توقيت القاهرة المحلي 19:58:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرسم بالدم (2 - 3)

  مصر اليوم -

الرسم بالدم 2  3

عمار علي حسن

.. وتوجد، فى الوقت الراهن، أربعة أنواع من التصوير أثناء الحرب، يمكن ذكرها على النحو التالى: أ - التصوير التليفزيونى أو السينمائى العادى، عن طريق كاميرا فيديو، الذى ينقل المشهد كاملاً عبر الفضائيات، بما يجعل المشاهد يتابع الحدث وكأنه يمتطى ظهر الدبابة المقتحمة، أو يطلق الصاروخ المتجه صوب الهدف، أو يقف وسط الحشد المتزاحم حول جثث القتلى المدنيين، أو حول البيوت المهدمة، والأمتعة المبعثرة، الممزوجة بالدم والأشلاء. ب - أسلوب الـPromotion، أو الفلاش التليفزيونى، وهو مجموعة من لقطات سريعة تظهر فى 30 ثانية، لتعرض بعض المشاهد بطريقة فنية معينة. جـ - التصوير الفوتوغرافى العادى، الذى قد يكون بكاميرا «ديجتال» أو عادية، وينقل صوراً ثابتة، ملتقطة بعناية، يتم اختيار أكثرها دلالة فى التعبير عن الحدث. د - الصور المركبة، مثل تلك الصور التى استعملتها المخابرات الأمريكية «سى آى إيه» لمحاولة البرهنة على امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، والتى عرضها وزير الخارجية الأمريكى كولن باول على أعضاء مجلس الأمن الدولى، عبر شرائح إلكترونية، مستعملاً كل ما تمكنت منه الاستخبارات الأمريكية من «الخداع بالصورة»، أى القيام بتحريف فنى لصور واقعية، بما يخدم وجهة نظر العارض. لقد باتت الدعاية الموجهة إلى «العدو»، أثناء سير المعارك وقبيل اندلاعها، جزءاً أساسياً من «الجهد القتالى» لأى دولة محاربة. ويأخذ هذا النوع من الدعاية شكل «الحرب النفسية»، التى تبدو قذائف كلمات أو قصف صور، يتم انتقاؤها بوعى وقصد ملموسين، وتصاغ فى جمل دقيقة، تحمل معانى محددة، تثير شكوك الأعداء فى قدراتهم العسكرية وترهبهم من إمكانات الخصم، فى العدد والعتاد، وتلقى فى قلوبهم وعقولهم الريبة حيال قيادتهم، العسكرية والمدنية، وتفقدهم الثقة فى عدالة المعركة التى يخوضونها، وفى أن النصر سيكون من نصيبهم يوماً. واعتادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تستخدم «الدعاية» التى تعتمد على «الصورة الملتقطة بعناية» و«الكلمة المختارة بوعى» فى إرهاب خصومها وزعزعة ثقتهم بأنفسهم، مستفيدة من عطاءات «علم النفس الحربى»، الذى يرتبط أساساً بالتطبيقات النفسية ذات الصلة بالكفاءة القتالية والروح المعنوية، والقيادة وأنماطها، وكافة ما يتعلق بسلوك الجنود لبلوغهم أفضل عائد ممكن، فى ضوء مختلف الشروط المختلفة التى تفرضها قدراتهم الخاصة، والمواقف الخارجية المفروضة عليهم. وقد ترددت فى الأيام الأولى لغزو العراق أنباء عن أن جزءاً من الخطة العسكرية الأمريكية يقوم على احتلال مدينة البصرة، جنوب البلاد، فى الساعات الأولى للحرب البرية، وبعدها يتم بث صور ولقاءات تليفزيونية، تظهر أن العراقيين فرحون لشروع الأمريكيين فى تخليصهم من صدام حسين وحزب البعث، وهى مسألة لم تحدث فى البداية، بل واجه الغزاة صموداً قوياً من القوات العراقية المدافعة عن وطنها. وتأجل ما كان يريده الأمريكيون إلى المشهد الأخير الذى جرى يوم التاسع من أبريل 2003 بسقوط بغداد، والذى كان يمثل خاتمة الفصل الأول من الحرب. ذلك المشهد وتلك الخاتمة مارست الصورة فيهما دوراً كاسحاً وقاهراً فى الوقت نفسه. فلن تنسى الذاكرة مشهد سقوط التمثال البرونزى الضخم للرئيس العراقى صدام حسين، الذى كان يقف متصلباً فى منتصف ساحة الفردوس بقلب بغداد. وتستعيد الأذهان فى هذا الصدد ما حدث خلال الضربة العسكرية الأمريكية لحكومة طالبان فى شهر أكتوبر من عام 2001.. فبعد ساعات قلائل من دخول القوات الأمريكية وحلفائها إلى العاصمة الأفغانية كابل راحت وسائل الإعلام الأمريكية، خاصة شبكة «سى إن إن» تنقل صوراً تظهر فرحة الشعب الأفغانى برحيل «طالبان»، وإقباله على أداء طقوس معيشية تخالف تلك التى فرضتها عليه الحركة الإسلامية المتشددة، منها حلق اللحى وسماع الموسيقى ولعب كرة القدم.. الخ. (ونكمل غداً إن شاء الله تعالى) نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرسم بالدم 2  3 الرسم بالدم 2  3



GMT 19:58 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

‎مصير حماس وحزب الله

GMT 19:57 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الدوافع حديث الهواية فى كرة القدم

GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:30 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل مسلسله في رمضان
  مصر اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل مسلسله في رمضان

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

GMT 20:52 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم

GMT 19:17 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعم أيمن العلي ملك جمال الأردن

GMT 05:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 06:54 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 11 نوفمبر /تشرين الثاني 2024
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon