توقيت القاهرة المحلي 12:59:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يحيى حسين عبدالهادى

  مصر اليوم -

يحيى حسين عبدالهادى

عمار علي حسن

عندما يأتى مساء غد الخميس سنكون، بمشيئة الله، على موعد مع تكريم واحد من أبرز الشرفاء فى بلدنا، محارب الفساد والرجل الوطنى المحترم المهندس الكفء يحيى حسين عبدالهادى، بمقر «مركز إعداد القادة» بالعجوزة، بمناسبة خروجه إلى المعاش عند سن الستين، رافضا مد خدمته، كما يفعل أغلب المسئولين فى بلادنا من عبدة المناصب، الذين يوصدون كل الأبواب أمام جيل جديد من الطامحين ذوى الكفاءة. ولد يحيى حسين بالقاهرة فى الخامس من فبراير سنة 1954، لأب كان يعمل قاضيا، وهو ذو خلفية أزهرية، فأورثه التمسك بالعدل، والتدين الوسطى المستنير. وحين انتقل للعمل بأسيوط ألحق نجله بمدارسها، فكان من أوائل المحافظة فى جميع مراحل التعليم الأساسى. وإلى جانب النبوغ العلمى تشرّب الرجل فى شبابه حب الوطن، ففى سنة 1972، ورغم إعفائه طبياً من الخدمة العسكرية وحصوله على مجموعٍ عالٍ يؤهله لدخول أى كليةٍ (بما فيها الطب)، فإنه فضّل الانضمام للقوات المسلحة أملاً فى الاشتراك فى معركة تحرير سيناء، فالتحق بالكلية الفنية العسكرية سنة 1972 وتخرج فيها سنة 1977 بتقدير امتياز، وظل يخدم بلده فى هذا المجال إلى أن ترك الخدمة فى جيش الشعب سنة 1992. لم ينزوِ الرجل، عف اللسان ومتقد الجنان، فى بيته يجتر أيام الجندية الراسخة، بل واصل جهاده فى الخدمة المدنية اعتباراً من 1992 لأكثر من 20 عاماً أخرى، حيث عمل بالحكومة وقطاع الأعمال العام والخاص، واشتهر بالنجاح فى كافة المواقع التى توّلاها، ومن بينها مواقع قيادية من المستوى الأول مثل: رئيس مصلحة حكومية كبيرة، رئيس مجلس إدارة شركة كبيرة، ووكيل أول وزارة، وفى ركابها شارك فى إنشاء مركز إعداد القادة لإدارة الأعمال سنة 1992، وتدرج فيه إلى أن أصبح مديراً له سنة 2004. ولم يكتف الرجل بمرتب الوظائف وحوافزها وترقياتها، كغيره، بل أخذ على عاتقه محاربة الفساد، ووقف فى وجه العاصفة صلباً لم يلن ولم ينكسر، حيث قدم سنة 2006 بلاغاً شهيراً، فضح فيه فساد صفقة شركة «عمر أفندى» وكان أول شاهدٍ كبيرٍ من أهل الخصخصة كعضوٍ فى لجنة تقييم عمر أفندى وكان وقتها رئيساً لإحدى شركات القطاع العام الكبرى ومرشحاً لمناصب عليا فى الدولة، ودفع ثمن موقفه عزلاً كاملاً من كافة المواقع التى كان يحتلها، فعاد إلى مركز إعداد القادة محاضراً بلا محاضراتٍ، واستشارياً بلا استشارات، طوال السنوات الخمس السابقة على سقوط نظام مبارك، لكنه صبر وصابر ورابط. وجهاد هذا الرجل، المتواضع فى كبرياء، لم يقف عند هذا الحد، بل كان فى الصفوف الأولى لمعظم الحركات التى قاومت نظام مبارك ومهّدت لثورة يناير، حيث كان عضواً باللجنة التنسيقية لحركة «كفاية»، وعضو الأمانة العامة لـ«الجمعية الوطنية للتغيير»، وكان من مؤسسى حركة «لا لبيع مصر» واختير منسقاً عاماً لها، وهى الحركة التى تصدت للفساد فى برنامج الخصخصة وأوقفته تماماً، ونجحت كذلك فى إيقاف بيع البنوك الوطنية بعد إفشال بيع بنك القاهرة، وأفشلت مشروع الصكوك الشهير، بعدها ساهم فى التخطيط والتنفيذ لثورة الشعب المصرى فى يناير 2011 وكان ضمن حشد أول مظاهرة دخلت ميدان التحرير ظهر 25 يناير. وقد طُرِح اسم المهندس يحيى حسين كثيراً كوزير، وأحياناً كرئيس وزراء، فى كل الحكومات المتعاقبة بعد الثورة ولكن شيئاً ما حال دون استفادة بلدنا من خبرته ووطنيته، فقرر العودة لإدارة مركز إعداد القادة فى مايو 2011 بناء على مطالبات العاملين، وتفرغ تماماً لقيادة المركز فتحول، تحت قيادته، إلى الأشهر بين كل المؤسسات المشابهة على مستوى العالم العربى، وأصبح مركزاً للإشعاع الثقافى، ومنبعاً لدر أموال إلى خزينة الدولة، وفتح أبوابه أمام كل القوى السياسية، من دون تمييز، فضاق به الإخوان ذرعاً وقت توليهم الحكم، فأقاله وزير الاستثمار الإخوانى قبل ثورة 30 يونيو بيومين، ورد العاملون بالمركز باعتصام حازم حاسم، ومنعوا تنفيذ القرار حتى أزال الله الغمة بأيدى الشعب. اليوم يخرج الرجل إلى المعاش، وهو قادر على العطاء، حاملاً فوق ظهره وفى رأسه خبرة عميقة، وجدارة راسخة، ووطنية خالصة، وزهداً فى أى مجد ذاتى، ورغبة متجددة فى خدمة مصر، ولا أتصور ألا يكون بمكان يليق به فى صدارة الجهاز الإدارى والسياسى للدولة خلال الفترة المقبلة، إن كان هناك حقاً من هو جاد فى أن ينهض ببلدنا العريق من كبوته، ويقيله من عثرته، ويرفع هامته بين الأمم. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يحيى حسين عبدالهادى يحيى حسين عبدالهادى



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon