توقيت القاهرة المحلي 13:49:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مخصوم من رصيد «السيسى»

  مصر اليوم -

مخصوم من رصيد «السيسى»

عمار علي حسن

يقف الفريق أول عبدالفتاح السيسى، نائب رئيس الوزراء، وزير الدفاع، فى منطقة وسطى بين «نعم» و«لا»، وربما يقف صامتاً فوق «نعم» أو نقيضها، متردداً أو متريثاً أو متهيباً أو راغباً فى وقت أطول ليدرس حساباته، لأنه يعلم أن «التركة ثقيلة» و«الحمل كبير»، ويدرك أن الفجوة الواسعة بين واقع مقبض يفهمه العالمون والحكماء جيداً وأحلام مجنحة تداعب خيال الأغلبية الكاسحة من أهلنا، لخّصها «السيسى» نفسه بقوله: «مصر أُم الدنيا وهتبقى أد الدنيا». لكن سواء وقف «السيسى» عند النقطة التى يضع قدميه عليها الآن، وزيراً للدفاع وقائداً للجيش ورجلاً ذا شعبية كبيرة بين العموم، أم تقدم نحو طموحه وأثقاله وخاض المخاض الأكبر فى انتخابات رئاسية يجب من الآن أن توضع لها كافة ضمانات النزاهة والاستقامة، فإنه مسئول، بطريقة مباشرة أحياناً وغير مباشرة أحياناً، عن جزء كبير من هذا اللغط الذى يتم حوله أو باسمه أو من أجله، سواء كان حباً له، أو تمحكاً، فيه أو بحثاً دؤوباً عن منفعة فى رحابه، وحماية فى كنفه. ربما يكون موقع «السيسى»، الآن، كرأس للجيش، يمنعه من الالتحام بهذا المشهد أو الموكب سلباً أو إيجاباً، وربما يكون الرجل متخوفاً من أن يؤدى تفاعله هذا إلى أن يفهم الناس أنه لم يحسم فقط قضية ترشحه للرئاسة، إنما يرتب لها من الآن. لكن ما لا يمكن إنكاره أو نسيانه أن «السيسى» اتصل فى العلن برموز سياسية وثقافية واجتماعية وهو فى موقعه وزيراً للدفاع أيام حكم «مرسى»، ودعا العشرات من هؤلاء لحضور تدريبات بل «تفتيش حرب» للقوات المسلحة، ووقف بينهم، وخطب فيهم، بل عرض وساطة بين جبهة الإنقاذ وحكم الإخوان، لكن جماعة «مرسى» رفضت، وخذلته. وبعد ثورة 30 يونيو التى أسقطت حكم الإخوان المستبد الفاشل الذى كان يدمر الدولة بتدبير محكم، تحدث «السيسى» بين الضباط والجنود عن «بناء أذرع إعلامية» تدافع عن القوات المسلحة، باعتبارها أحد الأركان الأساسية فى الدولة المصرية. هذا معناه أن «السيسى» لن يعدم وسيلة ليطلب، بأى طريقة شاء، من المنافقين والمداهنين والآكلين على كل الموائد وأصحاب الوجوه التى جعلت الناس تكره بل تتقيأ نظام «مبارك» ونجله الغرير، أن يصمتوا قليلاً، وإن تكلموا فليس باسمه، ولا عنه، لأن ظهورهم خلفه فى أى صورة، معنوية أو تعبيرية أو حقيقية، يثير مخاوف كل من ينظر إلى «السيسى» باعتباره مختلفاً، أو سيكون كذلك إن صار رئيساً، وليس مجرد نسخة مكررة جديدة مما كان، وثار الناس عليه. لا يعلم عموم الناس أن «السيسى»، حسبما نقل عنه من قابلوه غير مرة بعد ثورة يناير، كان يصف «مبارك» بأنه «رجل متبلد» وتحدث عن التخريب الذى تسبب فيه والتركة الثقيلة التى خلّفها، لكن بعض المحسوبين على نظام «مبارك» يحاولون العودة فى عباءة «السيسى» أو يسعون إلى التعلق بأطرافها، متوهمين أن عشرات الملايين الذين نزلوا فى 30 يونيو و3 يوليو و26 يوليو كانوا ينتصرون لزمن «مبارك»، ولو كان هذا صحيحاً لزحف هؤلاء إلى سجن طرة وأخرجوا الرجل ونجليه وحملوا ثلاثتهم فوق الأعناق حتى قصر العروبة. إن كل ما يبديه هؤلاء من كلمات وإشارات وإيماءات وما يهمسون به فى آذان الناس من حروف، وما يبدونه من مطامع يسوقونها على أنها مطامح، يخصم من رصيد «السيسى»، سواء بقى وزيراً للدفاع أو تقدم إلى الرئاسة. فقد تعلمنا من دروس التاريخ أن جزءاً أصيلاً من الحكم على أهل الحكم يقوم على إمعان النظر فى الوجوه التى تتحلق حولهم، أو الرجال الذين يجالدون إلى جانبهم، لا سيما فى الأوقات العصيبة. فإن وجدوهم أكفاء شرفاء اطمأنوا، وإن وجدوهم غير ذلك، ضربتهم الظنون، حتى تحولت إلى مقت وبُغض، ثم غضب وتمرُّد. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخصوم من رصيد «السيسى» مخصوم من رصيد «السيسى»



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon