توقيت القاهرة المحلي 16:46:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصابو الثورة

  مصر اليوم -

مصابو الثورة

عمار علي حسن

فى غمرة الصراع على السلطة، وتحت غبار الحرب على الإرهاب، نسى كثيرون مصابى الثورة بعد أن بردت عروقهم حيال شهدائها. وإذا كان من ماتوا لا يطلبون منا شيئاً، لأن ما هم فيه أفضل وأرقى وأجلى وأروع بكثير مما نحن فيه، فإن المصابين لديهم مطالبهم المشروعة المؤجلة والمهملة. وهم والشهداء لم يقدموا أرواحهم، أو دفقات من دمائهم، وقطعاً من لحمهم، أو أعضاء من أجسامهم بُغية تسول العلاج أو توسل القصاص، إنما فعلوا ذلك ليروا مصر بلداً حراً عزيزاً مكتفياً قادراً، أى البلد الذى حلموا به طويلاً، وانتظروه على مشارف أيامهم، بلا كلل ولا ملل. ذهب إلى السلطة من ذهب، وتعاقب على أغلب الكراسى رجال لا علاقة لهم بالثورة ولا شبابها ولا مطالبها، قبل الإخوان ومعهم وبعدهم وحتى الآن، ولذا فإن أغلب ما سيطر على عقل هؤلاء جميعاً هو الحفاظ على مغانمهم أو أداء مهامهم حيال استقرار السلطة فى أيديهم والبلد برمتها بين أذرعهم، سواء المجلس العسكرى الأول الذى سعى إلى تفريغ الثورة من مضمونها وتقديرها بأنها مجرد هبّة شعبية عابرة ضد توريث الحكم، أو الإخوان الذين وجدوها فرصة تاريخية لاختطاف البلد بعد أن سرقوا الثورة، أو ما بعد الإخوان، حيث يجلس على كراسى الحكم من ينشغل أغلبهم بالإجابة عن سؤال: كيف نستمر فى مناصبنا بعد انتهاء المرحلة الانتقالية؟ أكثر من انشغالهم بسؤال: كيف نعمل من أجل تحقيق مطالب الثورة؟ وكيف نحولها إلى وسيلة لبناء الدولة التى حلم بها الشهداء والمصابون وكل شباب مصر؟ أقول هذا بمناسبة رسالة تلقيتها على هاتفى من الأستاذ محمد سعد على، الذى يعانى من إصابة خطيرة هى كسر بالغ فى العمود الفقرى وقع له فى 28 يناير، وتجددت إصابته بشكل فادح فى أحداث مجلس الوزراء، ورغم أن الدولة فعلت جزءاً مما عليها بصرف معاش شهرى له، فإنها لم تبذل كل ما عليها من جهد حيال علاجه بما يجعله قادراً على مواصلة حياته بطريقة طبيعية. والحقيقة أن هناك حالات أكثر فداحة وأشد وطأة، لمصابين من مختلف أنحاء الجمهورية يهاتفنى بعضهم شاكياً باكياً مما يلاقيه، وأغلبهم يتهمون الرئيس الحالى لصندوق المصابين السيد خالد بدوى بأنه لا يؤدى مهمته بعد سقوط حكم مرسى وجماعته، لأنه إخوانى ويريد لمشكلة المصابين أن تشتد، ولغضبهم أن يشتعل، حتى يجذبوا انتباه الناس من جديد، فتتحرك عواطفهم حيال مناصرتهم، ويكون هذا التحرك بالقطع ضد السلطة الحالية. هكذا يفسرون الصد والإهمال الذى باتوا يلاقونه كلما وجدوا إلى الصندوق وسيلة اتصال أو اقتراب. وبعضهم يطلب من «لجنة الخمسين» التى تعد الدستور أن تأتى على ذكر وإقرار حقوق شهداء ومصابى ثورتى يناير ويونيو، ويعتبرون هذا مكافأة معنوية لهم، وهى مكافأة لمن يستحقون، فليس هناك ما هو أصدق من الدم، ومن يضحى بروحه أو بقطعة من جسده وصحته وراحته هو صاحب التضحية الأعلى والأعمق، وهذا ما لا يجب أن ينساه أبداً كل من أجلسه الثوار على أى من كراسى الحكم والإدارة. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصابو الثورة مصابو الثورة



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon