توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حوار حول اللحظة الراهنة (2-2)

  مصر اليوم -

حوار حول اللحظة الراهنة 22

عمار علي حسن

4- يرى البعض أن 30 يونيو الثورة الحقيقية، وأن 25 يناير مجرد هبّة شعبية ضد الرئيس المخلوع! لولا 25 يناير ما كانت 30 يونيو، لقد شاركت فى الثورتين وأدرك هذه المعادلة تماماً، وأتذكر جيداً تلك السيدة التى قالت لى يوم 30 يونيو: أنا من حزب الكنبة ولم أكن أتصور أن أتظاهر فى يوم من الأيام لولاكم أنتم شباب يناير الذين علمتمونا كيف نشارك، فالثقافة السياسية للمصريين التى غيرتها يناير هى التى مكنتهم من إسقاط حكم «الإخوان» فى زمن قياسى، وسرقة «الإخوان» ثورة يناير وعجزهم عن تحقيق مطالبها واستيعاب طليعتها، جزء مهم من أسباب الاحتقان ضدهم والخروج لإسقاطهم، ولذلك لا يجب من النواحى الأخلاقية والعلمية والوطنية الفصل بين الثورتين، فهذه المحاولات محكوم عليها بالفشل لأنها تجافى الحقيقة، ومن أثار هذه الأوهام مجموعة ممن تصوروا أن بوسعهم إعادة عقارب الساعة للوراء، لكن جموع الشعب تدرك أن يونيو كانت معركة لاسترداد الدولة وتصحيح الثورة، وأن بينها وبين يناير علاقة سببية ووظيفية. 5- كيف ترى مستقبل التيارات الدينية عامة فى مصر.. و«الإخوان» خاصة؟ لا شك فى أن التيارات الدينية كانت تطرح نفسها كوعد وأمل وحل لكثير من المشكلات ما أكسبها تعاطفاً كبيراً، لأن قطاعات عريضة راهنت على وجودهم بالسلطة، فضلاً عن الخطاب الدينى الذى يدغدغ مشاعر الأفراد، أما وقد سقط هذا القناع وتبين للناس أن فجوة كبيرة باتت بين الخطاب والممارسة، فأصبح أمام هذه التيارات خياران: أحدهما يكمن فى التكيف مع المجتمع وتجديد خطابها وصياغة دورها، ولا سيما فى قضية الفصل بين الدين والسلطة، وإما أن تزداد انعزالاً، وهنا سيكون أمامها خياران آخران أيضاً: إما الصمت وإما العنف، هذا أو ذاك يرتبط بالظروف المستقبلية فى إدارة الدولة وإمكانية استخدام أطراف خارجية للعناصر المهزومة من القوى الدينية لإنهاك الدولة، خاصة إذا جاءت إلى سدة الحكم سلطة نازعة لاستقلال القرار الوطنى. 6- كيف تفسر هذا الإرهاب والعنف تجاه أفراد الجيش والشرطة، وإلى أى مدى يرتبط بتنظيم وفكر «الإخوان» المسلمين؟ لـ«لإخوان» وجهان، الأول يبتسم ممدود بالسلام والآخر متجهم يمسك خنجراً، تلك النظرية التى نسميها المعرض والورشة، الذين يتعاملون مع الناس يحاولون حمل صورة التنظيم، أما الجزء الأكبر فهو الغاطس الذى ازداد فى السنوات الأخيرة انفلاتاً بعد احتضانه لأفكار سيد قطب وطريقة التنظيم التى أسسها حسن البنا، كما أن وجهى «الإخوان» يختلفان من مرحلة لأخرى، فى مرحلة التمسكن ستجده ودوداً بشوشاً يخفى مشاعره بقدر ما يستطيع، وفى فترة التمكن ينقلب الود إلى تغطرس، فضلاً عن تحالفهم مع جماعات تكفيرية وإرهابية كجزء من تكتيك الاحتفاظ بالسلطة إلى الأبد، خاصة فى سيناء، حيث أمدوا هذه الجماعات بالمال والحماية طوال فترة المعزول محمد مرسى، وتم تجهيزهم للصدام مع الجيش، حيث كان متوقعاً هذا الصدام، لأنهم كانوا يخططون للسيطرة عليه وكانوا يدركون أن هذه الرغبة ستواجه بمقاومة عنيفة، لذلك استخدموا هذه الجماعات الإرهابية لإنهاك الجيش إذا ما استمر مرسى فى الحكم من أجل إبعاده عن المجتمع والسياسة وانفتاح الطريق واسعاً أمام «الإخوان» للانفراد بالجماهير. 7- هل أنت متفائل، وما مبعث هذا الأمل؟ أنا متفائل بطبعى، والأمل يأتى من الشعب الذى أصبح واثقاً بنفسه وبقدرته على صناعة التغيير، مؤمناً بأن هناك مؤسسة بعينها هى القوات المسلحة المعنية بحمايته، كما تم اكتشاف استراتيجى لتجار الدين، لو فعله خصومهم بملايين الدولارات من أجل تحقيقه ما كان يمكنهم أن يبلغوا هذا الهدف، وهذا مكسب فى غاية الأهمية، لأن هؤلاء عرقلوا تطور المنطقة بمساندة الأنظمة المستبدة، وهناك خريطة للمستقبل محددة المعالم عادت بالثورة إلى مطلبها الأساسى وهو الدستور أولاً، الذى قفز عليه الإخوان، فالأمل يحدونا بتنامى العلاقات المصرية الخليجية بشكل عام وإمكانية أن يساعد هذا فى إخراج مصر من عثرتها الاقتصادية، وبالتالى قيام مصر بدورها حيال أمن الخليج. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار حول اللحظة الراهنة 22 حوار حول اللحظة الراهنة 22



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon