توقيت القاهرة المحلي 04:58:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«تنظيم 7 الصبح» الحقيقى

  مصر اليوم -

«تنظيم 7 الصبح» الحقيقى

عمار علي حسن

هو أكبر تنظيم فى مصر، يملأ عيون العابرين والجالسين على المقاهى فى مساحة النور التى يلقيها النهار فى وجه الليل، ينفثون همومهم فى الأراجيل المتراصة، مسلات صغيرة للمصريين المعاصرين. تنظيم يأتى فى موعده، ولا يخلف أبدا وعدا، يتقاطر فى الشوارع الخلفية، كحبات المسبحة القديمة، ثم يتكور على نفسه، ليصنع حشده الخاص جدا، حول قدور معدنية ضخمة، يتصاعد البخار اللاهب من فوهاتها، التى تندس فيها يد معروقة قوية، تدور منتظمة كبندول الساعة، وسريعة كمحرك سيارة أجرة، لرجل جاء فى غبش الفجر ينتظر زبائنه الجوعى فى بقعة محشورة بين البنايات، تتلاصق فيها الأجساد التى تسعى إلى الرزق فى البكور. يتناثر الحشد، ويتجمع على طاولات قديمة، يرعى السوس فى سيقانها بهدوء عجيب، وتمتد الأيدى إلى «صحون» صغيرة من الألومنيوم الرخيص، ثم تلقى فى الأفواه ما يقيم الأود، ويعين على استمرار الأجساد المكدودة تتحرك فى فراغات لا تنتهى. معهم وقفت كثيرا، وكتبت ذات مرة على هامش من الجريدة المفرودة أمامى فوق الطاولة، قبل أن تحل اللقيمات فى فمى، وأنا أراقب رجلا نحيلا، ينتظر صحنه فى لهفة، ويكاد أن يمد يده فى صحون الجالسين بجانبه: «فى بطنه أحجار جافة حطب مسنون عويل وجنون يضربه يمينا ويسارا فتتساقط أنات الليل من خشب وحديد وبقايا صديد لتنام فى عرض شوارع لا تعرف أبدا أن الرجل الجالس جنبى يصرخ صمتا ليس مريضا وليس غريبا وليس شريدا لكنه فقط جائع». هذا هو «تنظيم 7 الصبح» الحقيقى فى بلدى، الذى ينساه الذين يجلسون فى كراسى السلطة الوثيرة وحلفاؤهم من رجال المال والأعمال الفاسدين والمخربين والمنافقين، وليس تنظيم فتيات الإخوان وطفلاتهم، اللاتى يلقى بهن قادة الجماعة فى وجه العاصفة، ويقفون عند لحظة حكم قضائى، أضنانا جميعا، ولا يبرحونها عند تعديل الحكم أو تخفيفه، فيفرحون كما فرحنا، لأنهم مصرون على المتاجرة بكل شىء، الدم والعرض، وحتى الوطن، وإلا ما كانوا انتظروا حتى يرفع شيخهم أردوغان يده بالأربعة كى يقلدوه كالببغاوات. وهذا ليس بمستغرب على أتباع «السمع والطاعة» الذين يريدون خطف لحظة 7 الصبح من أبطالها الحقيقيين كما خطفوا الثورة وكانوا يسعون إلى خطف الوطن كله. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تنظيم 7 الصبح» الحقيقى «تنظيم 7 الصبح» الحقيقى



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon