توقيت القاهرة المحلي 13:49:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كنز الطرق الصوفية المنسى (١-٢)

  مصر اليوم -

كنز الطرق الصوفية المنسى ١٢

عمار علي حسن

قبل خمسة عشر عاماً قابلت فى القاهرة باحثة أمريكية تعد رسالة للدكتوراه عن ظاهرة «موائد الرحمن» الرمضانية. وقبل سنوات تعرفت على باحث فرنسى يعد أطروحة مماثلة عن «الحدائق العامة فى القاهرة». وعلى مدار مسيرتى العلمية والبحثية طالعت العديد من الدراسات التى تهتم بظواهر وأشكال اجتماعية صغيرة، وتخرج منها بنتائج غاية فى الدقة والرصانة. وتذكّرت فى كل هذا ما تعلمناه من أساتذتنا الكبار من أن النظريات الكبرى خرجت من رحم التجارب الحياتية أو الميدانية الصغيرة. وحلّت كل هذه المعانى فى رأسى مرة واحدة وأنا أتابع ما كانت تتناقله صحف القاهرة قبل سنوات عن قيام السفير الأمريكى الأسبق فى مصر بالذهاب سنوياً إلى مولد أحد أقطاب الصوفية وهو «السيد أحمد البدوى» الذى يقام بمدينة طنطا فى قلب الدلتا. وقلت وقتها إن السفير الأمريكى يريد أمرين؛ الأول هو التقرب إلى المصريين فى إطار سياسة تحسين صورة أمريكا، والثانى هو اختبار الاستراتيجية الأمريكية التى تريد أن تعتمد التصوف طريقاً للإسلام بديلاً من التنظيمات والجماعات السياسية ذات الإسناد الإسلامى، استناداً إلى قدرة الصوفية التركية على استيعاب قيم الحداثة والعلمانية، وهو المسار الذى تخلت عنه واشنطن فيما بعد، وراحت تتعاون مع جماعة الإخوان لتحقق الهدف ذاته، سواء باستيعاب التنظيمات الإرهابية واحتوائها، أو بتأمين مصالح أمريكا فى الشرق الأوسط. لكن برق فى خاطرى أمر مهم على ضفاف هذا التحليل السياسى السريع، وهو سؤال عما فعلنا نحن فى معاهدنا وجامعاتنا لدراسة تجربة «التصوف» من الناحيتين الاجتماعية والسياسية، بعد أن أضحت الطرق الصوفية ظاهرة اجتماعية لا يمكن إهمالها. وقلت فى نفسى: رغم اهتمام الأدباء والفلاسفة بالصوفية والمتصوفة إلا أن حقل الدراسات الاجتماعية ومنها السياسية لا يزال يحتاج إلى بذل جهد أكثر لوضع هذه الظاهرة تحت مجهر البحث. عندها دار سؤال آخر فى ذهنى مفاده: أى المداخل والاقترابات العلمية يمكن التعامل بها مع الصوفية بعد أن فارقت صوامعها وأصبحت ظاهرة اجتماعية أقرب فى كثير من الأحيان إلى الفلكلور منها إلى الدين؟ ووجدت إجابات عديدة، إذ يمكن دراسة الطرق الصوفية كأحد روافد التيار الإسلامى على اعتبار أن المتصوفين ينادون بتطبيق الشريعة الإسلامية مثل مختلف الجماعات التى ترفع الإسلام شعاراً سياسياً لها، ويمكن دراستها على الوجه الآخر كتنظيم مضاد للحركة الإسلامية المتصارعة على السلطة من منطلق رفضها لأطروحات الراديكاليين بل ووصفها بالتطرف ونعتها بالإرهاب. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كنز الطرق الصوفية المنسى ١٢ كنز الطرق الصوفية المنسى ١٢



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon