توقيت القاهرة المحلي 02:14:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرسم بالدم (4-4)

  مصر اليوم -

الرسم بالدم 44

عمار علي حسن

.. وهناك التجربة الفريدة، التى مارسها حزب الله اللبنانى، فى استخدام الصورة بعناية فائقة ضد العدو الإسرائيلى. ويرسم «حمد دبوق»، أحد مصورى حزب الله، الذى شارك فى تصوير العديد من العمليات العسكرية من 1986 حتى 2002، ملامح هذه التجربة قائلاً: «ربما تقتل جندياً ما، بينما الصورة التى تنقلها الكاميرا التليفزيونية تقتل آلافاً بل الملايين من الإسرائيليين، وتهزمهم نفسياً فى المستوطنات والثكنات العسكرية.. المقاتل هو الذى يحمل البندقية ويطلق الرصاص على الجندى الإسرائيلى، أما نحن حاملى الكاميرا فنطلق الرصاص على كل المجتمع الإسرائيلى». وفى الحرب الأخيرة التى اندلعت فى الثانى عشر من يوليو 2006 تجلى استخدام الصورة بشكل دقيق إلى حد كبير فى «الحرب النفسية» التى شنتها قناة «المنار» على الإسرائيليين. فجميعنا يتذكر كيف كانت القناة تستعمل الصورة بغزارة للتأثير على معنويات جنود العدو وعلى قادتهم بل وعلى الجمهور الإسرائيلى العريض الذى كان حزب الله يعول عليه فى الضغط على حكومته، ودفعها إلى وقف إطلاق النار. وامتد توظيف الصورة فى هذه الحرب من إظهار قوة حزب الله إلى المقارنة بين حالين للجنود الإسرائيليين؛ الأولى: وهم ذاهبون إلى ميدان المعركة، تعلو وجوههم الابتسامة، ويلوحون بعلامات النصر، والثانية: وهم راجعون برؤوس كسيرة، ووجوه يعلوها الأسى. على وجه العموم، لا يكون متاحاً للمصورين فى الحروب أن ينقلوا للناس كل ما يلتقطونه، فالرقابة العسكرية تقف لهم بالمرصاد، لتحول تحت لافتة السرية دون وصول المعلومات المصورة كاملة إلى الجماهير. وها هو أحد مصورى صحيفة «ديلى ميل» البريطانية يعبر عن هذا الموقف، حين منعته السلطات العسكرية البريطانية من تصوير حرب الفوكلاند عام 1982، بقوله: «تصور، إنها حرب ولا يسمح لأحد بالذهاب إلى هناك». أما أحد مصورى حرب فيتنام، فيعبر ببلاغة ناصعة عن سياسة التقييد على حرية التصوير هذه، إلى جانب الدور الكبير الذى تلعبه الصورة فى سير المعارك بقوله: «لو كنا فى وضع يمكننا من طبع الصور التى التقطناها لما جرى فى الحرب ما جرى إبادة للمدنيين، وكان بالإمكان إنقاذ الملايين من البشر». نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرسم بالدم 44 الرسم بالدم 44



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon