توقيت القاهرة المحلي 13:49:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جماعة «إخوان مبارك»

  مصر اليوم -

جماعة «إخوان مبارك»

عمار علي حسن

فى بحث لى عن موقف الإخوان من «الإصلاح السياسى» كتبته سنة 2003 قلت هذه العبارة: «الإخوان لا يريدون إصلاحا شاملا ولا تغييرا جذريا لنظام مبارك، إنما يسعون إلى وراثته، ثم إدارة فساده واستبداده لصالحهم». وفى 13 يونيو 2007 نشرت مقالا فى صحيفة «المصرى اليوم» تحت عنوان: «هل يعمل مبارك لصالح الإخوان؟»، وهذا رابطه http://today.almasryalyoum.com/article2.aspx?ArticleID=64455)، وعدت فى 5 مايو 2010 لأكتب مقالا فى الصحيفة نفسها عنوانه: «هل يعمل الإخوان لصالح مبارك؟»، وهذا رابطه: (http://www.almasryalyoum.com/news/details/205900). وكان المضمون التحليلى الذى حواه المقالان يبرهن على أن نظام مبارك والإخوان يتبادلان المنافع، ويسند كل منهما الآخر، وإن أظهرا عداء فى العلن، أو قامت السلطة بإجراءات تعسفية ضد الإخوان، فهى كانت حريصة على أن يبقوا لتستخدمهم فزاعة للغرب، بعد أن استخدمهم السادات، وهو من أتى بمبارك، سيفا لضرب اليسار المصرى، وهيل التراب على كل مكتساب العدل الاجتماعى التى جاءت مع جمال عبدالناصر. الآن يتحدث الإخوان عن مخاوف عودة نظام مبارك، وهى مسألة تدعو للضحك، إذ إنها تفترض أن هذا النظام قد رحل كى يعود، فنحن نقول على مدار ثلاث سنوات تقريبا: «سقط رأس النظام وبقى جسده»، كما تفترض أن الإخوان ليسوا امتدادا لمبارك، أو الوجه الآخر له، وما هم إلا «مبارك بلحية»، كما عبر كثيرون، وقد ضحكت كثيرا بعد وصولهم إلى السلطة حين وجدتهم يتحدثون بالطريقة نفسها التى كان يتحدث بها بعض رجال مبارك، مع بعض الحدة والحماقة، وقلت يومها لأحد قيادتهم فى مواجهة تليفزيونية: «إنكم تجسدون نظرية الضحية التى تتماهى مع جلادها». وبعد مقالى الذى نشرته «الوطن»، أمس الأول، تحت عنوان «ثمن سقوط الإخوان»، علق عليه الصحفى الأستاذ عماد الأزرق على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» قائلا: «مقال رائع جدا يا دكتور عمار كالمعتاد.. ولكن: هل من بين ثمن إسقاط الإخوان أن يعود الجهاز البوليسى القمعى إلى سيرته الأولى وأكثر وحشية؟ وهل من بين ثمن إسقاط الإخوان أن يتم تشويه كل من شاركوا فى ثورة 25 يناير بمن فيهم الشهداء؟ وهل من بين ثمن ذلك أن تعود الوجوه القميئة والكريهة للنظام البائد لتطل علينا مجددا وهى تخرج ألسنتها للجميع؟ وهل من بين ثمن ذلك أن نعود إلى اللعبة الجهنمية القديمة إما فساد الحزب الوطنى أو تطرف وغباء وجهل الآخرين؟ وهل يظل المواطن العادى البسيط يدفع من أحلامه وآماله وآلامه ثمن إسقاط نظام مبارك الفاسد والإخوان الجاهل وما يتبع من أنظمة؟». ورددت عليه فى الموقع نفسه قائلا: «شكرا يا عماد، هواجسك مشروعة وأسئلتك كذلك، وهو ما يجب أن نعمل على التصدى له الآن بكل قوة وعزم، لكن مقولاتك تفترض أن نظام الإخوان لم يكن الوجه الآخر لنظام مبارك، ولم يتعايش معه، ولم يرفض محاكمة رموزه برفض إصدار قانون العزل أثناء برلمان الإخوان، إلا فى اللحظة التى ترشح فيها عمر سليمان، أو إخفاء نتائج تقرير تقصى الحقائق، ومساومة رجال نظام مبارك على ما فيه، أو بدخول حسن مالك فى مفاوضات مع رجال الأعمال الفاسدين ليتقاسموا معهم الثروة على حساب الشعب المسكين، أو باللقاءات التى كان يعقدها سعد الكتاتنى مع قيادات الوطنى فى المحافظات للترتيب للانتخابات البرلمانية التى لم تتم، أو بحلول مرسى نفسه ضيفا على بعض رموز الحزب خلال تجوله بين جولتى الانتخابات الرئاسية، فضلا عن التوجه الرأسمالى الاحتكارى، والترتيب للتأبد فى الحكم، ولا تنسَ ما قاله المرشد محمد عاكف فى حوار «آخر ساعة» من أن ليس لديه مانع من ترشح جمال مبارك للحكم، وكيف مدح مبارك بإفراط، ولا تنسَ قول مرسى: أخلينا الدوائر لرجال وطنيين مثل زكريا عزمى وأحمد عز، وبالتالى كل هذه الوجوه كانت ستعود لتطل أيضاً من تحت إبط المرشد.. لكنى أراهن على الشعب فى جولات الانتخابات المقبلة أنه سيصحح المسار، وأراهن على شباب لم يحد أبدا عن طريق الثورة الحقيقى الذى يؤمن بأنها وسيلة لبناء الوطن وليس هدمه، ويجب ألا ننسى أن من سرق ثورة يناير يعود اليوم يتحدث باسمها ليدلس على الناس من جديد، مع أن الصحفى الإخوانى العامل بالجزيرة أحمد منصور قالها صريحة من على منصة رابعة: يجب أن نعود لتخويف الشباب على ثورة يناير حتى ينضموا إلينا، وبالطبع لم يقل: لنضحك عليهم من جديد». الثورة لن يحقق مطالبها المنافقون والفاسدون، ولا المتآمرون والإرهابيون، إنما الثوار المخلصون ومعهم جموع الشعب المعلم، صاحب الكلمة الأخيرة، والبطل الحقيقى للثورة. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جماعة «إخوان مبارك» جماعة «إخوان مبارك»



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon