاحه على ملكاته الخاصة وقدراته الذاتية من قبيل اتساق الشخصية والنضج الوجدانى والذكاء وصفاء التحليل والعمل بتمكُّن تحت الضغط والهيبة فى نفوس من حوله، إنما على تحفيزه لإمكانات المحيطين به وتوحيدها فى اتجاه الهدف. والثانى هو المنظور الاجتماعى الذى ينظر إلى القيادة باعتبارها ممارسة النفوذ على الجماعة الإنسانية، صغرت عند حدود المؤسسة أو المنظمة أو كبرت لتصير الأمة بأسرها، وذلك بغية القيام بثلاث وظائف هى: تعيين أهداف الجماعة، وتأسيس الهياكل اللازمة لتحقيقها، والحفاظ على هذه الهياكل وتعزيزها وتجديدها حتى تستمر قادرة على تلبية الأهداف. ووفق هذا المنظور تكون القيادة عملية «مكتسبة» أكثر منها عملية «موروثة» ولهذا يمكن تعلمها والتدريب عليها فى مختلف المجالات. أما الثالث فهو سياسى، وينظر إلى القائد باعتباره الرجل الكبير الذى يجلس على رأس السلطة التنفيذية، ويستخدم ما لديه من صلاحيات فى إطلاق طاقات الجماعة، والنفخ فى أوصال أفرادها، من أجل التقدم والرقى، أو الدفاع عن الوطن، والانتصار لمصلحته العليا. وهناك اقترابات ومداخل عدة اتبعها أصحاب هذا المنظور منها: مدخل الرجل العظيم فى صناعة التاريخ سواء حرَّكته القدرة أو دفَعه الهدف أو من يمتلك طموحات ذاتية فائقة ويكون فى كل الأحوال شخصاً ملهماً لمن حوله يحوطه الحب وتجلله المهابة، ومدخل المسار الديمقراطى الذى يرى أن القيادات موزعة داخل الجماعة وتتدرج من الأصغر حتى تنتهى إلى القائد الأول الذى يقف فى قمة هرم النظام السياسى التعددى وتكون علاقته بالأتباع وهم الأغلبية العظمى من الشعب غير مباشرة، ومدخل الصفوة، الذى يؤمن بأن الحكم فى النهاية يؤول إلى قلة متماسكة متحكمة حتى فى المجتمعات الديمقراطية. والرابع تنظيمى، نشأ وترعرع فى أحضان علم الإدارة وانفتح على علوم أخرى مستفيداً من عطائها المتجدد، وهو ينشغل بمهارات القيادة وسبل تعزيزها فى مختلف التنظيمات أياً كان مجال عملها واهتمامها. وسلك هذا المنظور فى بدايته مسلكاً بيروقراطياً، فجعل من القائد الناجح هو الذى يراقب التطبيق الدقيق للوائح والقوانين، ويلتزم بها فى قراراته، ثم استفاد من علم النفس وعلم الاجتماع من زاوية اهتمام القائد الناجح بالروح المعنوية لمرءوسيه، والخروج من الدائرة المغلقة للعلاقات غير الرسمية بينهم. وتأثر هذا المنظور باقترابات القرار والاتصال والنظم، حيث يكون القائد الناجح هو من يمتلك مهارة اتخاذ القرار الرشيد فى سياق معقد ومركب، أو من يتمكن من التنسيق البارع بين مختلف الوحدات التى تشكل المنظومة، أو بين الاتصالات مهما كانت متضاربة أو متناقضة.    "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى معنى القيادة فى معنى القيادة



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon