توقيت القاهرة المحلي 16:49:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النكتة السياسية

  مصر اليوم -

النكتة السياسية

عمار علي حسن

دعتنى السيدة رانيا رفعت، مديرة «ملتقى البرجولا»، لإلقاء محاضرة عن توظيف المصريين للنكتة السياسية فى النضال والمقاومة المدنية عند السادسة مساء اليوم الجمعة، فاستعدت تلك المحاولة التى قام بها أستاذنا الدكتور عبدالوهاب المسيرى، رحمة الله عليه، قبل ثورة يناير بخمس سنوات لعقد محاضرة مماثلة فى «ساقية الصاوى» لكن الأمن رفض عقدها، فأصر هو أن يعقدها فى شارع 26 يوليو بالقرب من الساقية، بعد أن تجمع جمهور ليس بالقليل حوله، ووقف يومها يسرد على الأسماع كل النكت الجديدة المتداولة فى المجتمع المصرى آنذاك، ويحللها بأسلوبه الرائع. وفى كتابى «التغيير الآمن: المقاومة السلمية من التذمر إلى الثورة» هناك فصل عن «المقاومة بالحيلة» يحوى جزءا عن توظيف النكتة والكاريكاتير فى هذا النوع من المقاومة. وسبق أن ألف الأستاذ عادل حمودة كتابا بعنوان «النكتة السياسية» وآخر عن النكت التى كانت تطلق عن اليهود فى مصر وغيرها. وهناك حكام تعاملوا مع النكتة بوصفها وسيلة لقياس الرأى العام، فالرئيس جمال عبدالناصر طلب اجتماعا عاجلا لفريق وزارى ذات يوم للتباحث حول وضع التموين فى البلاد بعد أن سمع نكتة تقول «مرة واحد سمع عن توزيع سكر فى الإسكندرية، فجرى على الموقف وركب ميكروباص، وجاء السواق عند بنها، وقال له: انزل هنا يا عمنا. فنظر الرجل إليه وقال له: بس دى بنها، فضحك السواق وقاله: بس هنا آخر الطابور». وكان الرئيس السادات يطلب من المقربين منه أن يقولوا له آخر النكت التى يتداولها الناس، ومنها تلك التى تم توجيهها إلى شخصه، وإلى سياساته، أما مبارك فقد تعامى وتغافل عن السؤال عن النكت فراح ينعزل عن الناس شيئا فشيئا، حتى قامت ثورة يناير وخلعته. وفى 2009 كتبت مقالا بعنوان «سر اختفاء النكتة السياسية» قلت فيه إن المصريين طالما كفوا عن إنتاج نكت جديدة يسخرون بها من الحاكم وينفسون عن المكبوت فى أنفسهم فإنهم يستعدون أو يتهيأون لعمل إيجابى كبير، وهو ما جاء بالفعل، لا سيما بعد أن بدأت احتجاجات العمال والموظفين تتوالى. ولذا تبين الندوة كيف كان بعض حكام مصر يتعاملون مع هذه النكت باعتبارها وسيلة لقياس الرأى العام حيال الظروف المعيشية ومشاعرهم حيال من يجلسون على عرش مصر، وكيف أخذوها على محمل الجد، بينما تغافل البعض عنها فدفع الثمن. سأتناول فى هذه الندوة أيضاً الطرق والأساليب التى وظف به المصريون «النكتة السياسية» فى السخرية من السلطة، والنقد اللاذع للأحوال الاجتماعية على مدار العصور. وتتعامل الندوة مع هذا النوع من النكت على أنه طريقة لــ«المقاومة بالحيلة» الأمر الذى يفتح الباب أمام شرح الأشكال الأخرى لهذا الأسلوب من المقاومة، والذى يعلو على «المقاومة بالصمت» ويدنو من «المقاومة المدنية» التى تعتمد على الاحتجاج المباشر. فى الندوة، التى ستعقد بمقر الملتقى فى 30 شارع عدلى بوسط البلد، سأحاول أيضاً أن أستمع إلى آخر النكت المتداولة من أفواه الحاضرين، وسأقوم بتحليلها من زاوية علم الاجتماع السياسى وتحليل أدوات الموروث الشعبى، ولدى ثقة فى أن النكت ستنهمر كالمطر، فنحن شعب عبقرى فى هذه الناحية، ولا ينازعنا أحد على وجه الأرض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النكتة السياسية النكتة السياسية



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon