توقيت القاهرة المحلي 11:02:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ويسألونك عن العشق

  مصر اليوم -

ويسألونك عن العشق

عمار علي حسن

سألنى الفتى وهو تائه فى فراغ لا ينتهى: - كيف يبدأ العشق؟ فابتسمت، وقلت له: - حين تمس الروح أختها. فعاد من شروده وحملق إلى وجهى قائلاً: - أتهزأ بى.. وهل يعرف أحد من العالمين شيئاً عن الروح حتى ندرك لها مساً أو لمساً؟ فابتسمت، ووضعت يدى على كتفه، وسألته: - وهل يعرف أحد كيف يولد الهوى؟ أو لأى سبب ينبثق نوره وتشتعل ناره؟ فصمت برهة، ثم أجاب: - لا. فقلت له: ـــ هكذا، نقضى أعمارنا فى صبابة لا ندرك أولها من آخرها، تضنينا ولا نريد لها رحيلاً، وإن رحلت قليلاً على سبيل التلهى والتأسى والتهرب، نستردها طائعين، ونستعذب عذابها، تحل معنا أينما ذهبنا، تأتينا فى أحلام الليل، وتتفتح أزاهيرها على وسادتنا حين نشرع فى الاستيقاظ الكسول، لكننا لا نسمع لها صدى، ولا نراها، ولا نلمسها، ولا نتذوقها، ولا نشمها. فامتلأ وجه الشاب عجباً، وقال: - أتريد أن تقول إن الروح هى الهوى، والهوى هو الروح. فامتلأ وجهى حيرة، وقلت: - ليس لدى شىء قاطع، لكنها هكذا يخيل إلىّ. - يُخيل إليك أم تعرف؟ - ما أعرفه هو أن الهوى لا يذهب إلا بذهاب الروح. فهز رأسه وقال: - هكذا نقضى أعمارنا وإن طالت، دون أن نعرف لِمَ بدأ الهوى؟ وكيف ينتهى؟ ثم مضى شارداً، وحين صارت بيننا تسع خطوات التفت إلى الخلف وقال: - هل سأظل معذباً بها حتى تفارقنى روحى؟ فرفعت وجهى إليه، وقلت بحروف غارقة فى الشجن والتأمل: - لا تحزن، فمن يدرى لعلها تقتات على هذا العذاب، فإن فتر أو انقضى، فارقت روحك جسدك. فعاد مهرولاً ووقف فى مواجهتى ونظر فى عينى ملياً، ثم قال: - أنا أريد أن أعيش. فابتسمت وقلت له: - إذن لا تشكُ من تباريح الهوى، بل املأ الدنيا فرحاً، لأنك تهوى، حتى إن أضناك الهجر، وأوجعك الصد، وصار الحب ذكرى ترفرف من بعيد على أغصان أيامك الذابلة. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ويسألونك عن العشق ويسألونك عن العشق



GMT 07:08 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

عند الصباح: «حَيدروش»

GMT 07:07 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

عند الصباح: «حَيدروش»

GMT 07:06 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

ساركوزي في قفص القذافي

GMT 07:04 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

نعم يا سِتّ فاهمة... الله للجميع

GMT 07:03 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

المجتمعات المعنفة!

GMT 07:01 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

ثورة الاتصالات والضحايا السعداء

GMT 06:59 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

ماسك... رئيس الظل أم الرئيس المشارك؟

GMT 06:57 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

رياح الشيطان!

أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ مصر اليوم

GMT 08:41 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
  مصر اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 08:54 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
  مصر اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 22:40 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

وفاة مهندس في حادث تصادم بعد حفل خطوبته بساعات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon