توقيت القاهرة المحلي 04:58:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عودة «الإخوان» إلى الدم (2-3)

  مصر اليوم -

عودة «الإخوان» إلى الدم 23

عمار علي حسن

(....) وكنا قد ظننا أن التكفير والعنف النابع من تصورات وفتاوى دينية قد ذهب إلى غير رجعة، بعد أن عانينا منه طويلاً منذ أربعينيات القرن العشرين على أيدى جماعة الإخوان ثم مطلع الألفية الثالثة على أيدى الجماعة الإسلامية ومختلف التنظيمات الجهادية، إثر سعى جماعات وتنظيمات اتخذت من الإسلام أيديولوجية لها إلى تطبيق ما سبق أن قاله فقيهها الميت الحى ابن تيمية: «أى من طائفة امتنعت عن تطبيق شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة والمتواترة، قوتلت عليها، والقتال لمجرد المنع لا على جحد الوجود». وظن البعض أن انخراط أتباع التنظيمات والجماعات الإسلامية فى الحياة السياسية من بابها المشروع سيقضى على ما تبقى من احتمال لوقوع العنف، لكن فُجعنا بعودة الإخوان أنفسهم، بعد أن تباهوا طويلاً وكثيراً بتطليق العنف إلى غير رجعة، إلى الاعتداء على معارضيهم، بقتلهم واعتقال بعضهم واحتجازهم وتعذيبهم واستجوابهم فى سماجة وقسوة ضارية، ثم توالى الاتهامات لهم بخطف شباب الثورة والاعتداء عليهم بإفراط، وتهديد آخرين بالسحل والقتل، بل وصل الأمر إلى حد تعزز الشكوك فى أن فرق الإخوان، التى سمعها الناس هديرها بهتاف «قوة.. عزيمة.. إيمان»، تدبر أعمال عنف من قبيل الحرق والتحرش الجنسى الممنهج بالفتيات لتخويف النساء من المشاركة فى الاحتجاجات على حكم الجماعة. ومع الإخوان، أو إلى جانبها، علينا أن ننظر إلى حلفاء الجماعة، الذين كنا نظن أنهم قد طلقوا العنف إلى غير رجعة، لكن ها هى الأيام تثبت أنهم إن كانوا قد أوقفوا العنف ضد السلطة وقت أن كانوا هم فى الحكم، فإنهم لم يتخلوا عنه حيال المجتمع بشتى أطيافه، ثم عادوا ليطلقوا العنف ضد الكل؛ السلطة والدولة والمجتمع، بل إن بعض حلفائهم من السلفيين لم يسلموا من هذا، حين انحازوا إلى ثورة 30 يونيو وأصبحوا جزءاً من خريطة الطريق التى انبثقت عنها. وقد عثرت أجهزة الأمن المصرية بعد قتل واعتقال أعضاء مجموعة إرهابية أُطلق عليها «خلية مدينة نصر» فى سبتمبر 2012 على وثيقة تسمى «فتح مصر» تبين وجود نية مبيتة لديها لممارسة العنف على نطاق واسع ضد الجميع، حيث رأت أن «قتال الجيش والشرطة واجب، وقتل الإعلاميين حلال، وقتال الصوفية واجب أيضاً لأنهم مشركون بالله». ووضعت الوثيقة ستة بنود رئيسية لأتباعها، بعد استشهادات بآيات وأحاديث التوى تأويلها وآراء فقهية نُزعت من سياقها. ويمكن ذكر ذلك على النحو التالى: 1- اكفروا بالطواغيت وعادوهم وأبغضوا من أحبهم أو جادل عنهم أو لم يكفّرهم، لأن مثل هذا قد كذب على الله وافترى، إذ فرض الله عليه الكفر بهم والبراءة منهم ولو كانوا إخوانه وأولاده. 2 - اقتلوا من أعان كافراً من المسلمين حتى لو صلى وصام، وكائناً من كان وحيث كان، سواء حاكم أم محكوم. 3- إن الإنسان إذا أظهر للمشركين الموافقة على دينهم، مداراة لهم ومداهنة لدفع شرهم، فإنه كافر مثلهم وإن كان يكره دينهم ويبغضهم ويحب الإسلام والمسلمين. 4- تولى الكفار كفر أكبر، وهم أربعة أنواع: المحب للكفار من المنادين بالديمقراطية أو الحداثيين، ومن أعان الكفار على المسلمين كالذى يعين النصارى واليهود، وكل من تحالف مع الكفار وعقد معهم حلفاً لمناصرتهم ولو لم تقع النصرة، ومن صنع ما يصنعه الكفار فى السياسة من تكوين برلمانات وهيئات ولجان كتلك السائدة فى بلاد الغرب. 5- لا يجوز تولية الكفار والنصارى مناصب مهمة، لا سيما بعد أن انقلبت الأحوال فى هذا الزمان باتخاذ أهل الكتاب وزراء. 6- كل أعوان الحكام من علماء الدين والكتاب والمفكرين والإعلاميين كفار، لأنهم يدعون دوماً إلى التصالح مع الحكومات الخارجة على الشريعة. إنها ذات الأفكار التى يتغنى بها «تنظيم القاعدة»، فهل للقاعدة وجود فى مصر عقب ثورة يناير منتهزاً فرصة وصول الإخوان إلى السلطة؟ (ونكمل غداً إن شاء الله تعالى). نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة «الإخوان» إلى الدم 23 عودة «الإخوان» إلى الدم 23



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon