توقيت القاهرة المحلي 18:06:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«نجم» لن يسقط أبداً

  مصر اليوم -

«نجم» لن يسقط أبداً

عمار علي حسن

«انت يا واد يا اللى طالع من طين الأرض، يا مصرى أصلى، كل ما أشوفك على الشاشة أبوسها».. هذه العبارة العزيزة على نفسى، والتاج على رأسى، والقيد الذى يلزمنى ويحثنى دوماً على ألا أخذل من يرددها، لن أسمعها بعد اليوم، فقد رحل صاحبها، الذى أطلقت فينا أشعاره روح التحدى، وعلمتنا تجربته أن نعيش الحياة كما نريد، أحراراً كالنسور، وزاهدين كمتصوفة الزمن القديم، وألا نخاف من سلطان أو سجان أو قرصان، وأن نمشى على الأرض هوناً، قابضين على الحروف والجمر. رحل سفير الفقراء، عمنا الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، واروه الثرى، ودثروه بكلماته وشهقاته وزعقاته وآماله المجنحة، كومة عظم ونسيرات لحم طبخها الزمن على مهل، كانت تحمل بين طبقاتها النحيلة روحاً جسورة، ونفساً أبية، وتصنع رجلاً عاش كما يحلو له، غير عابئ برأى الناس فيه، فكل ما فوق التراب تراب. لم يكن «نجم» مجرد شاعر موهوب، بل كان تجربة، إنسانية ووطنية وفنية، وكان ظاهرة نضالية، وكان رمزاً لزمن، وعلامة على أجيال، كتب وغنّى رفيقه الشيخ إمام، فتراقص بين الضلوع الأمل، ورفرف العلم، وتعرى السلطان الجائر، ووجد الفقراء والحالمون لأنفسهم مكاناً بين زحام الكلام، وأناشيد محفورة فى الصدور. 84 عاماً كانت كافية لتضع اللمسات الأخيرة على حياة ميت سيعيش، وأوجاع قد آن لها أن تستريح، وقدمين نحيلتين جاء أوان قطافهما، لتتساقط المكابدات ذات اليمين وذات اليسار، فسبع مرات فى السجن وسبعين مرة على عتبات العوز، ولا مرة واحدة على باب الخوف، هكذا كان «نجم»، وسيظل فى ذاكرة كل من قرأوه أو سمعوا شعره يُغنَّى، أو أنصتوا إلى كلماته التى يطلقها من دون تهيب ولا تحسب، رصاصاً ومطراً، فيتساقط الأعداء محسورين، وينبت القمح والرياحين. فى ثورة 25 يناير رددنا كلماته فى الميدان، الذى ظل يحلم بامتلائه منذ السبعينات: «كل ما تهل البشاير من يناير كل عام يدخل النور الزنازن يطرد الخوف والظلام». وكلما ازداد القبح حولنا، وطفح الظلم، وتوحش الفاسدون المستبدون الناهبون الآكلون بلا شبع، فرموا بين أعيننا والوطن ستائر سوداء، استعدنا «نجم»، لنواصل حب مصر العظيمة من جديد: «كل عين تعشق حليوة وانتى حلوة فى كل عين». وصدحنا ورءوسنا تهتز فى فرح ومرح وامتنان وافتتان وإجلال وحب: «مصر يا أمّه يا بهية يا أم طرحة وجلابية الزمان شاب وانتى شابة هو رايح وانتى جاية». تتساقط كل يوم نجوم فى السماء، وتسقط أسمــاء فى الأرض. لكن هناك نجماً لن يسقط أبداً، اسمه الأول أحمد، فنحمد الله على كل حال، ونعزى أنفسنا فى رحيل هذا الرجل الكبير، فاللهم ارحمه واغفر له، وأنزله فسيح جناتك. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«نجم» لن يسقط أبداً «نجم» لن يسقط أبداً



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:34 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon