توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صار «المعزول» فعلاً

  مصر اليوم -

صار «المعزول» فعلاً

عمار علي حسن

أثبتت الجلسة الأولى فى محاكمة الرئيس السابق محمد مرسى أنه قد صار معزولاً فعلاً، ولم يعد هناك مجال لإنكار ذلك الآن، بأى حال من الأحوال، مهما سوقت جماعته المغيبة كلاماً عن «الثبات» و«الصمود» و«التمسك بالموقف»، فليس هذا سوى «تبلد إدراكى» وبرهان جديد على أن الذين جلسوا فى القصر الرئاسى ومقاعد الحكم سنة، ما كانوا رجال دولة، ولا فارقوا محطتهم الأولى التى تجمدوا عندها فى ميعة الصبا. فلو أن لمرسى شرعية حقيقية، قائمة على الرضا الشعبى وليست على مماحكات قانونية كان هو أول من داسها بقدميه، لخرج أمس الأول عشرات الملايين من الناس، وحاصروا المحكمة، وأخرجوه، ورفعوه على الأعناق، وساروا به مهللين حتى وضعوه على كرسيه فى قصر الاتحادية، الذى يبكيه كالنساء بعد أن فشل فى أن يحافظ عليه كالرجال. يصرخ مرسى فى القاضى مطالباً إياه بأن يمكّنه من العودة إلى منصبه، دون أن يدرى المسكين أنه فى آخر أيامه لم يكن قادراً على أن يمكّن «المحافظين» الذين عينهم من دخول مكاتبهم، حتى اضطر أحدهم إلى التخفى ليجلس على كرسيه، ودخل آخر من الباب الخلفى، وحاول ثالث أن يدير ديوان المحافظة من بيته، والتزم رابع داره صامتاً، واضطر خامس إلى الاعتذار عن المنصب. لا أعرف إن عاد مرسى إلى منصبه فمن سيحكم؟ وهو الذى سقط بعد أن فتح حرباً على كل الجبهات، ومع جميع مؤسسات الدولة وقواها الفاعلة، القضاء والجيش والشرطة والإعلام والجهاز البيروقراطى والإدارى والمثقفين والمجتمع الأهلى، حتى بعض الذين ناصروه فى الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة من شباب الثورة، بعد أن أوهمتهم جماعته بأن مرسيها مرشح ثورى، نزلوا الشوارع مطالبين بسقوطه، بل إن مرسى انتهى حكمه وقد خاصم بعض فصائل التيار الدينى ومنها حزب النور. لقد هدد الإخوان بأن يوم محاكمة مرسى سيكون مشهوداً، وهددوا الشعب بالويلات والثبور وعظائم الأمور، لكن ها هم من جديد يثبتون الهوة الواسعة بين أقوالهم وأفعالهم، كعادتهم، والفجوة الكبيرة بين «الرغبة» و«القدرة»، وانقلب الأمر عليهم، ودارت الدوائر، بعد أن التزم بعض الإخوان دورهم غاضبين من قيادة أوصلتهم إلى التهلكة وأدخلتهم محنة أشد وأنكى، لأنها هذه المرة مع الناس وليست مع السلطة فحسب، وبعد أن ثبت للمتعاطفين مع الإخوان أن الجماعة ليست راغبة فى شىء سوى السلطة، حتى لو كان ثمن العودة إليها هو خراب مصر أو احتلالها، وإلا ما استغاثوا بالناتو ليعيد مرسى إلى الحكم، وخاطبوا الغرب، الذى طالما نعتوه فى كتبهم بالصليبى الحاقد الاستعمارى، كى ينقذهم من الشعب الغاضب. ها هو مرسى يظهر مرة ثانية، عارياً مجرداً من الأنصار الكثر، لا حول ولا طول، ولا قوة ولا جاه، وها هم الذين عوّلوا على جماعته فى الغرب يتأكدون من أنها صارت معزولة، وليس لها سوى بعض شباب يجلسون على الإنترنت ليسبوا الجميع ويطلقوا الشائعات بلا أدنى قدر من الأخلاق، وحتى لو كان هناك أنصار للإخوان أو متعاطفون معهم فإن لديهم استعداداً للتصويت لهم فى الانتخابات لا مشاركتهم فى إطلاق الحرب الأهلية أو استعداء الخارج على الداخل أو محاربة طواحين الهواء من أجل «الشرعية.. الشرعية» مع أنهم فقدوها منذ الإعلان الدستورى المشئوم الذى أصدره مكتب الإرشاد ووقع عليه مرسى، وليسألوا المستشار طارق البشرى الذى كتب وقتها: «مرسى خرج على الشرعية». إن حكم الإخوان قد انتهى فعلاً، لأنهم خانوا الثورة، وحولوها إلى مجرد فرصة لاقتناص السلطة وفرض رؤيتهم التى لا تنفع أحداً الآن سوى جماعتهم، وعلى الحكم الذى قام مقامهم أن يعى الدرس جيداً، فلن يقر جفن أحد فى كرسيه، ولن يحصل على شرعية حقيقية وليست مجرد شكل أجوف، إلا إذا استجاب لمطالب الشعب المستحقة التى رفعها فى وجه نظام مبارك الفاسد المستبد، ونذكركم حتى تنتبهوا لأننا لن ننسى، ولن نسكت حتى نحقق مطالبنا: عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صار «المعزول» فعلاً صار «المعزول» فعلاً



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon