توقيت القاهرة المحلي 16:22:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاجل إلى وزير الداخلية: هناك شىء خطأ

  مصر اليوم -

عاجل إلى وزير الداخلية هناك شىء خطأ

عمار علي حسن

حين يقوم ضابط برتبة مقدم اسمه تامر شعبان بكتيبة «طرة أ» فى ليمان طرة بضرب مجند ضربا مبرحا حتى يتورم وجهه، ثم يسب أمه بألفاظ نابية، أتى بها من البيئة التى انحدر عنها، وكل هذا بلا سبب، إنما يريد الضابط المنفلت المغرور أن يجرب فحولته الزائفة فى مجند، لا حول له ولا قوة، ثم يصرخ فى وجهه: «أنا لا تعنينى وزارة الداخلية»، وهو ضابط ساء سلوكه فى «المباحث الجنائية» فعوقب بنقله إلى الأمن المركزى، لكنه لا يريد أن يتعظ، ويواصل ساديته المفرطة فى الاعتداء على المجندين، الذين يتوهم، هو وأمثاله من المتعجرفين الفارغين، أنهم عبيد إحسانه، دون أن يجد فى رحلته الطويلة بالشرطة من يعلمه أنه يجب أن يتصرف كرجل قانون وليس كبلطجى مأجور، أو عربيد مخمور، أو شخص بدائى يعيش شبه عار فى غابة مفتوحة. هناك شىء خطأ.. حين يتصل بى، عند الرابعة فجرا، رجل من قرية «سلامون» مركز الشهداء بالمنوفية، ولا يحجزه عن البكاء سوى الكبرياء ليستغيث بى من ملازم أول أوقفه هو وصاحبه فى شارع بورسعيد، أمام مديرية أمن القاهرة، وهما ذاهبان لصلاة الفجر فى مسجد السيدة نفيسة، وتعمد إذلالهما. وقد كانا فى سيارتهما، وطلب منهما التوقف، وهو يرتدى الزى المدنى، فسأله أحدهما عن هويته، وهذا حقه، فسخر منهما، وبعد أن أظهر لهما «الكارنيه» طلب منهما بطاقتيهما، فمداهما إليه، وقال له أحدهما، وهو ممن شاركوا بقوة فى ثورتى يناير ويونيو وأنا شاهد على هذا: حمدا لله على عودة الشرطة إلى الشعب بعد ثورة يونيو، فتجهم الضابط فى وجهه، وقال له باستخفاف: بلاش أوهام. وتعمد أن يجرى مكالمة هاتفية مطولة مع سيدة يسمعها غزله، وربما سخفه، وتركهما واقفين فى انتظاره، بعد أن أدار لهما ظهره، ولم يكن ينقصه سوى أن يقول لهما العبارة الإخوانية الشهيرة: موتا بغيظكما. هناك شىء خطأ.. حين يسلم جهاز «الأمن الوطنى» بعض ما لديه من تسجيلات إلى وسائل إعلام مرئية، وتحديدا إلى مذيعين مقربين منه أو على علاقة متينة به قبل ثورة يناير، ليقوموا بدور المبلغ والمحرض والمشوه للثورة، ويقودون حملة غبية ساذجة لتشكيك الشعب فى نفسه، فهو صاحب ثورة يناير وبطلها، لمجرد أن حفنة من الأشخاص عليهم شبهات تلقى أموال من الخارج، أو التدرب على الاحتجاج السلمى فى مؤسسات غربية. وكأن هذا الجهاز، الذى قال إنه قد تغير، يدافع عن أخطائه وخطاياه هو وبعض الضباط المنحرفين فى المباحث العامة والفاسدين فى شرطة التموين وغيره من الشرطة الخدمية وجهاز القمع المنظم فى الأمن المركزى، ممن قهروا الشعب، وجعلوا الناس ترتاح لاختيار يوم عيد الشرطة لانطلاق الثورة، لأن كل هؤلاء لم يتصرفوا كرجال قانون يحمون المجتمع، بل كحراس للسلطان الفاسد الجائر. والأغلبية الكاسحة من الناس لم تقابل رئيس الجمهورية الأسبق ولا نجله الذى كان يجهزه لوراثته ولا علية القوم المتحلقين حولهما، إنما كانت ترى السلطة متجسدة فى رجال الشرطة، ضباطا وصف ضباط وجنودا، وبكراهيتهم كرهت مبارك ونظامه، إلى جانب سلوكيات النظام الأخرى من فساد واحتكار وانحياز للأغنياء وتزوير الانتخابات وتوسيد المنافقين وقليلى الكفاءة. فيا وزير الداخلية.. أمثال هؤلاء الضباط المتغطرسين والمنحرفين يعيدون اليوم بناء الجدار النفسى العازل مع الناس، ويسيئون حتى إلى زملائهم المحترمين ممن اتعظوا من الثورة أو أولئك الذين كانوا يراعون القانون فى تصرفهم، ويخشون الله فى تدبيرهم، ويؤمنون بأن دورهم الأساسى هو حماية الناس لا البطش بهم، كما يهيلون ترابا كثيفا على الجهد الكبير الذى تقوم به الشرطة الآن فى مكافحة العنف والإرهاب، والثمن الباهظ الذى يدفعه الشرفاء من ضباطها فى سبيل حماية الوطن من شر المتطرفين والإرهابيين. وكل هذا لأن وزراء الداخلية لم يطهروا وزارتهم بعد الثورة، وبعض ضباط الشرطة، ولا أقول كلهم، يرفعون اليوم شعارا ساذجا اسمه: «عاد لينتقم» ولا يدرون أن الزمن قد تغير، والناس لن تصمت على ظلم أو ضيم أو إذلال، والسلطة المتأبدة فى الحكم التى كانت تحميهم وتطلق يدهم صارت من علامات الماضى. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاجل إلى وزير الداخلية هناك شىء خطأ عاجل إلى وزير الداخلية هناك شىء خطأ



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon