توقيت القاهرة المحلي 12:59:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

روح مصر (1 -3)

  مصر اليوم -

روح مصر 1 3

عمار علي حسن

من المعروف تاريخياً أن المصريين ينحون اختلافاتهم وخلافاتهم جانباً، حين تتعرض بلادهم لخطر داهم، ويسارعون إلى التكاتف والتلاحم والتعاون فى سبيل مواجهة هذا الخطر، وهذا الأمر تشربته الشخصية القومية المصرية إلى درجة أنه صار يشكل جزءاً أساسياً من ملامحها، تتميز به عن أمم كثيرة، تزيدها الأخطار تشرذماً وتوزعاً على ولاءات عدة، ويبدأ كل طرف كان يتربص بالآخر يستغل الظرف الطارئ فى تعزيز وضعه حيال الفرقاء، بل إن البعض يذهب فى خصومته وغيه إلى حد التعاون مع العدو الخارجى ضد بنى وطنه، وهناك مثلان بارزان فى هذا الشأن، الأول قديم يتعلق بملوك الطوائف فى الشام والأندلس الذين كان بعضهم يستعين بالعدو الخارجى ضد إخوانه، والثانى حديث يتجسد فى تعاون بعض زعماء الحرب الأهلية اللبنانية (1975 - 1989) مع إسرائيل. لكن للأسف صار لدينا بعد ثورة 30 يونيو بعض من يدعو الخارج إلى أن يرتب لنا شئون الداخل، وينادى حلف الناتو ليضرب جيش مصر، ويتمنى لو انهدم البلد حتى يعود إلى الحكم، إلا أن هؤلاء قلة، ودعوتهم يواجهها عموم المصريين باشمئزاز، ويقبّحون أصحابها، ويزاورون عنهم، لافظين إياهم، وبالتالى لن تؤثر هذه الدعاوى على الروح العامة للمصريين، وعلى موقف التيار الرئيسى أو العريض منهم، الذى يميل إلى التماسك عند الشدة. وبخلاف الجنرال يعقوب الذى تعاون مع الاحتلال الفرنسى لمصر (1798 - 1801) وبعض زعماء البدو ووجهاء البلد الذين خانوا أحمد عرابى فى معركة التل الكبير التى واجه فيها الجيش الإنجليزى الزاحف لاحتلال البلاد، لا توجد حالات بارزة على الخيانة طيلة تاريخ مصر المديد، بل كان المصريون يسارعون دوماً للالتفاف حول الحاكم حتى ولو كان منبوذاً مكروهاً حين يكون بصدد مواجهة العدوان الخارجى، فالبسطاء هم الذين شكلوا العصب الرئيسى لجيش قنصوه الغورى حين تخلى عنه عسكر المماليك، وزحفوا معه إلى مرج دابق لصد الجيش العثمانى، فلما قتل وقفوا إلى جانب طومان باى حتى شنق، والفلاحون مثلوا الكتلة الأساسية الحية لجيش محمد على باشا، فبنى به إمبراطورية صغيرة مرهوبة الجانب، تحالفت أوروبا عليها حتى أنهكتها، وساقت مصر لتكون قابلة للاستغزاء فيما بعد. وكثير من الشهادات والدراسات الاجتماعية الميدانية تدلل دوماً على تلاحم المصريين وقت الحروب، حيث تنخفض السرقات إلى أدنى حد لها، وتتعزز أشكال التراحم إلى أقصى مستوى لها، ويلتف الناس حول أولى الأمر، للدفاع عن البلد، وصيانة أمنها القومى، مهما كان حجم الخلاف معهم قبل وقوع أزمة سياسية شاملة وحادة أو كارثة طبيعية كاسحة أو نشوب حرب، ولم يسجل التاريخ وقوع أعمال نهب وسلب كبيرة وواسعة فى وقت الأزمات سوى مرتين الأولى أيام حكم بيبى الثانى الفرعونى والثانية خلال حكم المستنصر بالله الفاطمى، حيث جاع الناس حتى أكلوا أجساد الموتى، ولم يكن أمام الجوعى من خيار سوى مهاجمة قصور الأغنياء، والاستيلاء على ما فيها من مؤن. (ونكمل غداً إن شاء الله تعالى) نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روح مصر 1 3 روح مصر 1 3



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon