توقيت القاهرة المحلي 16:49:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ويسألونك عن العشق

  مصر اليوم -

ويسألونك عن العشق

عمار علي حسن

سألنى الفتى وهو تائه فى فراغ لا ينتهى: - كيف يبدأ العشق؟ فابتسمت، وقلت له: - حين تمس الروح أختها. فعاد من شروده وحملق إلى وجهى قائلاً: - أتهزأ بى.. وهل يعرف أحد من العالمين شيئاً عن الروح حتى ندرك لها مساً أو لمساً؟ فابتسمت، ووضعت يدى على كتفه، وسألته: - وهل يعرف أحد كيف يولد الهوى؟ أو لأى سبب ينبثق نوره وتشتعل ناره؟ فصمت برهة، ثم أجاب: - لا. فقلت له: ـــ هكذا، نقضى أعمارنا فى صبابة لا ندرك أولها من آخرها، تضنينا ولا نريد لها رحيلاً، وإن رحلت قليلاً على سبيل التلهى والتأسى والتهرب، نستردها طائعين، ونستعذب عذابها، تحل معنا أينما ذهبنا، تأتينا فى أحلام الليل، وتتفتح أزاهيرها على وسادتنا حين نشرع فى الاستيقاظ الكسول، لكننا لا نسمع لها صدى، ولا نراها، ولا نلمسها، ولا نتذوقها، ولا نشمها. فامتلأ وجه الشاب عجباً، وقال: - أتريد أن تقول إن الروح هى الهوى، والهوى هو الروح. فامتلأ وجهى حيرة، وقلت: - ليس لدى شىء قاطع، لكنها هكذا يخيل إلىّ. - يُخيل إليك أم تعرف؟ - ما أعرفه هو أن الهوى لا يذهب إلا بذهاب الروح. فهز رأسه وقال: - هكذا نقضى أعمارنا وإن طالت، دون أن نعرف لِمَ بدأ الهوى؟ وكيف ينتهى؟ ثم مضى شارداً، وحين صارت بيننا تسع خطوات التفت إلى الخلف وقال: - هل سأظل معذباً بها حتى تفارقنى روحى؟ فرفعت وجهى إليه، وقلت بحروف غارقة فى الشجن والتأمل: - لا تحزن، فمن يدرى لعلها تقتات على هذا العذاب، فإن فتر أو انقضى، فارقت روحك جسدك. فعاد مهرولاً ووقف فى مواجهتى ونظر فى عينى ملياً، ثم قال: - أنا أريد أن أعيش. فابتسمت وقلت له: - إذن لا تشكُ من تباريح الهوى، بل املأ الدنيا فرحاً، لأنك تهوى، حتى إن أضناك الهجر، وأوجعك الصد، وصار الحب ذكرى ترفرف من بعيد على أغصان أيامك الذابلة. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ويسألونك عن العشق ويسألونك عن العشق



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon