توقيت القاهرة المحلي 16:22:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكاية الدساتير المصرية

  مصر اليوم -

حكاية الدساتير المصرية

عمار على حسن

  قبل نحو سنة ونصف السنة أهدانى الكاتب الصحفى الأستاذ محمد حماد كتابا جمع فيه الدساتير المصرية حتى الإعلان الدستورى الذى أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد ثورة يناير، لأضعه فى مكتبتى، بعد مطالعته، إلى جانب كتاب جمعه ألبرت شفيق وأعطاه عنوان: «الدستور المصرى والحكم النيابى فى مصر من 1866 حتى 1923»، بعدها أصدر الشاعر والكاتب الصحفى الأستاذ ماهر حسن كتابا صادرا عن «الهيئة العامة لقصور الثقافة» عنوانه: «حكاية الدساتير المصرية فى مائتى عام» والذى بذل فيه جهدا فائقا لجمع مسودات المحاولات الدستورية منذ محمد على باشا الذى تولى حكم مصر سنة 1805 وحتى دستور 2012، المعروف لدى الناس بـ«دستور الإخوان»، والأخير لا يكتفى برصد مواد تلك الدساتير، بل عالج ما كان يحيط بصناعتها من أحوال سياسية واجتماعية وقانونية، وذلك بلغة سلسلة، لا تستغلق على أفهام من ليس لديهم خبرة عميقة بالدساتير ولا إلمام قوى بالسياسة ودهاليزها. وهذه الكتب تفيدنا كثيرا، لأنها تحقق عشرة أهداف يمكن ذكرها على النحو التالى: 1- تعميق الثقافة الدستورية بشكل خاص والثقافة السياسية بشكل عام، لدى الجماعة الوطنية، وهذه مسألة غاية فى الأهمية، لأن هذين اللونين من الثقافة يعززان الوعى السياسى والمشاركة والانخراط فى صناعة القرار ومحاسبة السلطة على أى تجاوز. 2- تمنحنا هذه الكتب فرصة جيدة للمقارنة بين الدساتير المتتابعة، لنعرف ما إذا كنا نتقدم إلى الأمام نحو بناء دولة حديثة أم نتقهقر إلى الخلف، أم نقف فى مكاننا لا نبرحه. 3- تجعلنا هذه الكتب نختبر بسهولة علاقة النص الدستورى بالممارسة الفعلية، من خلال تتبع تطبيق مواد الدستور فى الواقع المعيش، لنعرف ما إذا كانت السلطة التزمت بها، أم جعلتها حبرا على ورق، أو قيدتها وفرغتها من مضمونها عبر القوانين والتشريعات التالية على إقرار الدستور. 4- جمع هذه الدساتير يطلعنا على المحطات الفارقة فى تاريخ أمتنا، لأن عملية إنتاج الدستور ترتبط غالبا بلحظات تاريخية مختلفة ومغايرة وفارقة. 5- يمكن أن نستفيد من تحليل نصوص تلك الدساتير المتتابعة فى الوقوف على علاقات القوة فى المجتمع، اتكاء على تصور يقول إن القانون تضعه الفئة أو الطبقة المهيمنة، أو يعبر، على الأقل، عن مستوى التدافع الاجتماعى والقوى المنخرطة فيه. 6- تضعنا تلك الدساتير فى فهم تطور النظام السياسى والاجتماعى فى مصر، ولذا تستفيد الدراسات التى تتصدى لهذه المسألة من عملية الإحالة إلى الدساتير وغيره من الأطر التشريعية التى تحكم عملية التطور تلك. 7- يعد الدستور محكا رئيسيا لاختبار مدى نجاح الثورة من عدمه، فما يحتويه من مواد يحدد ما إذا كانت أهداف الثورة قد تُرجمت وتجذرت فى النص الأساسى الذى يحكم الدولة أم لا. فإذا عكس الدستور مبادئ الثورة ومطالبها وأهدافها يمكننا أن نقول باطمئنان إن الثورة فى طريقها إلى النجاح، والعكس صحيح. 8- يعكس رصد وتحليل الخلفيات المهنية والاجتماعية والنوعية للجان التى صنعت الدساتير مستوى إيمان المجتمع بالتعددية من عدمه. 9- تبين الدساتير طريقة التفكير السياسى والاجتماعى فى لحظة صناعتها، وإدراك المجتمع لنفسه والعالم من حوله وإيمانه بدوره ومهمته ووظيفته. 10- هذا الجهد مفيد للباحثين فى القانون الدستورى وفى العلوم السياسية على حد سواء.  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية الدساتير المصرية حكاية الدساتير المصرية



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon