توقيت القاهرة المحلي 16:22:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليمون

  مصر اليوم -

ليمون

عمار علي حسن

حين يخالط الندى ورق الليمون يملأ سلته الكبيرة. يعبر النهر حيث القرى المزدحمة على الشاطئ الشرقى. تُلقى به الشوارع إلى جوف الحارات فتقذفه إلى النواصى المتتابعة. يطالع الأبواب والشرفات المتراصة وينادى بصوت شجى: - صابح يا ليمون. تخرج النسوة الباقيات فى ضحى البيوت. يدفعن بعض ما لديهن من نقود، ويعدن وفى أيديهن الليمون، وعلى وجوههن آثار النكات، التى وزعها الرجل مع ليمونه. يترنح النهار فيحصى القروش التى فى جيبه ويعود. كل يوم يحسب حساب مواعيد المركب فيغادر القرى بعد العصر. اليوم تأخر قليلاً، والطيب عبدالموجود صاحب المركب لم ينتظر. كانت الشمس تلملم نضارها من فوق الحيطان والزروع حين سلمته القرى إلى الجسر. رفع هامته إلى الشاطئ الغربى، وأطلق ساقيه النحيلتين للريح، وراح يصرخ بحرقة: - عدّينى يا طيب.. يجرى وينادى.. يقفز الليمون داخل السلة، ويعبر فوق يده المعروقة، ويتناثر على التراب هنا وهناك. يُلقى به الجسر إلى الشاطئ وصراخه يتوالى، لكن الطيب لا يسمعه. يتباعد الشراع الأبيض ويتضاءل الأمل فى الرجوع. يتفحم الشفق ويفرش الليل الوليد عتمته الرائقة فوق صفحة الماء، فيضيع المركب فى الغبش. يتمهل الصراخ. تخبو ناره، ويصير أنّات متقطعة، ويكاد يموت تماماً. وحين يتذكر الرجل أولاده الصغار الذين ينتظرون ما معه من خبز وحلوى يتجدد صراخه: - عدّينى يا طيب.. يلاحقه الصدى من جوف البعيد الأسود: - «يا طيب.. يا طيب.. يا ط ى ى ى ب...». نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليمون ليمون



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon