توقيت القاهرة المحلي 18:18:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«تنظيم 7 الصبح» الحقيقى

  مصر اليوم -

«تنظيم 7 الصبح» الحقيقى

عمار علي حسن

هو أكبر تنظيم فى مصر، يملأ عيون العابرين والجالسين على المقاهى فى مساحة النور التى يلقيها النهار فى وجه الليل، ينفثون همومهم فى الأراجيل المتراصة، مسلات صغيرة للمصريين المعاصرين. تنظيم يأتى فى موعده، ولا يخلف أبدا وعدا، يتقاطر فى الشوارع الخلفية، كحبات المسبحة القديمة، ثم يتكور على نفسه، ليصنع حشده الخاص جدا، حول قدور معدنية ضخمة، يتصاعد البخار اللاهب من فوهاتها، التى تندس فيها يد معروقة قوية، تدور منتظمة كبندول الساعة، وسريعة كمحرك سيارة أجرة، لرجل جاء فى غبش الفجر ينتظر زبائنه الجوعى فى بقعة محشورة بين البنايات، تتلاصق فيها الأجساد التى تسعى إلى الرزق فى البكور. يتناثر الحشد، ويتجمع على طاولات قديمة، يرعى السوس فى سيقانها بهدوء عجيب، وتمتد الأيدى إلى «صحون» صغيرة من الألومنيوم الرخيص، ثم تلقى فى الأفواه ما يقيم الأود، ويعين على استمرار الأجساد المكدودة تتحرك فى فراغات لا تنتهى. معهم وقفت كثيرا، وكتبت ذات مرة على هامش من الجريدة المفرودة أمامى فوق الطاولة، قبل أن تحل اللقيمات فى فمى، وأنا أراقب رجلا نحيلا، ينتظر صحنه فى لهفة، ويكاد أن يمد يده فى صحون الجالسين بجانبه: «فى بطنه أحجار جافة حطب مسنون عويل وجنون يضربه يمينا ويسارا فتتساقط أنات الليل من خشب وحديد وبقايا صديد لتنام فى عرض شوارع لا تعرف أبدا أن الرجل الجالس جنبى يصرخ صمتا ليس مريضا وليس غريبا وليس شريدا لكنه فقط جائع». هذا هو «تنظيم 7 الصبح» الحقيقى فى بلدى، الذى ينساه الذين يجلسون فى كراسى السلطة الوثيرة وحلفاؤهم من رجال المال والأعمال الفاسدين والمخربين والمنافقين، وليس تنظيم فتيات الإخوان وطفلاتهم، اللاتى يلقى بهن قادة الجماعة فى وجه العاصفة، ويقفون عند لحظة حكم قضائى، أضنانا جميعا، ولا يبرحونها عند تعديل الحكم أو تخفيفه، فيفرحون كما فرحنا، لأنهم مصرون على المتاجرة بكل شىء، الدم والعرض، وحتى الوطن، وإلا ما كانوا انتظروا حتى يرفع شيخهم أردوغان يده بالأربعة كى يقلدوه كالببغاوات. وهذا ليس بمستغرب على أتباع «السمع والطاعة» الذين يريدون خطف لحظة 7 الصبح من أبطالها الحقيقيين كما خطفوا الثورة وكانوا يسعون إلى خطف الوطن كله. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تنظيم 7 الصبح» الحقيقى «تنظيم 7 الصبح» الحقيقى



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:34 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon