توقيت القاهرة المحلي 17:41:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حوار حول اللحظة الراهنة (1-2)

  مصر اليوم -

حوار حول اللحظة الراهنة 12

عمار علي حسن

طرحت علىّ الأستاذة ماجدة النجار سبعة أسئلة عن اللحظة الراهنة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وتوقعاتى للمستقبل القريب، وذلك فى حوار لصحيفة «الخليج» الإماراتية. وأرى أنه من المفيد للقارئ المصرى، الذى لا يطالع «الخليج» غالبا، أن يقرأ إجاباتى فى صحيفة مصرية أصبح لها صيتها مثل «الوطن»؛ لأن كل ما فى الحوار هو منا وعنا وعلينا وبنا. وسأعيد هنا ترتيب الأسئلة والتصرف فى الإجابة بما يجعل الرؤية متسلسلة وشاملة لكل أطراف اللعبة السياسية فى البلاد. 1- ما تقييمك لأداء الحكومة الحالية؟ - علينا أن نعترف بأن الحكومة لا تضم أشخاصاً ثوريين بالقدر الكافى، وأغلب من بداخلها لا يريد أن يفهم أننا فى مرحلة تأسيسية، وأن الدولة تمر بظروف عصيبة، وأن الزمن يضغط بقوة وقسوة على القرار السياسى والاقتصادى والاجتماعى، وأن المجتمع قد تغيرت اتجاهاته ومواقفه وسلوكياته حيال السلطة، وبات يمتلك أدوات للتعامل معها غير الصمت والخنوع، هذه الحكومة تبدو مرتعشة فى بعض الأمور بطيئة حيال أخرى، مرتبكة على صعيد ثالث، وأسوأ ما يسيطر على بعض أعضائها هو اعتبارهم أن ما هم فيه فرصة للاحتفاظ بمناصبهم بعد انقضاء المرحلة الانتقالية، فالأغلب منهم سيتصرف بعقلية الموظف، لا الثائر ولا رجل الدولة، ومن الواضح أن الفجوة تتسع بينهم وبين الرأى العام فى اتخاذ خطوات أكثر حسماً حيال الإرهاب، وأكثر جذرية فى ما يتعلق بقضية العدل الاجتماعى، وأكثر جدية وعزماً حيال التأسيس لنظام سياسى جديد، هى ليست حكومة فاشلة، لكنها ليست على مستوى اللحظة الثورية المطلوبة. 2- تعاقبت الحكومات منذ اندلاع ثورة يناير حتى الآن، وما زالت معضلة الحكومة الثورية قائمة، لماذا؟ - لا بد أن نعى أن الثورة عملية تغيير شامل، ليس فقط فى الأوضاع الاجتماعية، ولا فى كسب الناس مزيداً من الحرية والثقة بالنفس، إنما أيضاً تغيير فى سلوكيات العامة لا يقتصر على أجهزة الدولة ومؤسساتها، صغيرة أو كبيرة، بل يمتد إلى كل أفراد المجتمع؛ لهذا فالثورة لم تتحقق حتى الآن، ولا توجد ثورة فى تاريخ الإنسانية نقلت مجتمعاً من وضع إلى آخر فى زمن سريع؛ فالثورات مرت بحلقات ارتداد وعثرات وخروج الجديد من رحم القديم، مستغرقة زمناً طويلاً، ومن ثم يبقى الرهان على الشعب المصرى الذى أعطى إشارة البدء لرسم معالم عملية سياسية قد تتوافر لها عناصر التصحيح الذاتى بمرور الوقت، فى مطلعها تداول السلطة؛ لأن الذى أدى إلى الفساد والاستبداد هو التأبد فى الحكم، أما تداول السلطة ودوران النخبة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتفكيك عناصر الفساد القديم من مصالح ومنافع فسيجعل مصر تحوز عبر الزمن حكومات تعمل بإنجاز من أجل إرضاء الشعب وتحقيق مطالبه. 3- لكن المرحلة الحالية تستدعى حلولاً عاجلة للخروج من الأزمة. - الحل العاجل الآن يتمثل فى وجود تكتلات ثورية وقوى سياسية وطنية تصبح قوى ضاغطة عبر اتصالات منتظمة على السلطة السياسية، ممثلة فى الرئيس المؤقت عدلى منصور، من أجل إعادة صياغة مهمة الحكومة الحالية، أو إحداث تعديلات داخلها لزيادة العناصر الثورية ذات الكفاءة، أو بتزويدها ببرامج ثورية؛ لأن المجلس العسكرى، بتقييمه المنخفض لثورة يناير أوقعنا فى ما نحن فيه الآن من إعطاء الحكم للإخوان على طبق من ذهب، والتعامل مع ما جرى فى 30 يونيو وما تلاهما على اعتباره حركة تصحيحية، قد يدخلنا فى مرحلة جديدة من الإرباك؛ فالثورة قامت لأن عوامل تفجرها كانت قائمة، وعلى رأسها رفض الاستبداد السياسى وإهانة الكرامة وتراجع دور مصر، وقبل ذلك كله قضية العدل الاجتماعى، الآن يراهن «الإخوان» على عجز وإخفاق الحكومة الحالية وتململ الجماهير منها لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية، وعلى غبن بينها وبين الطليعة الثورية من أجل أن تنزف شعبية السلطة الحالية، وتبدأ تكوين كتلة اجتماعية حرجة جديدة للضغط على النظام قد يراها «الإخوان» الفرصة السانحة لإدارتها لصالحهم تماماً، كما فعلوا مع ثورة يناير لبلوغ أهدافهم بإمكاناتهم الذاتية، وهذا هو مكمن الخطر الذى على السلطة الجديدة أن تدركه وتفهمه وتعمل على تفاديه. (ونكمل غدا إن شاء الله تعالى). نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار حول اللحظة الراهنة 12 حوار حول اللحظة الراهنة 12



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:34 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon