توقيت القاهرة المحلي 13:49:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثمن إسقاط الإخوان

  مصر اليوم -

ثمن إسقاط الإخوان

عمار علي حسن

هناك من يزعم الآن أن الشعب لو ترك الدكتور محمد مرسى جالسا على الكرسى، وبلع الناس ألسنتهم وقيدوا أياديهم فلم يخرجوا ثائرين على حكم جماعة الإخوان فإن مصر كانت ستتجنب أعمال الإرهاب الأسود التى تواجهها اليوم. وقبل أن أجيب سأدعو القارئ الكريم إلى أن يتبعنى صابرا فى الخطوات الآتية: 1- إسقاط أى نظام حكم مستبد أو فاشل أو فاسد فى أى دولة فى العالم له ثمن، لأن رجال هذا النظام سيقاومون بكل ما لديهم من إمكانيات لإفشال عملية التغيير أو إعادة عقارب الساعة إلى الوراء دفاعا عن مصالحهم ومنافعهم وربما تصوراتهم ومعتقداتهم. وهذا الأمر ينطبق على الإخوان كما ينطبق على المنتفعين من نظام مبارك، الذين شكلوا «زبائنية» تحلقت حوله وحول نجله وتضم كبار رجال الجهاز الإدارى للدولة، وكبار رجال الأمن وبعض قيادات القوات المسلحة أيام حكم مبارك، ووجهاء الحزب الحاكم، وأصحاب الحظوة من رجال المال والأعمال ومن معهم من السماسرة، وكبار الملاك فى الريف وكبار العائلات وبعض شيوخ القبائل. وإذا كان الإخوان قد سلكوا العنف والإرهاب فى سبيل استعادة السلطة، لأن أفكارهم وتحالفاتهم تؤدى إلى هذا، فإن بقايا نظام مبارك استعملوا وسائل ناعمة فى سبيل الدفاع عن وجودهم ومصالحهم. 2- كان الجميع يتوقعون أن إسقاط الإخوان عن الحكم له ثمن كبير، بل إن المواطن البسيط، وحسب مقابلات قمت بها بنفسى قبل ثورة 30 يونيو، كان يتوقع أن يكون الثمن فادحا وجارحا، وأكبر بكثير مما يدفع الآن. 3- أى ثمن يدفع الآن أقل بكثير من ثمن بقاء الإخوان فى الحكم مدة أطول، فى ظل غياب مشروع لديهم، وخيانتهم للثورة، وتآمرهم على البلد فى ركاب مشروعهم الأممى الذى يزعم السعى إلى «أستاذية العالم» وتحالفهم مع التنظيمات التكفيرية والإرهابية، وأجهزة استخبارات أجنبية، لتهديد الأمن القومى لمصر. 4- لو استمر مرسى فى السلطة كان سيستخدم الإرهاب وسيلة أساسية للدفاع عن حكم الإخوان، فى ظل تحالف الجماعة مع التكفيريين والإرهابيين. وقد ظهر هذا الأمر جليا فى حصار مجموعة «حازمون» للمحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامى، وحرقهم مقر حزب الوفد وجريدة الوطن، ووقوفهم إلى جانب مرسى فى الصالة المغطاة لاستاد القاهرة ليهددوا كل المصريين بالويل والثبور وعظائم الأمور، وعلى منصة «رابعة» قبل ثورة 30 يونيو وقف من يقول: «سنسحقهم» وآخر ينشد: «أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها» وثالث يؤكد: «مائة ألف مسلح جاهزون للزحف إلى القاهرة إن خرج الناس مطالبين بإسقاط الحكم»، ورابع يشير إلى أن قنابل ستزرع بين المجموعات المحتشدة من المتظاهرين السلميين، وتحصد منهم ما تشاء. ولو صبرنا سنة أخرى، ربما سعى الإخوان إلى تكوين ميليشيات داخلية مسلحة، سواء من خلال دولاب الدولة، على غرار «الباسيج» الإيرانى، أو خارج نطاق الدولة، وهى مسألة ليست مستبعدة على جماعة أصرت على أن تكون «دولة داخل الدولة» ورفضت طيلة الوقت تقنين أوضاعها حتى بعد أن وصلت إلى الحكم. معنى هذا أن إرهاب الجماعة كان قادما فى كل الأحوال، وربما يكون أقوى وأفدح وهم فى السلطة عن درجته حين فقدوها وينازعون عليها أو يسعون إلى إنهاك الدولة أو الانتقام من المصريين مثلما يحدث الآن. ولا يفوتنا فى هذا المقام أن نقول إن هناك ثمنا آخر يدفعه بعض الإخوان الآن، ممن كانوا يعارضون ترشيح الجماعة مرشحا للرئاسة، أو انتهاجها العنف أو إهمالها الجانب الدينى لحساب الصراع على السلطة، فهؤلاء وضعهم قادة الجماعة من القطبيين والمتحالفين مع مشروعات سياسية خارجية إقليمية ودولية، فى مهب الريح. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثمن إسقاط الإخوان ثمن إسقاط الإخوان



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon