توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليمون

  مصر اليوم -

ليمون

عمار علي حسن

حين يخالط الندى ورق الليمون يملأ سلته الكبيرة. يعبر النهر حيث القرى المزدحمة على الشاطئ الشرقى. تُلقى به الشوارع إلى جوف الحارات فتقذفه إلى النواصى المتتابعة. يطالع الأبواب والشرفات المتراصة وينادى بصوت شجى: - صابح يا ليمون. تخرج النسوة الباقيات فى ضحى البيوت. يدفعن بعض ما لديهن من نقود، ويعدن وفى أيديهن الليمون، وعلى وجوههن آثار النكات، التى وزعها الرجل مع ليمونه. يترنح النهار فيحصى القروش التى فى جيبه ويعود. كل يوم يحسب حساب مواعيد المركب فيغادر القرى بعد العصر. اليوم تأخر قليلاً، والطيب عبدالموجود صاحب المركب لم ينتظر. كانت الشمس تلملم نضارها من فوق الحيطان والزروع حين سلمته القرى إلى الجسر. رفع هامته إلى الشاطئ الغربى، وأطلق ساقيه النحيلتين للريح، وراح يصرخ بحرقة: - عدّينى يا طيب.. يجرى وينادى.. يقفز الليمون داخل السلة، ويعبر فوق يده المعروقة، ويتناثر على التراب هنا وهناك. يُلقى به الجسر إلى الشاطئ وصراخه يتوالى، لكن الطيب لا يسمعه. يتباعد الشراع الأبيض ويتضاءل الأمل فى الرجوع. يتفحم الشفق ويفرش الليل الوليد عتمته الرائقة فوق صفحة الماء، فيضيع المركب فى الغبش. يتمهل الصراخ. تخبو ناره، ويصير أنّات متقطعة، ويكاد يموت تماماً. وحين يتذكر الرجل أولاده الصغار الذين ينتظرون ما معه من خبز وحلوى يتجدد صراخه: - عدّينى يا طيب.. يلاحقه الصدى من جوف البعيد الأسود: - «يا طيب.. يا طيب.. يا ط ى ى ى ب...». نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليمون ليمون



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon